ماذا يعرف العالم العربي وشعوبه عن القضية الأهوازية (الأحوازية)؟ وكيف تتصرف أجهزة الإعلام العربية تجاه ذلك الملف؟ وما دور الفضائيات العربية التي أضحت أكثر من الهم على القلب في تسليط الأضواء على تلك القضية المرمية في ملفات النسيان؟ وهنالك العديد من الأسئلة المماثلة والتي تجعل من الدخول العربي لعالم وقضية الشعب الأهوازي المستلب بمثابة تحصيل حاصل لعملية تجهيل واسعة يعانيها الشارع العربي المشتت أصلا بين طروحات وتيارات وإتجاهات مختلفة، وهي قضية لا تتحمل مسؤوليتها الشعوب العربية فقط بل تتحمل المؤسسات الرسمية العربية وأهمها (جامعة الدول العربية) دورا مركزيا في عملية التجهيل الواسعة بملف هو من أهم الملفات التي طالها النسيان والإهمال المتعمد بل وإلتف عليه أهل الأحزاب العقائدية القومية المزعومة كالتيار القومي الناصري الذي لا يلقي بالا لتلك القضية !! أو بقايا حزب البعث ممثلا في فرعه السوري الذي فضل الجانب الطائفي على الجانب القومي في العلاقة مع إيران؟، كما تتحمل حركة التحرير الوطني الأهوازي دورا أيضا رغم إمكانياتها الضعيفة، وعدم توحدها في جبهة عمل وطنية وقومية تلغي كل الخلافات العقائدية والسياسية وتركز على تحرير الإقليم العربستاني المغتصب منذ ثمانين عاما بالتمام والكمال ! وهي مهمة ليست مستحيلة رغم صعوبتها وحراجتها، لأن قضايا حقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم أبدا، ولا تنالها يد الأهمال، وقضية الإستلاب القومي للعرب في إيران هي من الملفات القديمة في تعامل السلطات الشاهنشاهية السابقة والتي لم تتغير مع تغير السلطة والنظام في إيران لنظام ديني يرفع رايات العدالة الإسلامية المفترضة !! بل زاد الأمر سوءا وتحولت المطالبة بحقوق العرب في إيران لكابوس مرعب في ظل الإصرار الرسمي الحكومي الإيراني على تجاهل مطالب الشعب العربي الأهوازي والتي تحولت لمشاحنات ساخنة وإشتباكات مؤسفة و إعتقالات شاملة لأحرار الأهواز من المطالبين سلميا بحقهم الديمقراطي في الحفاظ على الهوية القومية ورفض سياسة (التطفيش) و (الإهمال) و (زرع المستوطنات البشرية) ومحاولة تغيير الهوية والشكل الديموغرافي للإقليم وسكانه وحسب (خطة السيد أبطحي) المعروفة والتي تسربت تفاصيلها المرعبة للإعلام الخارجي، وما تبع ذلك من إعتقالات لأهل الرأي من الإعلاميين العرب الأهوازيين!! وهي قضية لا علاقة لها بشعارات الإنفتاح الشكلية التي تظهرها الدولة الإيرانية!، وقضية الأهواز رغم كل خلفياتها الإقليمية والتاريخية والستراتيجية المعقدة والمتداخلة تظل واحدة من أهم القضايا الساخنة المؤجلة في ظل تزاحم الملفات والأولويات في الأجندة الدولية، ولكن المعضلة الأساسية تكمن في كيفية تعامل دول الجوار مع الملف الأهوازي الحساس ومع حركة المقاومة السلمية الأهوازية والتي تتعرض للأسف للإعتقالات في العديد من الدول الإقليمية المجاورة؟ رغم أن الطابع والإطار العام للحركة السياسية الأهوازية هو الطابع السلمي المطالب برفض التهميش والإقصاء ومحو الهوية الثقافية والتاريخية لشعب الإقليم العربي المتجذر في التاريخ !، وسياسة التعامل الأمني مع القضية الأهوازية قد تؤدي فيما بعد لبروز خطوط متطرفة ولتعقيدات سياسية وأمنية لا داعي لها !، ومع ذلك فإن العالم العربي في غفوة تامة للأسف عما يدور في جواره الأهوازي؟ والإعلام العربي الذي يمجد أعمال القتل والتخريب والدمار في العراق غائب للأسف عن قضية سحق الشعب العربي الأهوازي ومحاولة محو هويته وإنتمائه الحضاري؟؟؟، إن قيام النخب السياسية الأهوازية المثقفة بالتعاطي الواضح والصريح مع الإعلام العربي ربما يكون الخطوة الأولى في طريق طويل مليء بالأشواك والتعقيدات، فردم هوة التجهيل والجهل يحتاج لجهود حثيثة ومضاعفة، لعرض القضية الأهوازية وتطوراتها التاريخية المختلفة بعيدا عن الصراعات الآيديولوجية ، وإيمانا راسخا بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتكريس النضال الديمقراطي السلمي والحوار البناء من أجل تجنيب المنطقة وشعوبها نتائج أية هزات غير مرغوبة... فعلى حسم الملف الأهوازي يتوقف مصير العديد من الملفات الأمنية و السياسية المتداخلة في منطقة حافلة بصراعات الماضي والحاضر !، والشعب الأهوازي وهو يخوض طريق الكفاح الوطني الصعب يتأمل من العالم العربي الكثير... ولكن هل أن العالم العربي بنخبه المثقفه وإعلامه على مستوى المسؤولية الحضارية و الإنسانية؟.. تلك هي المسألة !.

[email protected]