فيينا وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء - تعقد الرابطة النمساوية العراقية للتنمية أول مؤتمر إقليمياً لها خلال أيام السبت والأحد والاثنين، 21- 23 يناير/كانون الثاني الجاري، بفندق هيلتون بلازا وسط العاصمة النمساوية فيينا تحت شعار quot;يدا بيد من اجل عالم آمنquot;. وسيناقش المشاركون في المؤتمر وهم نخبة من كبار العلماء والباحثين والمفكرين والخبراء في الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية والدينية من دول شتى في الاتحاد الأوروبي والعالمين العربي والإسلامي جدول أعمال حافلا بقضايا الساعة وتتركز حول المحاور التالية: الحوار السلمي من اجل مستقبل أفضل للتعايش بين معتنقي الديانات الإبراهيمية؛ الإسلام والتعايش السلمي بين الأديان والقوميات المختلفة؛ دور الإسلام في التصدي للتطرف والإرهاب وخطره على الحوار بين الحضارات؛ دور مؤسسات المجتمع المدني لكبح جماح الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية؛ دور المرأة والشباب في وقف الفكر المتطرف ونبذ الإرهاب؛ دور التربية والتعليم في غرس مفهوم التعايش بين القوميات والأديان وقبول الآخر؛ دور المثقفين ووسائل الإعلام في تعميم ثقافة التسامح والتصدي للفكر المتطرف والإرهاب؛ التطرف والإرهاب وارتباطهما بإلغاء الآخر؛ التسامح الديني في ضوء الاختلاف السياسي؛ تطوير منظومة العمل المشترك لمكافحة التطرف والفكر الإرهابي؛ الاستفادة من التجربة النمساوية في وقت الفكر المتطرف وكراهية الآخر؛ ودور منظومة الأمم المتحدة في دعم التحرك المناهض للتطرف والإرهاب. وعشية افتتاح المؤتمر أدلى الدكتور رياض الأمير سكرتير عام الرابطة النمساوية العراقية للتنمية بتصريح خاص إلى مراسل الوكالة الإيطالية للأنباء (آكي) في فيينا استعرض فيه الأسباب التي دفعت إلى عقد مثل هذا التجمع الإقليمي في فيينا وأهدافه. وفي هذا السياق، أشار الدكتور الأمير إلى أن quot;غالبية ضحايا الأعمال والهجمات الإرهابية التي وقعت في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات القليلة الماضية كانوا من المسلمينquot;. وأكد أن quot;ظاهرة اللجوء إلى التطرف والإرهاب هي ظاهرة غريبة عن الإسلام، كما أنها تتعارض مع تعاليم العقيدة الإسلامية، حيث يحاول المجرمون الذين يقفون وراء العمليات الإرهابية تشويه صورة الإسلام وتلفيق تهم الإرهاب بحق المسلمينquot;. وشدّد الدكتور الأمير على القولquot;إن مثل هذه العمليات الإجرامية والمدانة بكافة المعايير تؤخر عملية التنمية وتعرقل استتباب الأمن في الكثير من البلدان العربية والإسلامية بالدرجة الأولى، عدا أنها تساهم بدرجة كبيرة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في دول الاتحاد الأوروبي التي يتواجد فيها أكثر من 10 ملايين مسلم يساهمون في الحياة العامة بشكل نشطquot;. وأعرب عن اعتقاده القوي أنه من اجل مناقشة هذه المخاطر وتبادل وجهات النظر ودراسة الطرق السلمية لمواجهة كافة التحديات والمخاطر، لا بد من التذكير والتأكيد بأن الإسلام والمسلمين هم براء من الإرهاب والإرهابيين.واستعرض السكرتير العام للرابطة النمساوية العراقية للتنمية عددا من العمليات الإرهابية الخطيرة التي وقعت في عدد من بلدان العالم، وخاصة في بلدان عربية وإسلامية وأوروبية بينها على سبيل المثال لا الحصر العمل الإرهابي الذي وقع في العاصمة عمان في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2005 والذي استشهد فيه 57 شخصا , والعمل الإرهابي البشع الذي وقع في 4 محطات رئيسية لمترو الأنفاق وسط العاصمة البريطانية لندن في 7 يوليو/تموز 2005، والذي ذهب ضحيته 54 شخصاً، والهجوم الإجرامي الذي وقع في العاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس/آذار2004، والذي ذهب ضحيته ما يقارب عن 200 شخص. وفي هذا السياق، ذكّر الدكتور الأمير بأن سلسلة