صانعوا المطر

وسط اضطرابات سياسية واجتماعية بدا تشكيل المسرح العراقي بتجربة علمية مدونة منذ أن انشأ حقي الشبلي معهد الفنون الجميلة في بغداد في الاربعينيات من القرن الماضي... وهذا الزمن يعتبر مبكرا إذا ما قورن بالبلدان العربية الأخرى وخاصة بلدان المغرب العربي..
بدا صناع المطر بتوزيع خبراتهم الفنية وتدريب أجيال مسرحيه مهمة فاخذ حقي الشبلي على عاتقه تقريب كل مراحل التأسيس لشيء اسمه المسرح العراقي مثلما اخذ علي الوردي بتعريفنا بذواتنا من خلال طروحاته عن الشخصية العراقية وازدواجيتها..الوطن العربي مشغول بالاستعمارات الأوربية و الاحتلالات ومن ضمنها العراق أيضا.وسط كل هذا الزحام بدا المبدعون العراقيون الأوائل (الرواد) بوضع النواة الأولى لبداية تجربة المسرح العراقي. قبل هذا كتب الدكتور (سليمان غزالة) مسرحية (لهجة الابطال) عام 1911 وهي اول مسرحية مطبوعة (طبعة ثانية) والصادرة في مدينة قسطنطينة، وهي مسرحية شعرية يكون للدكتور غزالة الريادة في كتابة المسرحية الشعرية العربية قبل احمد شوقي باكثر من عقدين من الزمن.
لعل المرحوم ابراهيم جلال هو صاحب البصمة المهمة في بداية تشكيل تجربة المسرح العراقي، لانه جاء بتجربة بيثقافية مهمة (البيثقافي- متعلق بدمج ثقافتين او اكثر)، من خلال استلهامه لمشروع برشت الملحمي،وتطويعه للروح العراقية، ولم يقم باستنساخ تجربة برشت كما هي، ولعل هذه هي الميزة التي تميز المسرح العراقي في نشاته، لم يقم باستنساخ تجارب عالمية من الخارج، بل سعى لايجاد خصوصيته التكوينية منذ البداية وفق المعطيات الحياتية داخل المجتمع العراقي، ولهذا يعتبر جلال والجزائري عبدالقادر علولة من اهم المخرجيين العرب الذين قدموا برشت بروحية محلية وليس استنساخا، وبالتالي العمل وفق مساحات ابداعية خاصة بهم وخاضعة لمنهجية برشت.
تَكون الحراك المسرحي في بلد ما، وفق هذا الوعي والقصدية بالعمل حتما ستحمل ساحته المسرحية الكثير من الاختلافات المسرحية، ستولد اتجاهات مسرحية داخل هذا البلد.
صنَاع المطر.... حقي الشبلي، ابراهيم جلال، جاسم العبودي، ازادوهي صوموئيل، جعفر السعدي،يوسف العاني، أسعد عبدالرزاق، بدري حسون فريد، زينب، حميد محمد جواد ، سامي عبد الحميد وقاسم محمد، هؤلاء هم من صنع المطر المسرحي بالعراق من خلال اختلافاتهم المسرحية، من خلال تبني كل واحد منهم اتجاها مسرحيا، والاخر راح يتنقل بمناطق ابداعية عديدة من اجل تحريك الركود المسرحي واستفزاز المخيلة، لم تحمل ساحة مسرحية بالوطن العربي من اختلافات مسرحية مثلما حملت الساحة المسرحية العراقية، كل هذه الاختلافات هي التي اسست لتكوين اجيال لاحقة لاتقل اهمية من جيل صنَاع المطر.
قد تكون الكثير من العروض المسرحية في البدايات طغت عليها الخطابات السياسية وفي احيان كثيرة مباشرة مقيتة، وهذا حتما هو نتاج المخاض السياسي الذي يعيشه الشارع العراقي انذاك، وكذلك نتيجة للاحداث السياسية السريعة التي بدات تتغير بشكل كبير، منها قتل الملك فيصل وافراد العائلة المالكة، استلام العسكر لسلطة العراق، محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم بشارع الرشيد، والمعطف الاكثر دموية الذي قاد البلد من عام 1963 الى يوم 9 نيسان 2003، كل هذا بالتأكيد يترك اثره على كل مفاصل الحياة بالعراق ومن ضمنها المسرح حتما، بالاضافة لذلك تعدد الايديولوجيات بالساحة العراقية، وكان للفكر اليساري حصة الاسد في استقطاب المثقفين والفنانيين.
