خالد الزومان من الرياض: وجه مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية خطاباً إلى منسوبي الغرف التجارية الصناعية في المملكة بحظر استيراد أو تسويق الملابس المخالفة لأنظمة وزارة التجارة والصناعة والتي تحمل صور quot;مخزيه ومنافية للقيم الإسلاميةquot;. وطالب الخطاب بالحرص على سلامة المعروضات والمستوردات وعدم استيراد أو تسويق مثل هذه الملابس المخالفة، مشيراً إلى ما يتم ضبطه في الأسواق أو النشر عنه في بعض وسائل الإعلام أو ما تتلقاه من شكاوي وملاحظات من وجود بعض ملابس نسائية تحمل ألفاظاً وصوراً مخزية ومنافية لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

ويأتي هذا القرار بعد تحركات واسعة في الأوساط المحافظة في المناط السعودية، حيث وجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في وقت سابق بدراسة ومعالجة ظاهرة المخالفات السلوكية، التي تصدر من بعض الشباب، كما أكد مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي أن الهيئة ستبدأ تنفيذ توصيات خطة للحد من انتشار بعض الظواهر في أوساط الشباب مثل قصات الشعر ولبس البناطيل الضيقة والسلاسل التي فيها تشبه بالغربيين وخروج عن العادات والتقاليد الإسلامية وأعراف المجتمع.

وقال المستثمر في قطاع الملابس صالح حنتوش الغامدي لـ quot;إيــلافquot; إن هذا القرار الذي يراه جاء متأخراً يعكس الحاجة إلى ضرورة الانتقاء في ما يلبسه الناس وفق استراتيجيات تسويقية تتوائم مع متطلبات السوق السعودية وعادات المجتمع وتقاليده، مشيراً إلى بحث بعض الزبائن عن هذه المنتجات بالفعل، لكن ثقافة المجتمع تستوجب إيقاف الاستيراد فورياً في مثل هذه المنتجات التي تمثل نحو 20 في المئة من إجمالي منتجات الملابس المستوردة، مطالباً في الوقت ذاته بتعاضد الجهات الرقابية وعلى رأسها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقضاء على هذه الظاهرة، بالإضافة إلى ملاحقة المحلات المخالفة وتغريمها.

وقدّرت إحصائية سابقة أن معدّل إنفاق الفرد السعودي على الملابس والعطورات سنوياً يصل إلى نحو 600 ريال سعودي، مشيرة إلى أنه يستهلك سنوياً حوالي أربعة أثواب وأربعة أشمغة ، فيما يقدر مختصين حجم سوق ملابس الأطفال السنوي في السعودية بأكثر من 2 مليار ريال. وتحمل مواسم الإجازات و العيد يحمل لوكلاء الملابس العالمية الذين يصل عددهم في السعودية إلى 25 وكيل مبيعات تقدر بحوالي 70 في المئة، فيما فقدت الشركات الأوروبية حصتها في السوق السعودي مع تصاعد وتيرة الأسعار المرتفعة وارتفاع سعر اليورو أمام الريال وتزايد معدلات التضخم، وحسب دراسات فإن السعودية تستورد ما يقارب 85 ألف طن من الملابس الجاهزة سنويا، منها 70في المئة من شرق آسيا فيما تحجز النسبة المتبقية الدول الأوروبية وبعض الدول العربية وبقية دول العالم.

يشار إلى أن السعوديات يصرفن سنوياً ما يقارب 7 مليارات ريال على الملابس والإكسسوارات و أدوات التجميل ، وتمزج المرأة السعودية ما بين التعلق بالأصالة عن طريق الالتزام بالعادات والتقاليد الطيبة والموروثة عن الأجداد مع مواكبتها لعناصر الحداثة التي تستلزم الأناقة كسمة من سمات العصر.