[ لماذا تتفوق إسرائيل علينا؟، هذا السؤال ليس جلداً للذات او إنبهاراً بالصهيونية أو ترويجاً للمشروع الإسرائيلى الإستيطانى، ولكنه إقرار واقع، ومحاولة لفك شفرة هذا البلد الذى لاتتعدى مساحته واحد على عشرة من مساحة مصر أو ليبيا أو السعودية، وتجربة فهم لبشر عددهم أقل من سكان شبرا!، وبرغم هذه المساحة الضيقة وهذا العدد المحدود، إلا أن التفوق الإسرائيلى أصبح واقعاً حاضراً وكابوساً جاثماً على صدور العرب الكرام، إن السباق بيننا وبين إسرائيل مر بعدة مراحل، أولاً كنا بجانب بعض فى التراك، ثم سبقتنا إسرائيل ونحن نلهث خلفها، ولكننا فى هذه المرحلة أصبحنا خارج التراك تماماً نجرى مقطوعين النفس ونراقب العداء الإسرائيلى وهو يجرى بسرعة الصاروخ، والسؤال مالذى جعل السباق بين السلحفاة العربية والصاروخ الإسرائيلى يصل إلى هذه المرحلة؟، البعض قال إنها الديمقراطية الإسرائيلية ورد بعض المحللين السياسيين إن هذه الديمقراطية زائفة، ولكن رأيى الشخصى أنها ليست أكثر زيفاً من ديمقراطياتنا العربية، وإذا قورنت الديمقراطية الإسرائيلية بأى دولة عربية فسينهزم العرب بالضربة القاضية، ولكنى أعتقد أن سر تفوقهم يكمن فى العلم، أعترف بأنهم عنصريون، إستيطانيون، يمارسون إرهاب الدولة، ولكنهم علميون إلى أقصى درجة، ويحترمون المنهج العلمى، والفجوة المعلوماتية بيننا وبينهم أصبحت غير قابلة للردم فهى بإتساع الوطن العربى كله من المحيط إلى الخليج، وقد فضح كتاب الفجوة الرقمية الذى صدر مؤخراً عن سلسلة عالم المعرفة هذه الفجوة الشاسعة ونشر أرقاماً مفزعة تحدد حجم الكارثة، وتجسد المأساة المرعبة، نحن العرب فى غيبوبة ودروشة وشيزوفرينيا، وهم فى إسرائيل يسابقون الزمن وينفتحون على الآخر العلمى بل ويتفوقون عليه، كل هذا بالعلم الذى هو مفتاح النجاح، وعجلة القيادة الوحيدة التى ستجعلنا نلحق بركب الحضارة، العلم لابديل عنه، إنه ليس إختيار رفاهية بل هو فرض عين وواجب، إن العلم الآن أصبح قضية حياة أو موت، وحتى لاندفن رؤوسنا فى الرمال دعنا نقرأ بعض الأرقام التى تعبر عن تلك الفجوة الرقمية المرعبة بيننا وبين إسرائيل:
* تحتل إسرائيل المرتبة الأولى عالمياً فى نسبة حجم الإنفاق على البحوث إلى إجمالى الناتج المحلى وتبلغ أكثر من 4%، والمرتبة الثانية بعد ألمانيا فى نسبة المهندسين إلى عدد السكان، والمرتبة الثانية بعد أمريكا فى مستوى أودية السيليكون بواديها مابين حيفا وتل أبيب، والمرتبة الأولى فى نسبة صادرات السلاح إلى إجمالى الصادرات، والمرتبة الثامنة فى نظم الدفع الصاروخى للأقمار الصناعية، والمرتبة السادسة فى عدد براءات الإختراع متفوقة على بريطانيا وفرنسا، والمرتبة الأولى فى تطوير نظم حماية أمن البيانات وتحصين مواقع الإنترنت، والثانية من حيث عدد الشركات المدرجة فى قائمة شركات التكنولوجيا المتقدمة.
* نسبة إستخدام الإنترنت لعدد السكان فى إسرائيل 16 %، فى حين أنها تقل عن 3% فى المتوسط العربى .
* عدد مالكى الكمبيوتر 47 من كل مائة فرد إسرائيلى، فى حين يبلغ 4% فى عالمنا العربى
* تحتل إسرائيل المركز رقم 12 من حيث مؤشر جاهزية شبكة الإنترنت أما مصر ففى المركز ال 65
* الناتج المحلى الإجمالى للفرد الإسرائيلى يفوق نظيره فى البلدان العربية مجتمعة
* بالنسبة للنشر العلمى مايقرب من 12 بحث منشور لكل عشرة ألاف فى إسرائيل، بينما يبلغ هذا المعدل ثلث بحث لكل عشرة الآف فى العالم العربى!!!.
* الكتب المترجمة إلى العبرية 100 كتاب لكل مليون إسرائيلى، وفى العالم العربى ثلاثة كتب فقط لكل مليون عربى
* تم إنتاج أول كمبيوتر إسرائيلى إسمه ويزاك فى معهد وايزمان 1949، أما أول كمبيوتر عربى فمازال فى علم الغيب.

والسؤال الذى يفرض نفسه الآن متى نستطيع أن نردم تلك الفجوة المرعبة بيننا وبين إسرائيل أعتقد أننا نحتاج رمال الصحراء الكبرى و الشرقية والغربية والربع الخالى لكى نستطيع ردم نصفها، أو الأسهل أن نكنس عليهم السيدة، وندعو علي أبناء القردة والخنازير على المنابر، وكان الله فى العون .

[email protected]