كل هذه المعطيات ساهمت الى حد ما بتدجين المسرح، وتحجيم دوره الاجتماعي داخل المجتمع العراقي، بدات العروض المسرحية تحمل افكارا تمليها الاحزاب، وكأنها تقارير حزبية، وبدات تظهر تقاطعات فنية نتيجة الانتماءات الايديولوجية الضيقة.
بعد مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم، وتسلط الحزب الواحد ومن ثم القائد الاوحد، بدا المجتمع العراقي الدخول في بئر الدم نتيجة الدكتاورية والقمع، بكل مستوياته الاجتماعية والثقافية، بدأ المثقف السلطوي ياخذ دوره الحزبي بأنتاج خطاب سلطوي حزبي.
وايضا هناك مثقفوا الاحزاب الاخرى التي كانت تتحرك بهامش بسيط على الساحة المسرحية العراقية، ولكن ايضا وفق ايديولوجيا محددة، رغم انها كانت فنيا اكثر اهمية من الخطاب السلطوي للحزب الواحد، لكن بكلا الحالتين هو خطاب مؤدلج كون معظم السلطات تسعى من اجل تهميش دور الثقافة والمثقف، وعندما ضربت الاحزاب من قبل النظام الشمولي ، غادر فنانونها ومثقفوها معها، وبدأت مرحلة التآليه للحاكم.
هناك شيء لم ينتبه اليه صنَاع المطر المسرحي العراقي، هو عدم الاهتمام بتشكيل ارضية نقدية مسرحية، بمعنى اخر لم يسهموا بتشكيل بؤرة نقدية تواكب عروضهم وتجاربهم المسرحية، وبدا الناقد والنقد العراقي مجهول، بمعنى لم تتشكل تجارب تنظيرية عن تجربة المسرح العراقي بشكل حقيقي وانما محاولات هنا وهناك، وحتى ظهور اول كتاب نقدي عام 1976 للناقد ياسين النصير والذي حمل عنوان (وجها لوجه)، وهذه تحسب للنصير كخطوة مهمة، وكذلك مشروعه بالكتابة من داخل التجربة المسرحية من خلال مواكبته للعمل المسرحي بالتمارين وحتى تكامل العمل المسرحي، وبالتالي يستطيع ان يكون رؤية متكاملة عن كل مراحل تشكيل العرض المسرحي، وقد تكون هذه بوادر لشخصية الدراماتورغ في العراق، وهذا مامعمول به الان بكل بلدان العالم، بل هذه هي مهمة الدراماتورغ بالمسرح الحديث، ولكن هذا المصطلح لم يكن معروفا بالنسبة لنا حينها.
رغم البدايات المهمة التي سعى اليها صانعوا المطر، ولكنهم اهملوا الجانب الاهم وهو النقد الذي يقوم التجارب المسرحية.


مسرح الثمانينيات

امطار غزيرة....... جيل ام اجيال؟
انها سنوات التوهج والالق للمسرح العراقي ولانغالي اذا قلنا في الثمانينيات بدات ملامح ونضوج الكثير من التجارب المسرحية التي بدات بالتشكل بالسبعنييات وبعد مخاض عسير، بدانا نتلمس الاشتغالات المسرحية بشكل علمي، واكبها الكثير من الدراسات التنظيرية وكذلك ظهور شخصية الناقد الاكاديمي، وكذلك عودة الكثير من البعثات الدراسية من الخارج، ومواصلتهم لمشاريعهم المسرحية التي بداو بها قبل سفرهم لغرض الدراسة.
ولعل جيل عقيل مهدي، عوني كرومي، شفيق المهدي، فاضل خليل، جواد الاسدي، عزيز خيون، صلاح القصب، حمل لواء الخطاب الجمالي بالعرض المسرحي، جيل اعطى الكثير من الاشراقات المهمة ليس على مستوى العراق فقط وانما امتدت تجاربهم الى الساحات المسرحيةالعربية.
