رفح(مصر):أصيبت حركة التجارة في رفح المصرية بشلل تام لاستمرار اغلاق الحدود مع غزة وعدم تردد الفلسطينيين على معبر رفح الحدودي. وكان فتح معبر رفح لمدة يومين أسبوعيا منذ قيام فصائل فلسطينية مسلحة بأسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط في يونيو حزيران من العام الماضي ينعش حركة التجارة بالمدينة من خلال المسافرين الذين كانوا يشترون معظم احتياجاتهم منها اضافة الى تجار الشنطة الذين كانوا يشترون كميات من السلع المصرية وبيعها في غزة للاستفادة من فرق الاسعار.

وفي شارع صلاح الدين وهو الشارع التجاري الرئيسي بمدينة رفح المصرية ويمتد الى داخل غزة يقول تاجر يدعى سيد صالح quot;الحال كما ترى... الامر لا يحتاج الى كلام لا بيع ولا شراء.quot;

ويضيف quot;منذ اغلاق المعبر الشهر الماضي توقف قدوم الفلسطينيين الينا حيث أن عدد سكان المدينة قليل جدا وكنا نعتمد على الفلسطينيين العابرين.quot;

ولا يفصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية سوى سياج من الاسلاك الشائكة.

ويقبل الفلسطينيون على شراء أنواع من الجبن والمعسل والسجائر والمعلبات الاخرى وغيرها من السلع فضلا عن بعض أنواع الادوية التي ترتفع أسعارها بالاراضي الفلسطينية.

ويقول سليم الكاشف وهو تاجر ان معظم المتاجر في الشارع أغلقت خلال فترة التوغلات الاسرائيلية داخل المناطق الفلسطينية قرب الشريط الحدودي مع مصر قبل نحو عامين خوفا من الشظايا الاسرائيلية التي أصابت معظم واجهات المتاجر.

وبعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة عادت حركة التجارة للانتعاش من جديد مع زيادة عدد الفلسطينيين المترددين على المعبر.

ويضيف وهو يستعد لاغلاق متجره quot;انظر الى كل هذه المحلات المغلقة... لا يوجد زبائن سواء مصريين أو فلسطينيين.quot;

ويبلغ عدد سكان مدينة رفح المصرية نحو 40 ألف نسمة فقط.

ورغم التوتر الحذر في منطقة الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية منذ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بشكل كامل على القطاع في 14 يونيو الماضي فان الهدوء يسيطر على المدينة بعد أن خلت شوارعها من المارة باستثناء عدد قليل من المواطنين اضافة الى أفراد من الشرطة المصرية ينتشرون بجوار سياراتهم على مسافات بعيدة جدا بطول الشريط الحدودي وفي مناطق المزارع.

ويقول عيد أبو حرب وهو يجلس داخل مقهاه المصنوع من البوص على مقربة من معبر رفح الحدودي بينما تستعد مجموعة من الفلسطينيين لترك المقهى quot;هؤلاء الفلسطينيون كانوا يقيمون هنا منذ ثلاثة أيام بعد أن علموا أن المعبر قد يفتح الا أن الشرطة المصرية طلبت منهم الرحيل.quot;

ويقول سائق شاحنة صغيرة يدعى مسعد عواد وهو يحزم حصر كان ينام عليها الفلسطينيون داخل المقهى quot;هناك عشرات السائقين الذين كانوا يعملون على خط العريش-رفح توقف حالهم تماما... الفلسطينية يتم انزالهم على الحواجز... والمعبر مغلق ولا توجد حركة على هذا الخط.quot;

واعتادت اسرائيل خلال الاشهر الماضية فتح المعبر يومين أسبوعيا لمرور الاف الفلسطينيين. ويعتبر معبر رفح نقطة العبور الوحيدة لسكان قطاع غزة حيث ينطلقون منه الى مصر ومختلف الدول العربية بعد قيام السلطات الاسرائيلية باغلاق مطار غزة وتدمير مدرجه اثر اندلاع الانتفاضة في أواخر سبتمبر أيلول 2000.

ويقول عيد السويركي ـ صاحب مطعم ـ quot;كنا ننتظر موسم الصيف لان المبيعات تزيد بسبب زيادة عدد الفلسطينيين العائدين لقضاء الاجازات مع ذويهم في غزة.quot;

ويقول أسامة زكري مدير الغرفة التجارية بالعريش quot;الايام التي يفتح فيها معبر رفح يحدث رواج كبير بالعريش بسبب الاقبال الفلسطيني على شراء السلع المصرية.quot;

ويضيف أن الفلسطينيين المسافرين ومن تجار الشنطة يمثلون قوة شرائية كبيرة جدا للسلع من العريش. ويقول quot;هناك عدد كبير من التجار تقوم تجارتهم أساسا على البيع للفلسطينيين.quot;

ويقول مسؤول مصري بالسوق الحرة في معبر رفح quot;الحركة التجارية بالسوق متوقفة تماما بسبب اغلاق المعبر منذ 9 يونيو الماضي.quot;

ويضيف أنه حتى بعد اعادة فتح المعبر لا يتوقع أن يكون هناك اقبال على شراء السلع من السوق بعد قيام الفلسطينيين بانفاق كل ما لديهم على الاقامة في العريش.

وقال ان الفلسطينيين يقبلون على شراء السجائر لاسيما الانواع الشعبية المصرية والاجنبية من السوق الحرة نظرا لان السجائر المصرية تباع في غزة بأكثر من أربعة أمثال أسعارها في مصر. وتابع أن المسافر الفلسطيني يسمح له بالحصول على أربع خراطيش من السجائر.