نصر جميل شعث من غزة، وquot;إيلافquot; من القاهرة : أصدر مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين فتوى شرعية بعدم جواز الهجرة من فلسطين، وذلك في رد فعل على إتجاه الكثير من الشباب نحو السفارات والقنصليات الغربية بهدف الحصول على تأشيرة السفر والهجرة إلى الخارج.

وأكدت الفتوى أن الهجرة من هذه الديار المباركة إلى بلاد أخرى بنية الإقامة الدائمة لا تجوز شرعًا، وعلى أبناء هذه الديار التمسك بمساكنها والرباط فيها وعدم تركها للغزاة والمحتلين، وأباحت الفتوى السفر الموقت إلى الخارج لطلب العلم أو العمل، شرط العودة إلى الأراضي الفلسطينية مرة أخرى.

وتأتي هذه الفتوى بعد أسبوعينمن فتوى سابقةصدرت عن الشيخ حامد البيتاوي من رابطة علماء فلسطين، ذكر فيها أنه لا يجوز للشباب الفلسطيني ترك فلسطين سعيًا وراء كسب العيش في ظلِّ الظروف الحالية، لأن هجرة الوطن في ظلِّ هذه الظروف منهيّ عنه شرعًا، مناديًا بالصبر والرباط والبقاء في الأراضي الفلسطينية حتى انتهاء الاحتلال.

وتتوالى تلك الفتاوى، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الأمن بشيوع الفوضى وحالات الفلتان الأمني اليومي الناجم عن الممارسات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي. وتشير إحصاءات من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن حوالى 20.1% من الشباب يرغبون الآن في الهجرة إلى خارج فلسطين. في الوقت الذي هاجر فيه الآلاف فعلاً خلال العام 2006؛ وهو ما يشكل ضغطًا نفسيًا يحول دون استقرار الشباب.

كما يمثل الشباب نسبة عالية من الشهداء والجرحى، إذ إن الأعمار بين 15-29 عامًاتشكل 64.4% من مجموع الشهداء في الأراضي الفلسطينية منذ 2000 ولغاية 2006. كما أن 74% من الجرحى تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وفي ذلك مؤشر واضح على انشغال الشباب بل وتفرغ كثير منهم لأعمال الإنتفاضة وأنشطها، وتنتميغالبيتهم إلى المنظمات الفلسطينية المختلفة.

ولدى بعض الشباب الفلسطيني أعباء تجاه أسرهم، فقد بلغت نسبة الأسر التي يترأسها الشباب 16.4% من مجموع الأسر الفلسطينية، وحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن تعداد السكان في الأراضي الفلسطينية بلغ قرابة 3.825.149 ، يمثل الشباب منهم نسبة 26.8% .

وفي الوقت الذي يترددفيه 50.5% من الشباب على دور العبادة ، نجد أن أجواء المعيشة فرضت على 76.6%قضاءأوقات فراغهم في المنزل. في حين أن 12.4% من الشباب يقضون وقت الفراغ مع الأصدقاء، وآخرون في دور العبادة بنسبة 2.1% .
ومن جانب آخر، تقول الأرقام إن نسبة مشاركة الشباب في القوى العاملة في العام 2005 تصل إلى ما نسبته 55.1% . وهذا يعد انخفاضًا عما كانت عليه في عام 2000 . إذ كانت تصل نسبة المشاركة إلى 61.9% . وفي العام 2006 وحتى الآن شهدت النسبة أعلى معدلات التدني، نظرًا لعدم الاستقرار وهروب الاستثمارات.