التأسيس لمسرح الثمانينات اذا صح لنا أن نسميه هكذا، بل أجد ان هذه أفضل تسمية quot; مسرح الثمانينيات quot; لأنها فعلا كانت فترة غنية ولا تنتمي لاتجاه معين، بل كانت عدة إتجاهات مسرحية. فيها المنهج الكلاسيكي للمخرج بدري حسون فريد، و سامي عبد الحميد في التجريب من خلال تنقله الدائم على مناهج عدة، و المبدع قاسم محمد واشتغاله الرائع على التراث والاساطير الشعبية، والمخرج محسن العزاوي في المسرح الغنائي، و صلاح القصب مسرح الصورة وإلغائه للذاكرة الإنفعالية عند الممثل والتي كانت إحدى أهم ركائز نظرية ستانسلافسكي في فن التمثيل، عقيل مهدي ومسرح السيرة، الفنان عزيز خيون، وبحثه الدائم في محلية النص والمفردة الشعبية. والفنان عوني كرومي، والاشتغالات الجمالية لشفيق المهدي وجواد الاسدي الذي بدأت تجربته تتشكل خارج العراق نتيجة الدكتاتورية وفاضل خليل و واقعيته السحرية، ناجي عبد الأمير وحيدر منعثر. هؤلاء لمسنا اتجاهاتهم في الثمانينات بعد سنين من التأسيس والمواظبة والبحث في التجريب المسرحي. هناك جيل آخر ظهر في الساحة الفنية في الثمانينات وتشكلت تجربته في النصف الثاني من الثمانينات، لكن هذا الجيل إنتهج خطاً خاصاً به وهو الاحتجاج على الوضع السياسي ورفضه للحرب الأولى والحروب التالية. وبما أن كل شئ ممنوع عليك إظهار الولاء للحزب الواحد والقائد الأوحد، وبعكس كل ذلك فإن مصيرك المقصلة بإعتبارك خائن. ولهذا كانت تجربة هذا الجيل من المخرجين الشباب تجربة تستحق المتابعة والدراسة لأنها ثورة على ما هو سائد آنذاك. جيل ولد في أحضان الحروب، إذاً لابد أن تترك هذه الحروب تأثيرها عليه في كل الجوانب، سواء كانت فكرية أو نفسية أو حتى مادية. لهذا نرى أن هذا الجيل قد صب جام غضبه على السلطة من خلال المسرح لأنها المتنفس الوحيد له. في يوم ما سأل سارتر حول شعوره بالحرية بعد الإحتلال النازي لفرنسا، قال quot; كنت أتمتع بحرية أكبر في زمن الاحتلال النازي، لأننا كنا نعبِّر عن حريتنا بطريقة أخرى كلها رعب وفزع مخافة من إكتشاف أمرنا من خلال كتابتنا لشعارات معادية للنازية على الجدران بالقرب من القوات الألمانية. هذه هي الحرية الحقيقية.quot;. كانت العروض المسرحية تحت الإحتلال البعثي- الصدامي للعراق أشبه بحالة سارتر أثناء الإحتلال النازي لفرنسا. كانت هذه العروض تعبِّر عن حريتها بتأويلات بعيدة عن أنظار رجال الإحتلال الصدامي للعراقي. هذه قمة السعادة بالنسبة للمسرحيين وهذه هي الحرية الحقيقية التي نتمتع بها، وقد كانت حرية كبيرة رغم قصر فترتها، بإعتبار هذه الفترة مقترنة بزمن العرض المسرحي. وفي أغلب الاحيان يُصِّر المسرحيون على قول كلمتهم. ليس المهم جميع من في القاعة يفهم العمل أو تصل إليه الشفرات المسرحية التي وظفها المخرج، ولكن المهم أني قد قلت كلمتي. وهناك عروض مسرحية كانت أكثر من جريئة، و أعني بالجرأة هنا ليست المباشرة السطحية بالعرض المسرحي، ومن فرسان هذا الجيل كريم رشيد، كاظم النصار، أحمد حسن موسى، عباس الحربي، جبار المشهداني والقائمة طويلة.

