إيلاف : تمثل البطالة أزمة حقيقية يواجهها ملايين الشباب في عالمنا العربي، وقد كشف تقرير لمنظمة العمل العربية أن معدل البطالة بين الشباب العربي هو الأعلى عالميا حيث وصل إلى 25%، وهو ما يستوجب توفير ملايين فرص العمل خلال العقدين القادمين.

وتعد البطالة ظاهرة إنسانية لا يحدها زمان أو مكان، وقد يتعرض لها الفرد عدة مرات في حياته، وهو ما يوجب عليه الاستعداد الكافي لهذه المرحلة.
وفي ضوء مجموعة من النصائح والتوجيهات التي ذكرها خبراء في عدد من مواقع التوظيف العالمية نرسم سويا خطوطا عريضة لمواجهة البطالة دون الدخول في تفاصيل على أن نتناولها في موضوعات مقبلة:

إدراك الموقف

لا بد في البداية من إدراك أبعاد حالة البطالة ومراحلها وكيفية التصرف في أثنائها، ولتحقيق ذلك لابد من التعرض لعدد من المعلومات الخاصة بهذه المرحلة.

1- في البداية لابد من إدراك أن التعطل الوظيفي يتسبب في تنقل الشاب بين عدة مراحل نفسية منها الإنكار والغضب وفقدان الثقة، وإدراك الشاب لهذه المراحل ووعيه بعدم الانزلاق فيها، يمثل قوة مساعدة على الخروج من دائرة البطالة ويمهد لمرحلة التفكير السليم لحل المشكلة.
2- ليس المطلوب فقط الابتعاد عنأجواء الاحباط التي تصاحب البطالة، لكن لابد ينتج عن إدراك الموقف خطوات إيجابية تتجه بالشاب إلى مواجهة الموقف بالأمل والتفكير العملي خارج دائرة المشاعر والانطباعات.
3- من ضمن إدراك الشاب للموقف ان يدرك طبيعة الحالة المالية الذي يعيشها بسبب تعطله الوظيفي وهو ما لابد أن ينعكس على رؤيته لطريقة إنفاقه، واختياراته الشرائية أو الترفيهية، وعدم الانزلاق في هوة الاستدانة من الأصدقاء أو الأهل، وعليه تدبير الأمور المالية بشكل يلائم الموقف.

التخطيط

بعد مرحلة إدراك الموقف وفهم أبعاده، وعدم الاستسلام لمشاعر الهلع والخوف واليأس، يأتي التخطيط العملي للمرحلة القادمة، والإعداد السليم لنيل الوظيفة في أقصر وقت ممكن عن طريق عدد من الخطوات:

1- إعداد قائمة تضم كافة المهارات الحالية، والمهنة التي يرغب الشاب في العمل بها.
2- تحديد المهارات التي تنقصه للوصول إلى المهنة التي يرغب فيها.
3- اختيار أسلوب العمل المناسب للمرحلة القادمة، بما قد يتلاءم مع احتياجات الشابالمالية و استعداده لاجراء دراسات جديدة او تنمية مهاراته من أجل فرصة أفضل.
4- إعداد سيرة ذاتية حديثة بشكل يتلائم مع ما يحتاجه الشابفي الفترة القادمة من أعمال، ويفضل الاستعانة بالمواقع المتخصصة أو حضور دورات في فن كتابة السيرة الذاتية.
5- بصورة عامة لا بد من وضع أهداف كبرى في حياة الإنسان على أن تقبلللتعديل، ولابد من تحديد دور للانسان في الحياة يسعي لأدائه، ويزيد منرغبته في العمل والاجتهاد.

الفاعلية

ترتبط بالبطالة مجموعة من المشاعر السلبية تدفع بالشاب إلى الاكتئاب أو اليأس، وكما ذكرنا أن إدراك الموقف وإعداد خطة للمستقبل ستساعد كثيرا في تجاوز تلك المرحلة، لكن إلى جانب ذلك هناك ما هو أهم، وهو فاعلية الشاب في التعامل مع الموقف، ونستطيع التعرض لبعض الخطوات الهامة في هذه المرحلة.

1- دائما ابحث عن عمل : لا يجب أن يستسلم الشاب أو يتكاسل في مرحلة البحث عن العمل، فإن لم يكن لديه عملا اليوم، فعمله هو البحث عن عمل، وترجع أهمية هذه الخطوة في المهارات التي يكتسبها الشاب أثناء الاحتكاك بمقار العمل المختلفة وهو ما ينعكس على رؤيته، إضافة إلى إمكانية تكوين علاقات جديدة تفيده أكثر وتزيد من فرصه.
2- لا تتكاسل: في تلك المرحلة من حياة الشاب عليه أن يتبعد عن كل نشاط يدفع إلى الكسل أو الخمول، لأنه في أشد حاجة إلى نشاطه في تلك المرحلة.
3- لا تكن منعزلا: في هذه المرحلة يبتعد بعض الشباب تلقائيا عن الاحتكاك بالآخرين معتقدين في أنفسهم أنهم يحملون عارا وعليهم الانعزال بعيدا، وهذا تفكير مدمر.. ففي هذه المرحلة لابد من تكثيف الاتصالات مع الأهل والأصدقاء للوقوف على آخر المعلومات منهم التي ستفيد في إدراك ما حول الشاب من متغيرات.
4- ابحث عن أنشطة مفيدة : استمرارا في محاولة الابتعاد عن الكسل والإحباط والوحدة، يفضل الابتعاد عن أنشطة تساعد على ذلك مثل المبالغة في متابعة التلفزيون، أو المكوث في المنزل لمدد طويلة، أو البقاء أمام الكمبيوتر بالساعات، فالأهم هو قضاء الوقت في عمل مفيد يدعم الخطة التي وضعها الشاب لنفسه.

في النهاية.. لا بد من الإيمان أن الحياة ما هي إلا مجموعة من المراحل يمر بها الإنسان، إحداها هي مرحلة البطالة، وقد يتعرض لها الإنسان عدة مرات في حياته، لذا فهي ليست وصمة عار، لكن رد فعل الشاب تجاهها هو الذي يحدد ذلك، وسواء تلتها مهنعبرت عن طموح الشابأم لا.. فلابد من الإيمان بفكرة المراحل في حياة الإنسان، وذلك في إطار الخطة التي يضعها لرؤيته المستقبلية للحياة.