محمد الخامري من صنعاء: قال الأديب العربي المعروف الدكتور عبد العزيز المقالح إن من كفّره في مراحل مضت من حياته بسبب بعض القصائد التي قالها آنذاك كان لا يفهم حتى معانيها وحاكم أدبه محاكمة غير أدبية، مشيراً إلى أن الكلام عن الله وأشياء دينية أخرى لا تأتي على لسانه في قصائده وإنما على لسان شخصيات متخيلة. وحول معاركه الأدبية والفكرية مع المحافظين في بلاده اليمن وتكفير بعضهم له، يقول الدكتور المقالح الذي عمل أستاذا للأدب الحديث والأدب الشعبي في كلية الآداب في جامعة صنعاء ثم رئيساً للجامعة، وله عدد من الدواوين الشعرية والدراسات الأدبية والفكرية، إضافة إلى عدد من المقالات الأسبوعية التي لازالت تنشر حالياً في عدد من الصحف العربية ، قال انه نسي تلك المرحلة وما فيها من آلام وصفها بالمزعجة وهؤلاء الذين كفروني لا يفهمون بعض الأشياء وحاكموا قصائدي محاكمة غير أدبية لأنهم غير متخصصين بالإبداع.
وقال المقالح الذي كان يتحدث لقناة العربية في برنامج إضاءات الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل وكان من المقرر بثه بعد ظهر اليوم لكنه تأجل بسبب المتابعة المباشرة التي قامت بها القناة لأحداث نهر البارد في لبنان ، قال إن مسألة التكفير التي تعرض لها ومحاكمة نصوصه من غير المتخصصين حصلت أيضا مع أعمال أدبية لروائيين، وعلى سبيل المثال أحد هؤلاء المحافظين قرأ رواية مليئة بالشخوص الروائية والتي منها شخصية تتحدث عن شربها للخمر وهنا الروائي يحكي على لسان الشخصية، فأخذ هذا الشخص المحافظ الرواية ليريها للناس ويقول إن كاتبها اعترف بشربه الخمر .. مؤكداً quot;أعتقد أن هذا فهم مغلوطquot;.
وردا على سؤال حول تحفظ المحافظين على بعض نصوصه مثل قوله في إحدى القصائد quot;صار الله رمادا .. صمتا رعبا في كف الجلادينquot;، يقول الشاعر المقالح : هذا الكلام ليس على لساني إنما على لسان الناس في هوليود الذين يرون هذه الرؤية وموقفي كان معارضا لهذا القول، والعمل فني درامي رمزي وليس شعرا مباشرا ، مؤكداً أن بعض العلماء تفهموا هذا الأمر.
وكشف موقع القناة على شبكة الانترنت جانباً من الحوار قبل بثه حيث قال الدكتور المقالح عن قصيدة يهوذا التي كتبها قبل 30 عاما والتي قال فيها quot;إني كفرت بعصريquot;؟ يجيب المقالح : هذه القصيدة عنوانها (عصر يهوذا) وهو يتكلم وليس أنا ويقول إنه كفر بكل شيء في هذا العصر.
وإزاء رؤية بعض المحافظين لأعمال بعض المثقفين أنها تعد على الذات الإلهية، يقول: من حقهم أن يتحفظوا ولكن على أساس الفهم، وأما في مجال الأدب والشعر فأرى أنه لا يجوز أن تتم محاكمة أي إنسان إلا من قبل المتخصصين ونسأل ماذا يقصد الشاعر وهل نيته حسنة أم ماذا؟ وعندما تتم العودة للمتخصصين نحمي المبدعين.

المثقف والسلطة
وفي سياق آخر للحوار، يرد عبد العزيز المقالح على تساؤل حول أنه شخصيا ورغم انتقاده مثقفي السلطة إلا أنه مستشار للرئيس اليمني للثقافة، ويقول: أوضح هنا أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح له ميزة ربما لا تكون في الكثيرين من القادة العرب، فعندما يتم انتزاع شخص من مكانه الوظيفي الرئيس صالح يمنحه صفة المستشار، ومنصبا شرفيا تكريميا.
وانتقد عبد العزيز المقالح تهميش السياسي للمثقف العربي، وقال quot;يجب أن يكون السياسي مثقفا لكن في الوطن العربي ونتيجة ظروف الاحتلال والاستعمار أمسكت هذه الفئة الوطنية من السياسيين بالحكم وأبعدت المثقفquot;.
وحول اتهام المثقف بأنه بعيد عن طموحات رجل الشارع، يقول المقالح: هذا ليس صحيحا. ربما كانت هناك فئة استطاعت أن تعيش في أبراج عاجية لكن في هذا الوقت لا يمكن للمثقف أن يعيش بعيدا عن الناس. المثقف اليوم يمارس دورا إيجابيا أحيانا أكثر من السياسي وذلك من خلال علاقاته بالناس ونقل معاناتهم.