فهد سعود من الرياض: أثار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز إعجاب السعوديين عندما ظهر، بعد ساعات قليلةمن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها في قصره في جدّة بعد صلاة العشاء من يوم الخميس، في حوار مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، ليتحدّث ببساطة عن الأمر الخطر، ويؤكّد في رسالة واضحة عزيمته وإصراره تحت مظلّة الدولةعلى محاربة هذه الفئة الضالة. ظهور الأمير محمد أمام وسائل الإعلام بهذه السرعة، ومع عاهل بلاده، جاء تأكيدًا لفشل هذا العمل الإرهابي وعدم تأثيره على رؤوس السلطة في البلاد، ولإعطاء المواطنين الدافع المعنوي العالي، والثقة في أنّ القائمين على الأمن في البلاد قادرين على الحفاظ عليه، كما يليق بهم وكما هو متوقّع منهم.

وفي الوقت نفسه، قُضّ مضجع السعوديّين وفقدوا عناء النوم وهم يتناقلون ذلك الحدث المهمّ عن محاولة اغتيال مساعد وزير الداخليّة للشؤون الأمنيّة أثناء استقباله وفدًا من المواطنينأتوا لتهنئته بشهر رمضان، إلاّ أنّهم سرعان ما تنفّسوا الصعداء وأخذوا يتبادلون التحيّات والتهنئة بعد فشل محاولة الاغتيال التي تمّ التخطيط لها مسبقًا.

وحاول الانتحاري والإرهابي، سابقًا، اغتيال الأمير محمد بن نايف بوساطة هاتف جوّال محشو بالمتفجّرات، لكنّ الأمير لم يصب إلا بجروح طفيفة لا تذكر.

ووفقًا لبيان الدّيوان الملكي السعودي فإنّ quot;بين المواطنين الذين زاروا الأمير محمد بن نايف لتهنئنه بشهر رمضان المبارك أحد المطلوبين من المجرمين الإرهابيين، والذي أعلن مسبقًا عن رغبته في تسليم نفسه أمام الأمير محمد، وأثناء إجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمهquot;.

وأضاف البيان أنّ الأمير محمد بن نايف quot;أصيب بإصابات طفيفة لا تذكر ولم يصب أحد بأيّ إصابات تذكر وقد غادر سمّوه المستشفى بعد إجراء الفحوصات اللازمةquot;.

الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز يحمل أطفال شرطي قتل- نيسان 2007

وبالحديث عن الأمير محمد بن نايف، يجب أن نذكر أنّه كان راعي مسيرة محاربة الإرهاب تحت مظلّة والده الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخليّة، حيث تضافرت جهوده وطوّع كل إمكانات وزارة الداخليّة في سبيل مكافحة هذا الداء المعاصر، بل وقام أيضًا بتخصيص الكوادر الخبيرة واستجلاء الخبرات العالميّة في سبيل أن تكون السعوديّة من أوائل الدول التي تقاوم الإرهاب وتكافح استنزاف الأمن الذي تتسبّب به عصابات الظلام حول العالم.

كما كان أيضًا الراعي الرسمي والفعلي، مع والده الأمير نايف بن عبد العزيز، لبرنامج إعادة تأهيل من تمّ التغرير بهم في تلك الخلايا الإرهابيّة،الأمر الذيجعله هدفًا لتك الخلايا الإجراميّة بعدما ساهم فعليًّا في تقليص أنشطتها وضرب قياداتها في جميع أنحاء المملكة،الأمر الذيجعل المملكة دولة ينظر إليها العالم بتقدير واحترام نظير إنجازها التاريخي في هزيمة الإرهاب على أرضها على الرغم من ظروف المنطقة القاسية.

ولد الأمير محمد بن نايف عام 1959 وهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليّة، ويشغل منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية منذ 10 سنوات، ويحمل الدرجة العلميّة في العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأميركيّة، وقد أكمل دورات عسكرية متقدّمة داخل وخارج السعودية تتعلّق بمكافحة الإرهاب، وقبل ذلك نشأ وتعلم في العاصمة الرياض وفيها أنهى مراحل التعليم الأساسية. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قد أصدر قرارًا في العام الماضي يقضي بتمديد خدمته كمساعد لوزير الداخليّة للشؤون الأمنيّة برتبة وزير.

محاولة الاغتيال الفاشلة التي حدثت اليوم،ليستسوى تأكيد فعلي وواقعي على أنّالتعاون مع هذه الفئة لا يجلب سوى الانتكاسات، وأنّ الضرب عليها بقبضة من حديد هو الحلّ الأمثل في سبيل تخليص البشريّة من جرائمها، وهي رسالة صريحة تؤكّد على الإنجاز الفعلي للمملكة في لجم هذه الفئة التي تسيطر على بعض المظلّلين فكريًّا.

وكانت السلطات السعودية أعلنت في 19 آب/أغسطس الحالي إلقاء القبض عن 44 شخصًا يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي حينئذٍ أنّ quot;هؤلاء الأشخاص مرتبطون بالمنظمة الأم التي هي القاعدةquot;، مضيفًا: quot;كانوا يخطّطون لاعتداءات، لكنّنا لا نزال في بداية التحقيقquot;. وأوضح تركي أنّ هذه الخليّة تضمّ 43 سعوديًّا وأجنبيًّا واحدًا بينهم عدد من حملة الشهادات الجامعية.

وأضاف أنّ بعض هؤلاء quot;تلقّى تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وعلى طرق إعداد الخلائط المتفجّرة وأساليب تزوير الوثائق لاستخدامها من قبل عناصر الفئة الضالة في تنقلاتهمquot;. وأكّد على أنّ quot;عمليات القبض والتفتيش أدّت إلى ضبط أسلحة وذخائر إضافةً إلى دوائر إلكترونية جاهزة قاموا بتطويرها لتستخدم في عمليات التفجير عن بعدquot;، وذلك في أحد الأودية القريبة من مدينة الرياض وفي مخبأ أنشئ في أحد الأحياء السكنيّة في العاصمة السعوديّة.

عدد من رؤساء تحرير الصحف السعوديّة طالبوا بعدم التهاون مع من يرفع السلاح على الدولة، لأنّ رفع السلاح بحدّ ذاته خيانة تجعلتلك الفئة غير موثوق بها مهما أبدت من التوبة وملامح السلم، لأن من يتجرّأ على النّظام الحاكم في بلده سيمتلك الجرأة مرّة أخرى إذا أوتيت لهالفرصة.

العاهل السعودي يطمئن على صحة الأمير محمد بن نايف