ـ1ـ

يَراعي،
تَوَقَّفْ يَراعي
فَقِصَّةُ عُمْري انْتَهَتْ مِنْ زَمانٍ
وَأَطْعَمْتُها للسَّرابِ
وَدَوَّنْتُها في سُطورٍ
مَحَتْها أَنامِلُ دَهْرٍ وَضيعْ!!

ـ2ـ

وَما عُدْتُ أَذْكُرُ مِنْها سِوى جُمْلَتَيْنِ:
وُلِدْتُ..
وَلكنّي مُتُّ قُبَيْلَ الْمَجيءِ
وَمِثْلي يَموتُ الْجَميعُ الْجَميعْ!!

ـ3ـ

يَراعي تَوَقَّفْ .
ولا تَلْمُسِ الدَّفْتَرَ الأَبْيَضَ
فَكُلُّ الوُرَيْقاتِ فيهِ حَزينَه
وَكُلُّ السُّطورِ اعْتَراها الذُّبولُ
وَراحَ يُقَلِّصُها الزَّمْهَريرُ
وَيَأْكُلُ مِنْها الصَّقيعْ.

ـ4ـ

خَيالاً أَتَيْتُ..
وَلَمْ تَرَني الْعَيْنُ،
أَو يَنْتَبِهْ لِوُجودي الوُجودُ
رَحَلْتُ كَما السُّحُبُ والطُّيورُ
تُهاجِرُ..
تَرْحَلُ نَحْوَ الْبَعيدْ..

ـ5ـ

ضَرَبْتُ خِيامي..
وَعِشتُ وَحيداً
أَنا وَالتَّأَمُّلُ في قَعْرِ وادٍ سَحيقٍ
أُناجي.. وَأَعْبُدُ رَبّاً أَصَمّاً
عَيِيَّ اللِّسانِ
وَعَيْناهُ يابِستانِ
إِلهي جَديدٌ عَلَيْكُمْ
أَلَسْتُمْ تُحِبُّونَ كُلَّ جَديدْ؟!!

**
حياتي: رجع بوح الشقاء

ـ1ـ

حَياتِي..
كَجُرْحٍ ثَخينٍ
غَزَتْهُ الدِّماءُ
وَضاعَتْ بِهِ هَمْهَماتُ الْمَآسي..
حَياتِي:
أَلَيْسَتْ هِيَ رَجْعَ بَوْحِ الشَّقاءْ؟!

ـ2ـ

أَطيرُ .
كَفَرْخِ حَمامٍ
رَأَى الْجَوَّ مُنْخَفِضاً فَعَلا.. وَانْتَشى
حَتَّى غابَ عَنْ ناظِرَيْهِ
سِحْرُ الْفَضاءْ.

ـ3ـ

أَكَلْتُ الْهَناءَ..
فَلَمّا شَبِعْتُ،
أَصابَني شِبْهُ خَواءْ!!
شَرِبْتُ السَّعادَةَ يَوْماً،
فَأَحْسَسْتُ أَنّي شَرِبْتُ الْهَواءْ!!

ـ4ـ

رَسَمْتُ الأَماني قُصوراً،
بَنَيْتُ لَها الْقِبَبَ وَالْحُصونَ،
وَزَيَّنْتُها بِالزُّمُرُّدِ،
بالنَّجْمِ،
بِالْقَمَرِ الزِّئْبَقيِّ،
وَلَمّا صَحَوْتُ،
ذُعِرْتُ أَنا.. إِذْ رَأَيْتُ الْقُصورَ تَلاشَتْ
وَأَضْحَتْ هَباءْ.

ـ5ـ

نُبِذْتُ لِفَقْري،
رُجِمْتُ،
طُعِنْتُ مِراراً، وَلَمْ أَتَأَفَّفْ..
ولكِنِّي قُلتُ بِصَمْتٍ شَديدٍ:
أَهذا، إِلهِيَ، ما تَبْتَغيهِ السَّماءْ؟!

[email protected]