قبول الهاجري من الرياض: أعادت التطورات الاقتصاديّة العالميّة المتسارعة ترتيب quot;أغنى الأغنياءquot; على قائمة quot;فوربسquot; السنويّة لهذا العام. وانعكست أزمة الائتمان والإضطرابات في الأسواق العالميّة والإرتفاع في أسعار النفط في مواقع الأثرياء على اللائحة، ليخرج منها خاسرون ورابحون.
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة لا تزال تتصدّر اللائحة، إلا أنَّ المفاجأة الأبرز لهذا العام كانت في هبوط بيل غيتس مؤسس شركة quot;مايكروسوفتquot; إلى المرتبة الثالثة من الأولى التي احتلّها طيلة 13 عامًا، ليتصدّر مواطنه وارن بافيت، بينما أدّى ارتفاع أسعار النفط إلى دخول quot;أثرياء جددquot; من البلدان الصناعيَّة ذات الاقتصادات النامية ما رفع عدد أعضاء النادي إلى 1125 مقابل 946 في العام الماضي.
وقد أفاد بعض المستثمرين الصناعيين من الطفرة الاقتصادية في الخليج وأسعار النفط بشكل خاص لتعزيز مواقعهم على اللائحة، بينما تراجعت أسماء بارزة من دول النفط كالوليد بن طلال الذي تراجع من المركز الثامن إلى المركز الثالث عشر بفعل ارتباط ثروته بأزمة الائتمان العالميَّة.
وأكد خبراء استثماريون في الخليج تحدثت معهم quot;إيلافquot; أن عدد كبير من العرب الذين تراجعت ثرواتهم هم مرتبطون بأزمة الرهن العقاري وشطب كثير من البنوك العالمية لديون معدومة مع تراجع أسهما المدرجة في البورصات. وقال خالد أحمد عبدالنبي، نائب المدير العام في الشركة الخليجية لخدمات الاستثمار، خلال اتصال هاتفي من مسقط، إن أزمة الرهن العقاري أطاحت بمراتب عدد كبير من الأثرياء العرب المستمثرين في بنوك وشركات ذات علاقة بالقطاع العقاري في أميركا. وفي المقابل ادى ارتفاع أسعار النفط عالميًا إلى صعود عدد من الأثرياء في المجال الصناعي، ودخول أثرياء جدد تتركز نشاطاتهم في الصناعة عدد منهم من الصين ودول شرق آسيا بسبب ما تشهده من أسواقها من نمو واضح لفت أنظار المستثمرين حول العالم، فضمت القائمة 4 مليارديرات ضمن قائمة أغنى عشرة شخصيات من إجمالي 53 ملياردير هندي، إضافة إلى 42 ملياردير صيني.
ومن الكويت، أكد لـ quot;إيلافquot; سعد عبدالله الحنيان،مدير الاستثمارات المحلية والعربية في شركة الاستثمارات الوطنية، أن التوزيع والوزن النسبي لاستثمارات العرب هو السبب في التفاوت الواضح لثرواتهم هذا العام في ظل ما يمر به الاقتصاد العالمي من تغييرات حادة نتيجة أزمة الائتمان العقاري التي هزت الاقتصاد الأميركي المؤثر بشكل كبير في الاقتصاد العالمي.
وقال الحنيان إن عدد من الأثرياء العرب خصص مؤثرة من ثروته في بنوك أميركية تأثرت بالأزمة الأميركية كما هي الحال مع الأمير الوليد بن طلال المستثمر في (سيتي بنك) ومعن الصانع المستثمر في بنك (إتش أس بي سي). وفي المقابل شهدت استثمارات الأثرياء الغير العرب نموًا واضحًا بسبب حسن إدارة الثروات وتوزيع الاستثمارات بنسب متوازنة وغير مؤثرة.
وحول تنامي ثروات المستثمرين في القطاع الصناعي، أكد الحنيان أن الطلب المتنامي في الصين والخليج والعراق على المواد الصناعية والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا منذ 2006 أدى إلى ارتفاع أسعار الشركات المصنعة وبالتالي ارتفاع قيم أسهمها السوقية وارتفاع ثروات ملاكها من رجال الأعمال.
