...حنان ترك أم من سمح بالختان وشجعه؟!!

فى نفس الوقت الذى كانت تبكى فيه حنان ترك من قسوة الشتائم والسباب العلنى لبعض المثقفين والصحفيين والمتعلمين فى ندوة فيلمها quot;دنيا quot; والذين إتهموها بتلويث سمعة مصر لأنها مثلت دوراً فى فيلم يهاجم الختان، كان البسطاء والفلاحون من أهل قرية أبو قرقاص البلد يحتفلون بمشروع مناهضة ختان الإناث وقرب إعلان قريتهم قرية خالية من الختان مثل سابقتها قرية بنبان بأسوان !، والمدهش أن جمهور الندوة لم يتحدث عن المستوى الفنى للفيلم الذى من الممكن أن نختلف عليه، ولكنهم للأسف ركزوا هجومهم على قضية الختان رافضين عرضه سينمائياً ومناقشته فنياً، وبالطبع إختبأ الجميع خلف سور quot;سمعة مصر quot; وكيف نلوثها ؟..وكيف ننشر غسيلنا القذر ؟؟؟...إلى آخر هذا الهراء الذى يتعامل مع الفيلم السينمائى كنشرة محافظة أو مجلة حائط مدرسية أو نشيد طابور الصباح، فهم يشاهدون الفيلم بعقلية الموظف الميرى و مخبر المباحث، ويريدون من الإبداع السينمائى أن يتحول إلى كارت بوستال مما تروجه وزارة السياحة للخواجات الأجانب وتوزعه هيئة الإستعلامات على السفارات المصرية فى الخارج، ولايريدون أن يفهموا أن السينما من المفروض أن تترجم الواقع وتفضحه وتعريه رغبة فى التغيير وتوقاً لمستقبل أفضل ونشوداً لمجتمع أرحب صدراً وأقوى فكراً، ولابد أن يتفهم الجمهور أن عصر غسيل الجاموسة قبل التصوير والذى كان يفعله المخرج محمد كريم قد إنتهى، وأن الواقعية التى بدأت بكمال سليم مروراً بصلاح أبو سيف وإنتهاء بمحمد خان وخيرى بشاره وداوود عبد السيد وغيرهم من مخرجى الواقعية الجديدة، هذه الثورة أعطت للسينما دوراً جديداً ومنحتها نفحة نقدية متمردة تصور الواقع quot;بعبله quot; ولاتزيفه، سينما تصدم ولاتخدر، توقظ ولاتزغزغ، دورها أن تقلقنا لا أن تهدهدنا وتمرجحنا، أما بالنسبة لسمعة مصر فالذى يلوثها هم من سمحوا بالختان ودافعوا عنه وشجعوه، لوثها ومرمغها فى التراب من يقبل بدم بارد أن تجر طفلة قسراً وإجباراً، ويفتح فخذاها عنوة لكى تجز السكينة لحمها، وعندما تنطلق نافورة الدماء تنطلق الزغاريد معها ويكبس الجرح الطرى بالبن، هذا المشهد الإجتماعى يقبلونه برحابة صدر أما المشهد السينمائى ف quot;ياىquot; وquot; أياه quot; وquot;عيب quot; و quot;سوفاج quot; وتلويث لسمعة مصر، وأتساءل من الذى لوث سمعة مصر ؟، هل هى حنان ترك التى تشجعت وأدت الدور المنوط بها كممثلة ترغب فى تنوير الناس وتغييرهم إلى الأفضل، أم الدعاة الذين أيدوا ختان الإناث على الفضائيات وفى الكتب بدعوى الفضيلة والطهارة ؟؟؟، والخطير أن تأييد الختان تستر برداء دينى والدين منه براء، فلايمكن للدين الإسلامى أو المسيحى أن يسمح بإنتهاك إنسانية بنى آدم لمجرد أنه خلق أنثى، الذى لوث سمعة مصر هم بعض المسئولين الذين يغضون الطرف ويطنشون عن تلك الممارسات البشعة الدراكولية التى تتم فى طول مصر وعرضها والتى تجعلها مثار إنتقاد عال!، الذى لوث سمعة مصر هم بعض المسئولين الذين يغضون الطرف ويطنشون عن تلك الممارسات البشعة الدراكولية التى تتم فى طول مصر وعرضها والتى تجعلها مثار إنتقاد عالمى لأنها مازالت من البلاد القليلة التى تمارس تلك الجريمة وتسمح بتلك المذبحة اليومية، الذى لوث سمعة مصر هم بعض الأطباء من ضعاف النفوس الذين باعوا ضميرهم لقاء ورقة بعشرين جنيه ثمن هذه الجزارة البشرية، والذين برروها بتبريرات واهية مضحكة مثل أنها عملية تجميل أو إزالة الزائد أو لتخفيف التهيج الأنثوى ...إلى آخر هذه المبررات الكوميدية التى تفضح عقليتهم المتخلفة، وتكشف تحالفهم مع طيور الظلام، هذا الهجوم الكاسح من جمهور الندوة كشف عن نظرة دونية للمرأة، وفضح إحتقار بعض من يدعون الثقافة والتنوير والفكر للمرأة، إن كلاً منهم هو سى السيد وإن إدعى أنه قاسم أمين !، والمدهش أن أهل قرقاص البلد الذين على فطرتهم يهاجمون ظاهرة الختان ويحاربونها ويشتركون مع مجلس الطفولة والأمومة الذى يحارب فى ظروف صعبة وقاسية، يشاركونهم هذه الحرب على أكثر العادات تخلفاً وقسوة فى تاريخ مصر، إن الحفاظ على سمعة مصر لن يحدث إلا بالحفاظ على بنات مصر من هذه السلخانة البشرية اليومية، ولن يحدث إلا بالحفاظ على عقولكم أنتم وإنقاذها من الحشو بالإجابات الجاهزة المفخخة التى علاها الصدأ، وشكراً لكتيبة فيلم دنيا.

[email protected]