خبر صغير دونته صفحات المنوعات والأخبار الخفيفة عن رفض الحكومة الماليزية لاقتراح قدمهالمسؤولون الدينيون في الدولة بهدف ممارسة رقابة على العشاق وغير المتزوجين وتتبع الممارسات quot;اللاأخلاقيةquot; التي يمارسها بعضهم، وذلك من خلال عملاء سريين داخل الفنادق والمطاعم.
هذا الخبر الصغير حمل وراءه جدلا طويلا خلال الأشهر الماضية حول تتبع النساء والرجال في quot;خلواتهمquot; عملا بالمبدأ الإسلامي الذي يرفض الخلوة بين الرجل والمرأة في حالة كانا غرباء عن بعضهم البعض، وفي الوقت الذي تحمس فيه عدد من علماء الدين لهذه الفكرة أبدى quot;مهد أصري زين العابدينquot; المفتى الماليزي الشاب رأيه حول تلك القضية التي أثيرت بشدة منذ عدة أشهر مطالبا بإيقاف التجسس على الرجال والنساء لمعرفة إن كانوا على ارتباط أم لا، وذكر أنه من المحرج للإسلام والمسلمينأن يقوم البعض بالدخول إلى الفنادق لمراجعة قوائم النزلاء ومراقبتهم تمهيدا للإبلاغ عنهم، وأضاف أن الإسلام أمرنا بعدم تتبع عورات الآخرين، وأن هناك ضوابط شرعية للتعامل مع مثل تلك الحالات، وأن هناك ما هو أهم للمسلمين من هذه القضية.
ورغم وجود تيار عريض مرحب برأي المفتي الشاب، إلا أن بعض الشخصيات الإسلامية استمرت في محاولة تقنين هذه المسألة بشكل واسع، حتى أغلق الملف مؤخرا على يدرئيس وزراء ماليزيا عبدالله احمد بدوي الدارس للعلوم الشرعية، والذي أكد أن هناك أنشطة أكثر نفعا للمسلمين بمقدور السلطات الدينية التركيز عليها.
وكانت تهمة quot;الخلوةquot; بين الرجل والمرأة قد تعرض لها عدد من الشخصيات العامة وزوجاتهم في ماليزيا خلال الأعوام الماضية بعد أن اجتمعوا بأفراد من الجنس الآخر في أماكن مغلقة. ولم يمنع هذا الإجراء وقوع بعض الشباب في قبضة السلطات المحلية في رمضان الماضي نتيجة ممارستهم الخلوة فيما بينهم، رغم الأجواء الخاصة لهذا الشهر لدى المسلمين.
وقد تعرض هذا الإجراء للنقد خلال الاعوام الماضية من بعض المنظمات الحقوقية التي رأت فيه تقييدا للحريات الشخصية، خصوصا وانه قد وقعت حالات تعرض فيها غربيين للمساءلة بسبب عدم التزامهم بشرط عدم الاختلاء بين الرجال والنساء.
يذكر أن عددا من الدول الإسلامية تقوم بالرقابة على العلاقات بين الرجال والنساء، من بينها إيران والمملكة العربية السعودية، حيث يحظر الاختلاء بين الرجال والنساء، ويتم التشديد على الملابس المحتشمة للنساء.
وماليزيا إحدى الدول الإسلامية التي تحافظ على مظاهر الإسلامية في الحياة العامة حيث تمنع بعض الفنادق تقديم المشروبات الكحولية إلى النزلاء، وتتجه التقاليد الماليزية الإسلامية بشكل عامالى التحفظ بشأن الاختلاط بين الرجال والنساء.