عمليات انتحارية وإرهابية وقعت في العراق خلال السنوات القليلة الماضية من بينها الهجوم الإجرامي الذي أدى إلى استشهاد 24 طفلا عراقياً في وسط بغداد، والتفجير الإجرامي الذي وقع في احد الأسواق الشعبية ببغداد وأدى إلى استشهاد أكثر من 100 مواطن عراقي، والتفجير الإرهابي الذي وقع في أحد المساجد العراقية في بغداد أثناء تأدية صلاة الجمعية وأدى إلى استشهاد 90 شخصاً، بالإضافة إلى الهجوم الإجرامي الذي وقع في مدينة كربلاء وأدى إلى استشهاد أكثر من 200 مواطن عراقي، والهجوم الانتحاري الذي وقع في جزيرة بالي الاندونيسية وسقط فيه 22 شخصاً. وفي هذا السياق، أشار الدكتور الأمير إلى quot;إن كافة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي وقعت في عدد من دول العالم نفذت تحت شعارات إسلامية، وأعطت انطباعا لدى الرأي العالم بأن الإسلام والمسلمين يدعمون الإرهاب، علماً أن الجماعات التي تقوم بمثل هذا الأعمال المروّعة هي جماعات متطرفة وخارجة عن كافة القوانين، وتُلبس جرائمها ثوب الدين الإسلامي، والإسلام منها براءquot;. وأعرب السكرتير العام للرابطة النمساوية العراقية للتنمية عن اعتقاد قوي مفاده أن الهدف الأساسي للمجموعات الإرهابية هو بناء مجتمع يعيش تحت وطأة الخوف والتسلط، حيث توجهه الأفكار المتطرفة واحتقار إنسانية الإنسان، وهي في الواقع أفكار ليست فقط موجهة من أجل تكفير المسلمين، وإنما تكفير جميع الناس، حيث ينضوي تحت لواء هذه المجموعات المارقة عناصر متطرفة في أفكارها وأيديولوجيتها، وهي في الحقيقة مجموعات مجرمة في تصرفاتها؛ ولا تستهدف البتّة الدفاع عن الدين ومبادئه السمحة، بل السيطرة على القيادة وفرض أفكارها وعقيدتها المتطرفةquot;. كما ذكّر الدكتور الأمير بالهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001، مشيراً إلى الهجوم الإجرامي الذي وقع في محطة قطارات الأنفاق في العاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس/آذار 2004، وغيره الكثير من الأعمال الإرهابية التي قام بها أعضاء تنظيم (القاعدة) والمجموعات المتعاونة معها، والتي تسترشد بالفكر المتطرف لأسامة بن لادن، بالإضافة إلى سلسلة الهجمات الإرهابية والتفجيرات الإجرامية التي وقعت خلال الفترة الأخيرة في كل من فرنسا وباكستان وكينيا وتنزانيا والهند والمغرب واليمن وتونس وإندونيسيا ومصر والسعودية وتركيا والعراق وغيرها من الدول، والتي سقط فيها عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء. وخلص الدكتور الأمير إلى القول بأن المشاركين في مؤتمر فيينا والذين سيركزون على مناقشة كافة السبل الكفيلة بمعالجة واستئصال الجذور الأساسية للتطرف والإرهاب، سيغتنمون هذه المناسبة للوقوف صفاً واحداً ويداً بيد في العمل المشترك من أجل عالم أكثر أمناً وخالٍ من كافة أشكال التطرف والإرهاب، وليؤكدوا تضامنهم الكامل مع جميع المجتمعات الإنسانية وحق مواطنيها في العيش بأمن وسلام . وتجدر الإشارة إلى أن من بين أبرز المشاركين في مؤتمر فيينا كل من رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي، وضياء شكرجي ممثل حزب الدعوة العراقي الذي يترأسه رئيس الوزراء العراقي الحالي إبراهيم الجعفري، وآية الله مهاجراني وزير التربية الإيراني السابق ومستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وصلاح القلاّب عضو مجلس النواب الأردني ووزير الإعلام السابق، وسعد العجمي بن طفلة وزير الإعلام الكويتي السابق، ومفتي سورية الدكتور احمد بدر الدين حسون، بالإضافة إلى ممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والحزب الشيوعي العراقي. وجدير بالذكر أن الأمانة العامة للرابطة النمساوية العراقية للتنمية ستعقد مؤتمراً صحافياً عند الساعة العاشرة والنصف يوم الاثنين (23 يناير/كانون الثاني الجاري) لشرح نتائج المؤتمر وتلاوة البيان الختامي.
(Aou/Aki)