القاهرة (رويترز): افتتحت مساء الثلاثاء بدار الاوبرا المصرية الدورة الثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالفيلم البرازيلي (ابنا فرانشيسكو). ويتناول الفيلم الذي رشحته البرازيل ليمثلها في جائزة الاوسكار لاحسن فيلم أجنبي رحلة صعود كامارجو وكامارجينيو من الفقر الشديد الى قمة الشهرة والثروة بعد أن راهن أبوهما فرانشيسكو الذي يصفه جيرانه بالجنون على موهبتهما وهما صبيان واشترى لهما التين موسيقيتين بكل ما يملك وغادر القرية الى المدينة التي واجه فيها الجوع هو وأولاده الستة حتى كسب الرهان. بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عنوانه (30 سنة مهرجان) استعرض تاريخ المهرجان وأبرز الذين كرمهم ومنهم المخرج الاسباني كارلوس ساورا والممثلة اليونانية ايرين باباس والممثل الفرنسي الان ديلون والهندي أميتاب باتشان والمخرج الايراني عباس كياروستامي والممثلان الامريكيان جون مالكوفيتش ومورجان فريمان والمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد الذي حظي بتصفيق حاد. ثم صعد الممثل المصري عمر الشريف الرئيس الشرفي للمهرجان المسرح وقال إن السينما جزء من السعادة وداعب الجمهور قائلا انه لا يعرف عملا للرئيس الشرفي سوى أنه quot;شخص كسولquot; لا يفعل شيئا. ثم دعا رئيس المهرجان عزت أبو عوف للصعود باعتباره quot;الرئيس الحقيقيquot; للمهرجان. وقال أبو عوف وهو موسيقي وممثل مصري ان اسناد رئاسة المهرجان اليه quot;أصعب دور (تمثيلي) في حياتي.quot;
أما وزير الثقافة المصري فاروق حسني فاستقبل قبيل الافتتاح بتصفيق من الحضور في أول ظهور له في نشاط ثقافي منذ أثار جدلا حين أعلن قبل أيام أن الحجاب عودة الى الخلف واعترض على تصريحاته برلمانيون بعضهم من الحزب الوطني الحاكم منهم رئيس مجلس الشعب فتحي سرور. ويتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلما من 15 دولة هي الارجنتين والبرازيل وكندا وجمهورية التشيك وفرنسا والمجر والهند وايران وايطاليا واسبانيا وسريلانكا وسويسرا والصين والمكسيك ومصر وهي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية.
وتضم لجنة التحكيم الدولية المخرج اللبناني أسد فولادكار والموسيقي اليوناني جورج موستاكي والمنتج الايطالي انزو بورتشللي