عسكرة المسرح وتدجينه
يذكر رولان بارت بان (السلطه تسخر كل الاشياء لخدمه مصالحها الشخصيه، تسخر حتى مولود المتعه الجنسيه لكي يكون جنديا مخلصا لها) في العراق سعت السلطة أيضا لتسخير كل الأشياء من اجل ديمومتها واستمراريتها والمحافظة على أسوارها التي بنيت بالدم.. بالتاكيد لاتخلو الساحه المسرحيه العراقيه من فن مسرحي حقيقي رغم ضغط السلطه ومحاولاتها لتسييس وادلجه الخطاب المسرحي العراقي في اؤائل الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي لكن بقي الكثير من المسرحيين العراقيين يفضلون الغناء بعيدا عن الخطاب السلطوي ولا ننسى التعتيم الاعلامي الكبير الذي مارسته السلطه على الفنان..ورغم كل هذا يملك العراق من المخرجين والكوادر الفنيه الاخرى ما يضاهي بلدان تتمتع باستقرار سياسي واجتماعي واقتصادي كبير بالمقارنه ببلد مثل العراق،الساحه المسرحيه العراقيه ساحه مهمه جدا بالوطن العربي كونها تمثل اختلافات كثير.
انتبهت السلطة إلى المسرح أيضا والى رسالته السامية..فقد سعت لتسييس المسرح وتشويهه وتشويه فنانيه أيضا، من اجل كل الاسباب التي ذكرناها سابقا، في بداية الثمانييات روجت للمسرح الاستهلاكي كما يسميه الناقد(عبدالخالق كيطان)،ولعمري تسميته هذه هي عين الصواب، وليس كما شاع بـ(المسرح التجاري)، وهذه تسمية خاطئة شاعت بكل المقالات والدراسية المسرحية، لان المسرح ايضا يخضع لمبدا الخسارة والربح باعتباره ايضا تجارة، ويخضع لمدخول الشباك، وليس بالضرورة كل عمل مسرحي يحقق ربحا تجاريا يكون مسرحا استهلاكيا! وكذلك ليس كل عمل يُقدم بالعامية هو عملا استهلاكياً، بل نرى عكس ذلك تماما يجب ان نفكر ايضا بربحية المسرح من اجل استمراريته.

مسرح حرب، مسرح دم
كانت الكثير من عروض مسرح الثمانينات تدور حول ثيمة واحدة وهي الحرب. حتى أن دائرة السينما والمسرح نظمت مهرجاناً مسرحياً يحمل إسم مسرح الحرب، لكن أغلب هذه العروض كانت فيها إدانة واضحة للحرب رغم أن هذا كان ضد توجه وغاية المهرجان، حيث تحمل وزر هذه الإدانة في أغلب الأحيان الشباب. وإشترك مخرجون كبار في هذا المهرجان، لكن أغلب عروضهم كانت تصب في توجه آخر هو التوجه التعبوي الذي تريده السلطة للحرب.
في التسعينات بعد حرب الخليج الثانية، كان المسرح مطية للسلطة، وليس كل العروض بالتأكيد ولكن أغلب تلك العروض. حيث كانت تلك العروض المسرحية ذا توجه تعبوي بحت. وقد سارت على خط خطاب السلطة الذي يضرب على أوتار حساسة مثل: quot; قضية الحصار وتأثيرها على الشعب العراقي، إدانة الهجرات الجماعية لأبناء العراق، العزف على وتر الحنين والعودة إلى الوطن بالنسبة للمغتربين. quot; وقد كان معظم هذا يتم عن طريق التوجه الإعلامي الذي تبنته السلطة. إذن يتضح هنا أن السلطة في مرحلة الثمانينات كانت قد روَّجت للمسرح الاستهلاكي كوسيلة ترفيهية، حيث جاء هذا على حساب الفن وحساب المسرح التقدمي المتطور، والذي هو ذو رسالة إنسانية عظيمة. وفي التسعينات كثفت السلطة من دعمها للمسرح التعبوي للأسباب التي ذكرت سابقاً. وللأسف الشديد فإن عدداً من المسرحيين سعى جاهداً لان يكون جزءاً من هذه اللعبة القذرة في تشويه رسالة المسرح السامية.


