أعلنت منظمة Human Writs Watch الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان التي تدير جائزة هيلمان / هامت الأميركية فوز الكاتبة السورية ( الكردية ) مها حسن بجائزتها لدورة العام 2005 . وبهذا تكون الكاتب السوري الثالث الذي يفوز بهذه الجائزة بعد الشاعر فرج بيرقدار ( دورة 1998 ) والكاتب الصحفي السوري نزار نيوف ( دورة العام 1993 ) . وقال بيان المؤسسة الصادر اليوم إن الكاتبة مها حسن منعت من النشر في سورية منذ العام 2000 بسبب اعتبار السلطات السورية لكتاباتها " ليبرالية متحررة على نحو متطرف " وتتضمن " مشاهد ومواقف أنثوية " غير مقبولة و " مدانة أخلاقيا " !! كما أنها اتهمت من قبل سلطات النشر السورية بأنها " أعادت الاعتبار لإسرائيل " حين عمدت إلى تضمين كتاباتها نصوصا من التوراة ، أي ما يعرف بـ " التناص الأدبي " !! والمقصود بذلك هو تضمينها لكتابتها نصوصا من فلسفة الكبالا Kabala ، أو المدرسة القرائية القبلانية البغدادية ، التي اشتهرت في بغداد خلال القرن العاشر الميلادي كمدرسة فلسفية غنوصية Gnostic يهودية صوفية تنكر التلمود بوصفه تفسيرا للتوراة ، ولا تؤمن إلا بأسفار التوراة الخمسة . ومن المعلوم أن العديد من الفرق الشيعية الإسلامية قد تأثرت بهذه الفلسفة وضمنتها في كتبها " المقدسة " إلى جانب النتاج الفلسفي لمدرسة إيونيا اليونانية ، و الفلسفة الهندية .
و قال بيان المنظمة " إن مها حسن ، ورغم إرثها الثقافي الكردي ، ولغتها الكردية الأم ، فإنها تكتب باللغة العربية " . وقد صدر لها حتى الآن : " اللامتناهي ـ سيرؤة الآخر ، دار الحوار 1995 " و " لوحة الغلاف ـ جدران الخيبة أعلى ، 2002 " . هذا فضلا عن عدد من المخطوطات التي رفضت وزارة الإعلام السورية السماح بنشرها . ولها مخطوطتان باللغة الفرنسية لدى دور نشر فرنسية ينتظر أن يبت بنشرهما في وقت لاحق .
يشار إلى أن جائزة هلمان / هامت تمنح بالتعاون مع منظمة هيومان رايتس ووتش للكتاب والصحفيين الذي ينشطون في مجال حقوق الإنسان أو يلاحقون من قبل سلطات بلادهم لأسباب تتصل بنشاطهم في هذا المجال أو بسبب آرائهم ومعتقداتهم . وكانت الجائزة قد تأسست في العام 1989 تكريما للكاتبين الأميركيين ليليان هيلمان و دانشييل هامت اللذين اضطهدا خلال الحقبة المكارثية في خمسينيات القرن الماضي . وتتألف لجنة تحكيم الجائزة من سبعة كتاب وصحفيين متخصصين بقضايا حرية الرأي والتعبير في أنحاء العالم المختلفة .
وكانت مها حسن ( مواليد 1966) ، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن حرية الرأي ، قد فرت من سورية صيف العام الماضي إلى فرنسا حيث طلبت اللجوء السياسي . وذلك إثر تسرب معلومات عن قرار المخابرات السورية باعتقالها في إطار الحملة التي طالت المئات من الناشطين الأكراد في سورية .
مازن ياغي
مكتب الشؤون السورية ( المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير )
[email protected]