فاروق حسني وعزت ابو عوف

والمخرج المجري ميكلوس سزينتار والناقدة الامريكية ديبورا يانج والممثلة الروسية الينا زاخاروفا ومن مصر الممثل خالد النبوي والمخرجة كاملة أبو ذكري. ويرأس لجنة التحكيم المخرج الارجنتيني لويس بوينزو الذي كرم في الافتتاح اضافة الى الممثلة البريطانية جاكلين بيسيه والممثل الامريكي داني جلوفر والمطرب الفرنسي شارل أزنافور ومن مصر الممثلان محمود عبد العزيز ويسرا والموسيقي عمر خيرت ومدير التصوير سعيد شيمي.
واختار المهرجان الذي يستمر حتى الثامن من ديسمبر كانون الاول سينما أمريكا اللاتينية ضيف شرف الدورة الجديدة التي يشهدها ضيوف شرف من ممثلي القارة هم الارجنتينيان ميا مايسترو ونيكولاس مايتو والمكسيكية مايا ويل ديل مونت والكولومبي سيزار باديللو. وقال المهرجان إن السينما العربية حاضرة بشكل quot;غير مسبوقquot; حيث تشارك بأكثر من 20 فيلما في عدد من الاقسام خارج المسابقة الرسمية. واستحدث المهرجان مسابقة لافلام الديجيتال تمنح جائزة ذهبية قدرها عشرة الاف دولار وأخرى فضية قدرها ستة الاف دولار. ويرأس لجنة التحكيم لهذه الجائزة المخرج المصري داود عبد السيد. ويتنافس في مسابقة أفلام الديجيتال عشرة أفلام من بوليفيا وشيلي وفنلندا وألمانيا وكوسوفو وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والمغرب ومصر. كما يمنح المهرجان جائزة قيمتها 100 ألف جنيه مصري (حوالي 17500 دولار) لافضل فيلم عربي. ويرأس لجنة التحكيم لهذه الجائزة الممثل المخرج السوري دريد لحام.
ويتنافس في مسابقة الافلام العربية ثمانية أفلام هي (التلفزة جاية) و(بين الوديان) من تونس و(حنين) من دولة الامارات العربية المتحدة و(أشواك القلب) من المغرب و(فلافل) من لبنان و(بركات) من الجزائر و(ألبوم) وهو أول فيلم عماني و(كيف الحال) من السعودية. كما يعرض المهرجان خارج المسابقة أفلاما عربية منها (خشخاش) للتونسية سلمى بكار و(خوانيتا بنت طنجة) للمغربية فريدة بنليزيد و(أبواب الجنة) للمغربيين عماد وسهيل نوري و(علاقات عامة) للسوري سمير ذكري و(السكان الاصليون) للجزائري رشيد بوشارب و(انتظار) و(حتى اشعار آخر) للفلسطيني رشيد مشهراوي و(عبور التراب) للعراقي شوكت أمين كوركي.
وينظم المهرجان بانوراما للسينما اللبنانية تعرض فيها أفلام (بوسطة) و(يوم مثالي) و(زنار النار) و(صباح) و(الارض المجهولة). كما ينظم قسما للسينما المصرية تعرض فيه أفلام أنتجت في العامين الاخيرين اضافة الى فيلم (المومياء) للمخرج المصري شادي عبد السلام. ويهدي المهرجان دورته الجديدة الى روح الروائي المصري نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الاداب عام 1988 كما يصدر كتابا بالعربية والانجليزية عنوانه quot;نجيب محفوظ.. ترنيمة حبquot; تكريما لمحفوظ (1911 - 2006) الذي شارك في كتابة حوالي 25 فيلما وأنتجت السينما من ابداعه أكثر من 40 فيلما.
وضمن اختيار سينما أمريكا اللاتينية ضيف شرف المهرجان خصص قسما عنوانه (اجلالا لنجيب محفوظ) ويعرض فيه الفيلمان المكسيكيان المأخوذان عن روايتيه (بداية ونهاية) انتاج 1993 و(زقاق المدق) انتاج 1994. وقبل عرض الفيلم الروائي البرازيلي عرض مشهدان لا يزيدان على ثلاث دقائق من فيلم وثائقي طويل عنوانه (حارة نجيب محفوظ) أخرجته المصرية سميحة الغنيمي قبل سنوات عن حياته وأهم الجوائز التي نالها ومشاهد من أبرز الافلام المأخوذة عن أعماله. وقال محفوظ في المشهدين الذين عرضا مساء اليوم ان حياته قامت على أساس الحب quot;حب العمل وحب الناس وحب الحياة وأخيرا حب الموتquot; مضيفا اعتزازه بمصر التي quot;تلخص تاريخ الانسانية.. لن أخرج منها الا مطرودا أو منفيا.quot; وغادر محفوظ مصر مضطرا ثلاث مرات. كانت الاولى ضمن وفد رسمي الى يوغوسلافيا عام 1959 في ظل انتعاش حركة عدم الانحياز التي ضمت أيضا مصر والهند. ثم سافر الى اليمن عام 1962 وكتب قصة قصيرة عنوانها (ثلاثة أيام في اليمن). وكانت الاخيرة عام 1990 الى العاصمة البريطانية لندن لاجراء جراحة في القلب.

ارسلوا موادكم حول السينما والدي في ديإلى العنوان التالي:

[email protected]