دهشة المطر

اخاف على المسرح من الدين والاحزاب
قرات قبل سنوات عرض نقدي في جريدة مصرية عن مسرحية عراقية اسمها (نار من السماء،لعلي طالب) كما اظن، وكان العرض على هامش مهرجان القاهرة التجريبي، الانبهار الذي حققه العرض كان هائلا، لكن الذي ادهشني ليس ما قرات عن العمل، لاني اؤمن ايمانا كاملا بقدرة الفنان العراقي، بل هو تاسيس فرقة مختصة بالجسد والحركة بالعراق وفي ظل كل الحصارات التي كانت تحيط به، ممنوع من السفر للضفة الاخرى من النهركما يسميه اوجينو باربا. اذا كيف استطاع هذا المجنون من تأسيس فرقة خاصة بالجسد والحركة والرقص التعبيري؟ وهذه تجارب حديثة جدا بالمسرح العالمي وتقريبا الكثير من الفرق تعمل بهذه المنطقة. وهذا جيل جديد ولد في ظل حصارات كثيرة ولكنه رغم كل ذلك يعمل على مشروعه المسرحي معزولا، بل منقطع تماما عما كل مايدور بالعالم، ولكنه يتطور ابداعيا، وهذا التطور الابداعي هو منطقي وعلمي حتى لوكنت بعيدا عن العالم، طالما انت تعمل باستمرار وتحقق منجزا مهما، لانك كلما عملت لفترة، تشعر بانه يجب عليك بمغادرة هذه المنطقة المسرحية، وبالتالي يقودك البحث المستمر والقلق الابداعي لاشتغالات جديدة، تستنبطها من خلال المختبر الذي تعمل به، وهو بالتاكيد اشبه بالمختبر العلمي الذي تجري فيه تجاربك العلمية، وبعد محاولات عديدة تطرح جهدك البحثي كي يقيمه الاخر.
وبالتالي نقرأ الكثيرعن تلك الاشتغالات المسرحية بهذه المنطقة المسرحية المهمة والحديثة، وهذا كله قبل 9 نيسان 2003، وبعد هذا التاريخ بدأ الكثير العمل بكل جد وابداع، وبدات تظهر تجارب واسماء مهمة بالوسط المسرحي العراقي وبدؤوا العمل باتجاهات مختلفة، وبدا الشباب المسرحي العراقي تحتظنه المهرجانات ونرى الاصدقاء يقدمون عروضهم المسرحية، بهدف جمالي سامي من اجل اعلاء شان المسرح العراقي. الذي اريد اقوله لو توفرت الارضية الخصبة لنمو هذه القدرات، توفير المناخات المناسبة والدعم المالي لهذه التجارب وزجها بدورات خارجية، وكذلك دفعها للمشاركات عالمية خارج المنطقة العربية من اجل المشاهدة ومواكبة التغيرات التي تطرا كل يوم بالمسرح العالمي.
بلد يحمل كل هذا الاصرار لا تعيقه المفخخات ولاتخبطات الساسة، حتما سيكون الغد اكثر اشراقا وابداعا.
لو سالت عن الفنانيين العاملين بكل البلدان العربية، ستجد هناك فنانيين عراقيين ، الان يتواجد الكثير في كل البلدان العربية، من اجل تربية اجيال مسرحية بهذه البلدان، وانا على ثقة بان سيكون للفنان العراق ثقل اكبر بالقادم من الاعوام لما يمتلكه من خزين معرفي كبير والاخلاص في عمله، وقبلهما ابداعه. المسرح العراقي مسرح مهم ومؤثر، ويجب ان ياخذ فنانوه ومبدعوه دورهم الطبيعي داخل وخارج العراق.
سيخفت صوت المسرح الاستهلاكي، وسيكون العمل بالمسرح الشعبي الحقيقي والذي سيكون امتداد لاعمال فرقة المسرح الحديث واعمال يوسف العاني ونورالدين فارس، وبعد ان تهدأ العواطف سوف لانرى اعمال دينية تحتظنها الاحزاب الدينية، لاننا نؤمن جميعا باخلاصنا للفن والفن فقط، وليس للاحزاب.

[email protected]