حوار مع مستشار العاهل المغربي أندري أزولاي

أجراه أحمد نجيم: أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس وقبله شغل لسنوات المنصب نفسه مع العاهل الراحل الحسن الثاني، أحد المسكونين بمدينة الصويرة، مسقط رأسه، من تجربتها يحاول أن يغني النقاش المستمر في رابطة الحضارات التي أعلن عن إنشائها كوفي عنان من شخصيات محدودة في العالم كي تصيغ مشروعا للتقريب بين الحضارات. هذا المغربي ذي الديانة اليهودية أطلق تجربة رائدة في المغرب قبل تسع سنوات، وهي مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة، مهرجان أضحى أكبر تجمع للشباب المغربي في المغرب، يحضره سنويا قرابة 400 ألف شخص غالبيتهم من الشباب. خلال أربعة أيام يسافر الجميع في أجواء من الصفاء الروحي، حفلات موسيقية تستمر إلى بزوغ الفجر ويوم على إيقاعات الكمبري، آلة وترية يستعملها الكناويون. عن تصور أزولاي لهذا المهرجان ورؤيته المستقبلية ومدى توظيفه للتجربة الصويرية في نقاشات رابطة الحضارات وإيمانه ببركة quot;المعلمينquot; يجيب المستشار الفنان.

* هل كنتم تتوقعون لما فكرتم في تنظيم مهرجان الصويرة هذا النجاح السريع؟
- اجتمعنا مجموعة من الأشخاص لتنظيم هذا المهرجان، انتابنا شعور بالشك والريبة خلال تنظيم المهرجان، لم نكن نتصور أن نصل إلى هذه الجودة العالية موسيقيا بلغت العالية، أعتقد أن ذلك الشك كان محفزا كبيرا لنا جميعا على الوصول إلى النجاح الذي نعيشه.

* هذه النتيجة لها علاقة بروح مدينة الصويرة، أليس كذلك؟
- نعم كان لروح الصويرة علاقة بالنجاح، وكذلك quot;بركةquot; معلمين كناوة (موسيقيون للفن الموسيقي المغربي quot;كناوةquot;).

*هل تعتقد في البركة؟
- نعم إنني أعتقد ببركة المعلمين.

*مدينة الصويرة، كما سبق أن وصفتها كانت في قسم الإنعاش، هل استطاع المهرجان أن يخرجها من هذا القسم؟
- الحمد لله المدينة تعرف حركية وتنمية دائمة، هذا لا يمنع بوجود معيقات كثيرة، فالطريق مازالت طويلة. لكن الأمور تتحسن بفضل الديناميكية التي خلقها المهرجان، ويجب استغلالها والاستفادة منها، لكن يجب أن نزاوج بين أمرين اثنين في تحقيق التنمية المتوخاة، إذ يجب أن نحافظ على الجانب التقليدي للمدينة على روحها وثقافتها والحفاظ على تراثها، مع الاهتمام بالتنمية. فالإنسان يجب أن يكون مركزها.

* هل المهرجان كان واعيا بهذين العاملين؟
- لقد ساعد المهرجان كثيرا على الاهتمام بتراث المدينة وحضارتها وثقافتها.

* شهد المهرجان انتقادات متباينة بين تيارات مختلفة، كيف تقلبتهم الأمر؟
- هذا أمر عاد، فلا يمكن أن نرضي الجميع وطبيعي أن يكون هناك موقف نقدي للمهرجان ولتصوراته، إنه مهرجان يظهر غني بلدنا المغرب وتنوعه، يكشف الوجه الحداثي وعلاقته بالجذور، هذا يجعل المهرجان ذو بعد عالمي، حفل الافتتاح شهد حضور قرابة 12 جنسية فوق الخشبة، هذا هو الوجه الحقيقي لهذا المهرجان، فالصويرة تكشف عن هذا الوجه.

* أنتم حكيم من حكماء رابطة الحضارات التي أسسها كوفي عنان بفكرة من رئيس الوزراء الإسباني، إلى جانب شخصيات أخرى، هل تستمد من مدينتك جانبها المشرق للتعايش في جلسات نقاش الرابطة؟
- إنني أحدثهم دائما عن تجربة الصويرة، وأنطلق منها كنموذج للتعايش.

* هل يمكن تعميم التجربة عربيا؟
- هذا أمر في غاية الأهمية، إننا نتحدث عن الوجه الحقيقي للثقافة العربية الإسلامية، وهي ثقافة التسامح، أما الخيانة لتلك الثقافة فهم الآخرون.

* هل أنت سعيد بهذه التجربة من خلال مهرجان الصويرة؟
- قبل أن أكون سعيدا أنا قلق وأحاول أن أفعل كل ما في وسعي كي تنجح التجربة، فالنجاح يجعلني قلقا.