بعض أصدقائي من المفكرين المصريين اللامعين وحسني النية آخذوني على مقال رشحت فيه جمال مبارك وأيدت فيه سلطة الرئيس محمد حسني مبارك ... وبرروا مآخذهم على كتاباتي المؤيدة لحكم الرئيس مبارك بمآخذهم على النظام المصري ... وهي مآخذ محقة في كثير منها ، لكني كنت أقول لهم دائماً شخصياً ما سأقوله الآن لهم علناً بدون ذكر أسمائهم التي أحترمها والتي ستفخر بها مصر على مر الأجيال . نعم يا سادتي، النظام المصري حقق انجازات ولكنه أيضاً ارتكب أخطاء قاتلة وعلى رأسها ترك المتأسلمين كما يسميهم صديقي د. رفعت السعيد يسرحون ويمرحون في الإعلام المصري المكتوب والسمعي – البصري ، وتركهم يبرمجون رؤوس صغار المصريين بسمومهم الإرهابية القاتلة حتى جعلوا كثير منهم أشبه ما يكونون بالصاروخ الإرهابي الموجه المستعد للإنطلاق نحو هدفه في أي لحظة. ومن أخطاءه القاتلة أيضاً ، خوفه المرضي من مواجهة الإخوان المسلمين في مسألة حيوية يتوقف عليها أمن ومستقبل مصر، وهي "قنبلة الانفجار السكاني". فقد بقي النظام منذ عهد السادات صامتاً صمت أبي الهول على هذه القنبلة التي يفجرها المصريون في أنفسهم وهم لا يشعرون. ولو كان النظام يمتلك شجاعة سياسية كافية لإتخذ قرارات شبيهة بقرار أنديرا غاندي في الهند التي عقمت كل رجل انجب طفلين ، أو قراراً كالقرار الذي الذي اتخذته الصين بدفع غرامة على كل طفل ثان وسجن من ينجب طفلاً ثالثاً بهذين القرارين الشجاعين تفوقت الهند على الولايات المتحدة في انتاج الثورة المعلوماتيه ويتوقع الخبراء الأمريكيون أن تتفوق عليهم الصين اقتصادياً وعسكرياً في سنة 2023 هذا التفوق الهندي والصيني على الولايات المتحدة سببه الأول والأخير هو نزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني في سنة 1974 كان معدل الزيادة السكانية في الصين 4%. وهو معدل يتطلب معدل زيادة نمو اقتصادي 9% لكن معدل النمو الاقتصادي في الصين لم يكن يتجاوز 5%. أما اليوم فإن معدل الزيادة السكانية في الصين هو 2,2 الذي يتطلب نمواً اقتصادياً = 5,4% والحال أن نمو الاقتصاد الصيني اليوم هو 10%. طبعاً الأخطاء القاتلة كثيرة، لكن هذين الخطأين بل الخطيئتين اللتين ارتكبهما النظام المصري هما "أم الخطايا والأخطاء".
سؤالي الدائم لأصدقائي المفكرين الذين آخذوني ومازالوا على دعمي للنظام المصري بكل أخطاؤه وخطاياه هو : ما هو بديلكم للرئيس حسني مبارك أو لجمال مبارك أو للفريق عمر سليمان رئيس المخابرات العامة؟ فيجيبونني بالصمت أو بكلمات عامة لا معني لها. فأقول لهم مصر لايحكمها إلا فرعون ، فإذا رفضتم هؤلاء الفراعنة الثلاث فإنكم عن غير شعور منكم تؤيدون صعود فرعون رابع – هو البديل الوحيد لهم – هذا الفرعون هو محمد مهدي عاكف. وتكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار، وكل البدائل الأخرى ما هي إلا أوهام وأضغاث أحلام، فدكتور سعد الدين إبراهيم الذي أكن له كل الاحترام والذي قال لي عنه أحد المفكرين المصريين أنه يمكن أن يكون بديلاً للرئيس مبارك أو جمال مبارك أو عمر سليمان هو بديل زائف ، أولاً لن ينتخبه المصريون ،و إذا انتخبوه فليس له حزب يعتمد عليه لحكم مصر وسيسقطه الإخوان المسلمون في بضع ساعات ويأخذون مكانه لكي يقودوا مصر – لا قدر الله ولا كان – إلى نهر الدموع والدم الذي قاد إليه الخميني إيران والترابي في السودان والملا عمر أفغانستان.
يا أصدقائي وأعزائي، أطرح عليكم مجدداً سؤالي أمام القراء إذا كان لكم بديل عن النظام الحالي غير المتأسلمين فدلوني عليه وأنا سأدعو له بكل قواي المتواضعة لكي يحكم مصر. لكن يا سادتي أعلم جيداً علم اليقين أن البديل الوحيد لمبارك وجمال مبارك وعمر سليمان هو الأفعوان الدموي محمد مهدي عاكف الذي يراهن عليه المحافظون الجدد الذين تبنوا نظرية حزب الليكود بضورورة أن يحكم الإسلاميون العالم الإسلامي كبديل هذا النظام. وأبشركم يا سادتي الكرام بأنه سيبدأ بشنقكم في ساحة ميدان التحرير، كما توعد راشد الغنوشي الذي تباهي بـ"مغازلة" المحافظون الجدد له، أستاذ الأجيال العفيف الأخضر "من اختطاف الزنديق الكافر العفيف الأخضر من باريس وشنقه أمام الناس مع الزنديقة الأخرى رجاء بن سلامه في ساحة البساج في تونس العاصمة، حتى يكون ذلك عبرة لمن يتعبر لأتباعه أو المتعاطفين معه ...".
كما قال، هذا هو المصير يا أساتذتي الرهيب الذي ينتظركم على يدي مهدي عاكف ، فهل أنتم واعون؟!
أصلي لله أن تعوا قبل أن تحل بكم وبشعب مصر الكارثة وأنتم لا تعلمون.

[email protected]