1

تحتَ زُرقَةٍ غَريبةٍ، أكثرَ حُضوراً من البحر ِ _
( متثائباً، يمدّ البحرُ لمزارعه موجَةً محتضرَةْ؛
لازمَةً مرجانيّة هازئة، مشيّعَةً فلول سراطين مذعورة
الى حظيرةِ الجَزرِ )
الغريبُ يَكسي بصفرة الزعفرانِ، عُريَ موتِهْ

كمثل من استعدّ، حَوْلاً، لسفَرِ _
( لم يكُ ثمّة مركب )
بدَتْ أقلّ قسوةٍ، نبالتَهْ
كمثل من إعتادَ رحيله _
( أيكون جمهرةَ ملاحينٍ، صخَبُ تلك الحانةِ ؟ )
بدَت السماءُ غير مُكترثةْ

في الفصل الأصلحَ شحْذاً لرغباتنا
بدا خريفُهُ مملقاً نوعاً
( أيّ كارثةْ ! )

بضاعةٌ قاريّةٌ، حزنكَ
كاسدةٌ كسمكٍ بائتٍ فوق كورنيش
يلملمُ بأجراسه، قطيعَ شهوتنا
غير مُدركةٍ اسراءكَ القسريّ
خُطانا المبعثرَةْ

_ شطآنُنا حدودُنا: أيّ الجهات، أنتَ ؟
_ لا شُجيرة آس في العالم تُفيء قبرَ الغريبِ
لا شجرةْ.

2

كانَ لنا عصْرٌ، أو بعض من مِدْماكهِ
وكنتِ لي ثمرةً مُحرّمةْ؛
شُهداً أجتنيه من عسَل شُقرتكِ
مطيّحاً كلّ شريعةٍ، بشرْعتي

أقدارٌ وثنيّةٌ، ثمّة
كانت، يوماً، ظهيراً لنا
والآنَ نُرجَمُ بجمار شريعةٍ مُترجمةْ !

ساخرةً
تُشابكُ ريشاتَها أجنحتُنا
معابثةً الإله الشمسَ بأفياءٍ علّهُ
يلمحُها، أو يرمَحُها بأعضائنا المتلاحِمَةْ
تحتَ شبَقِ الهاجرَة

وأنتِ، ثمّة
عاريَةٌ _ كعذراء الشمسِ
تُعمدينني بعَرَق الأبط المرمريّ
وصلاتي لا تجوزُ بلا ميضأة حوضكِ الأُبهيّ
ولا هلال في الأُفُقِ يعلو هالَة حلمتك.

3

إشارةٌ حجريّة
بينَ الخرافة وطفولتي

أتسلّقُ الصخرَ الأكثر عصيّاً؛
ثمّة سرب حَجَلٍ برِدُ، غُفلاً، مورداً سراباً

بلغز الساقية، احترتُ دوما؛
بنسيجَ غسَفِها المشغول بمغزَل الوِحدة

الشمس إلهٌ أعلى
أشعتها سهامٌ منتعظةٌ تمدّ جعبتي

حَوْرُ صِنين؛
نبيذُ التربةِ الحلو، لا تجهلهُ في الأعالي جهالتنا
بل السهلَ المُدين للشعير، بخنوعهِ

الشمس إلهٌ أعلى
مُبارِكةً جرأتي الصغيرة
تَنْفحُ هجيراً أقلّ فظاظةٍ لبُرْكة صديقةٍ
مسترخيةٍ على صخرة يدعوها الخلاءُ:
الأُمّ الكُبرى

بين طفولتي والخرافة
صليبٌ حجريّ أعمى.

1993


[email protected]