وبنبرة تفاؤلية يقول جمال صالح مدير إدارة المخاطر في بنك دبي التجاري إن وضع الأثرياء العرب في قائمة الفوربس هو وضع جيد جدًا مقابل وضع الأثرياء الأجانب، على الرغم من التراجع الكبير في المراتب التي احتلوها هذا العام. وأشار صالح إلى أن (فوربس) تعتمد على تحديد الثروات عبر quot;Valuationquot; أي قيمة ما يمتلكه الشخص من أسهم مضروبًا في عدد أسهمه، كما هي الحال في تقييم ثروة بيل غيتس وكالورس الحلو التي تركز على ملكياتهم في شركات يمتلكون غالبية أسهما. بينما الأفضل هو تحديد الثروات عبرquot;Liquidationquot; أي تصفية موجودات الشخص وبيعها بالقيمة السوقية بعد تسديد المطلوبات، كما هو الحال في ثروات الأثرياء العرب الذين يمتلكون أصول شخصية بمبالغ باهظة تصل إلى المليارات.
وحول تراجع مراتب الأثرياء العرب في القائمة، قال صالح إن السبب في ذلك يعود إلى عاملين مهمين أولهما الطريقة التي ينتهجها الأثرياء العرب في توزيع ثروتها والتي لا تعتمد على توزيع الاستثمارات في قطاعات وبلدان مخلتفة، مما يعمل على توازن الربح والخسارة بين القطاعات المختلفة كل قطاع على حساب القطاع الآخر. وثانيهما هو امتلاك هؤلاء الأثرياء لإستثمارات ضخمة في بلدانهم التي تعتمد بشكل كبير على العملة الأميركية التي اهتزت كثيرًا في الفترة الأخيرة مما يعني تحقيقهم لخسائر مختلفة نتيجة هذا الارتباط.
وقالت فوربس إنه نادي المليارات العرب قد ارتفع إلى 36 شخصًا، كما زاد إجمالي الثروات العربية إلى 223.6 مليار مقابل 1125 مليارديرًا بلغت إجمالي ثرواتهم 4.4 ترليون دولار. وتصدرت السعودية المركز الأول بـ 13 مليارديرًا بلغت ثرواتهم 77.7 مليار دولار،ثم لبنان بسبعة مليارات، وتلتها الإمارات بخمسة مليارات والكويت ومصر لكل منهما 4 مليارات.
جدول يوضح عددًا من أبرز الأثرياء العرب وتحول ثرواتهم هذا العام
الاسم
البلد
المرتبة
قيمة الثروة*
أبرز نشاطاته
2007
2008
2007
2008
الوليد بن طلال
السعودية
13
19
20
21
المالك الرئيسي في شركة المملكة القابضة
ناصر الخرافي
الكويت
52
46
11.5
14
المالك لمجموعة مجموعة الخرافي
نجيب ساويرس
مصر
60
62
10
12.7
اوراسكوم للاتصالات واوراسكوم للانشاءات
انسي ساويرس
مصر
129
78
5
9.1
محمد العمودي
السعودية
86
97
8
9
مصافي نفط في السويد
عبد العزيز الغرير وعائلته
الامارات العربية المتحدة
86
100
7
8
بنك المشرق ثالث أكبر بنك في دبي
سليمان الراجحي
السعودية
99
107
7.4
8.4
تمتلك العائلة حصة رئيسية في مصرف الراجحي أكبر البنوك الاسلامية في المنطقة
معن الصانع
السعودية
97
112
7
8.1
محمد بن عيسى الجبر
السعودية
891
194
4.3
5.3
جداول (عقار) وأجواء (تجارة المواد الغذائية) والعديد من الفنادق حول العالم
صالح كامل
السعودية
249
214
3.5
4.7
مجموعة دلة البركة
سعد الحريري
السعودية ولبنان
407
334
2.3
3.3
مقاولات
*قيمة الثروات مقربة بالمليار/دولار