هناك نوع من البشر تسيطر عليهم الكآبة والاكتئاب ويحزنهم أن يروا شخصاً سعيداً يستمتع بحياته.ويكثر هذا النوع من البشر في رجال الدين المسلمين الذين تستهويهم كلاحة الوجوه والتكشيرة الدائمة لأن الابتسامة تكوي عيونهم بالنار. مثل هؤلاء الشيوخ يخرجون علينا بفتاوى تعارض حتى الصريح من القرآن، ناهيك عن الأحاديث التي تسمح للمسلم بقدر ضئيل من المتعة والاستمتاع بالحياة الدنيا. ويفرح هؤلاء عندما يجدون حديثاً يدعو إلى نبذ الحياة الدنيا والتشبث بأي شئ يمجد الموت، مثل الحديث الذي يقول: quot; إذا دخل النور القلب انشرح quot; فقالوا: يا رسول الله! وما علامةُ ذلك ؟ قال: quot; الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله quot;. فهذا الحديث بالنسبة لهم أهم من صريح القرآن الذي يقول: quot; واتبع فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا quot; ( القصص 77). فهم يتبعون الآخرة ولا يحفلون بنصيبهم أو نصيب غيرهم في الدنيا. والقرآن يقول كذلك: quot; يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر quot; (البقرة 185). ويقول: quot; قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق quot; ( الأعراف 32). وهناك حديث يقول: quot; أصحابي كالنجوم بأي اقتديتم اهتديتم quot;. وأصحابه لا يختلفون عن بقية الناس، فيهم المتساهل وفيهم المتزمت. والمذاهب الأربعة فيها المتساهل كأبي حنيفة وفيها المتشدد كالحنبلي. ورجال الدين يميلون دائماً مع أكثر المتشددين حتى يئدوا متعة الحياة.

أحد هؤلاء الشيوخ المتزمتين الشيخ المصري رشاد حسن خليل عميد كلية الشريعة والقانون السابق الذي أفتى بأن التجرد من الملابس أثناء المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج ( شفاف الشرق 9 يناير 2006 ). وربما غاب عن الشيخ أو ربما تجاهل عمداً الأحاديث المروية في شأن الوضوء أو الغسل بسؤر الآخر ( السؤر هو ما تبقى من ماء الغسل أو الوضوء ) فقد روى عبد الله بن سرجس قال quot;نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغتسل الرجل بفضل المرأة والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان معا quot;. أي يغاسلان معاً في آن واحد. فذهب العلماء في تأويل هذه الأحاديث مذهبين: مذهب الترجيح، ومذهب الجمع في بعض والترجيح في بعض، أما من رجح حديث اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه من إناء واحد على سائر الأحاديث، لأنه مما اتفق الصحاح على تخريجه، لم يكن عنده فرق بين أن يغتسلا معا أو يغتسل كل منهما بفضل صاحبه، لأن المغتسلين معا كل واحد منهما مغتسل بفضل صاحبه ( بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ج1، باب الطهارة ). وأما من رجح حديث الغفاري على حديث ميمونة وهو مذهب أبي محمد بن حزم، وجمع بين حديث الغفاري وحديث اغتسال النبي عليه الصلاة والسلام مع أزواجه من إناء واحد بأن فرق بين الاغتسال معا، وبين أن يغتسل أحدهما بفضل الآخر وعمل على هذين الحديثين فقط أجاز للرجل أن يتطهر مع المرأة من إناء واحد. (نفس المصدر ونفس الصفحة ). فإذاً يجوز للرجل أن يغتسل مع امرأته من إناء واحد وفي طست واحد ويرى كل منهما جسم الآخر. فلماذا يُبطل التجرد عند الجماع الزواج ؟ وفي صحيح البخاري quot; حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، من قدح يقال له الفرق quot; ( باب غسل الرجل مع امرأته ). والباب هنا يقول غسل الرجل مع امرأته، أي يغتسلان معاً وفي نفس الوقت.

ثم أن المسلمين في أيام النبي بالمدينة كانوا يعرفون مداعبة نسائهم قبل الجماع Foreplay وكانوا يعرفون مص البظر، فعندما جاء الرسول لأداء العمرة ومنعته قريش، أرسلوا له عروة بن مسعود الثقفي فقال له: يا محمد إن قريش قد خرجوا ومعهم العود المطافيل، قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله إنك لا تدخلها عليهم عنوةً، وأيم الله لكأني أرى أصحابك وقد انكشفوا عنك غداً. فقال له أبو بكر الصديق: أمصص بظر اللات. (سيرة ابن هشام، ج4، ص 281). فأبو بكر كان يعرف مص البظر وإلا لما قال تلك المقولة. فكيف كانوا يفعلون ذلك دون أن يجردوا نساءهم ويتجردوا ؟

وعندما تجسس بعض الرجال على الصحابي الكبير المغيرة بن شعبة مع أم جميل وراؤوهما عريانين وهو فوقها وأرجلها في الهواء، قال المغيرة: quot; rlm; هؤلاء الأعبد كيف رأوني، إن كان استقبلوني فكيف لم أستتر أو استدبروني فبأي شيء استحلوا النظر إليّ في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها فشهد أبو بكرة أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة وشهد شبل مثل ذلك وشهد نافع مثل ذلك ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم وإنما قالrlm;:rlm; رأيته جالسًا بين رجلي امرأة ورأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفين وسمعت حفزانًا شديدًا quot; ( المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج4، ص 98). فإذا راؤوا أستها مكشوفاً وأرجلها مكشوفةً فماذا بقي من جسمها غير الثديين، وليس هناك ما يمنع الرجل من كشف ثديي امرأته. فالصحابي المغيرة كان يجرد نساءه ولم يلغ ذلك عقد زواجه.

أما الشيخ عبد الله مجاور أمين لجنة الفتوى في الأزهر، اعتبر أن quot;النظر إلى الجسد مستحب باستثناء الفرجquot; ومن ثم أوصى بان quot;يستترا برداء أو غطاءquot;. ولا نرى سبباً يدعو إلى عدم النظر إلى الفرج، فلا بد أن الذين كانوا يعرفون مص البظر لم يكونوا يغطونه. والقرآن يقول: quot; نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم quot; (البقرة 223). وعليه حللوا أن يأتي الرجل زوجته من الخلف في القُبل، فكيف يصنعون ذلك دون أن ينظروا إلى الفرج ؟

أما الدكتورة سعاد صالح مديرة كلية الدراسات الإسلامية للبنات في جامعة الأزهر، فترى انه quot;يجوز شرعا للزوجين القيام بكل ما يؤدي إلى التقريب والتحبيب بينهماquot; ومن ثم فان التجرد من الملابس لا يبطل الزواج. إلا أنها اعتبرت أن quot;تعري الزوجين بصورة تامة من غير ملابس غير مستحب وفقا للآداب والإرشاد النبوي ولكن هذا لا يعني التحريمquot;. وليت الدكتورة أتحفتنا ببعض مصادرها التي تبين الآداب والإرشاد النبوي الذي يمنع التعري للرجل وزوجته، وقد كان النبي يتعرى أمام عائشة وكانا يغتسلان مع بعضهما من إناء واحد.