هل هناك تفرقة وتمييز واضطهاد مقصود به الأقباط في مصر؟. في كل مرة كتبت أنا أو غيري عن هذا الموضوع مؤكدين وجود هذه التفرقة والاضطهاد، تعرضنا إلى سيل من الشتائم والاتهامات لأننا نعرض نسيج الحياة الاجتماعية في مصر إلى التمزق خدمة لأعداء الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة التي يتعايش فيها الهلال والصليب، ويرفض أولئك القوميون الوطنيون العروبيون الصادقون مناقشة المعلومات والحقائق التي نقدمها بدءا من منع بناء الكنائس أو مجرد إصلاحها و انتهاءا بمسلسل خطف الفتيات القبطيات، وذلك لأنهم لا يملكون الحقائق التي تنفي ما نقدمه أدلة على أوجه التمييز والتفرقة والاضطهاد المدعوم من أجهزة الدولة الرسمية، انسجاما مع ثقافة شعبية تم ضخ الكراهية من خلالها إلى درجة أن هناك من ينصحك أنه إذا بادرك قبطي في الشارع بقوله: (السلام عليكم)، فلا ترد عليه بالقول: (وعليكم السلام)، ولكن يكون جوابك فقط : (وعليكم......)!.
ومنذ يومين وصلتني وثيقة رسمية صادرة من مكتب السيد (أنور عصمت السادات) عضو مجلس الشعب، وهي عبارة عن رسالة صادرة باسمه بتاريخ الحادي عشر من ديسمبر الحالي، موجهة إلى السيد الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، هذا هو نصها:

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب

القاهرة في 11. 12. 2006

السيد الأستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور
رئيس مجلس الشعب
تحية طيبة وبعد....
أرجو السماح لي بتوجيه طلب الإحاطة التالي إلى السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الاستثمار.
بشأن
منع بنك فيصل الإسلامي شراء أسهمه والمضاربة على أمواله من خلال مستثمرين أقباط، الأمر الذي يعد تصنيف طائفي للمصريين، ويقوض جهود تحقيق الوحدة الوطنية ويخالف الدستور بما يتعلق بقواعد المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المصريين.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والشكر،،،
أنور عصمت السادات
التوقيع

وأسفل ذلك الختم الرسمي لأنور عصمت السادات.

والآن هل يستطيع أحد من القوميين العروبيين الوطنيين المخلصين أن ينكر هذه الوثيقة، وهي تعني أن هناك توجيهات رسمية لبنك فيصل الإسلامي بمنع الأقباط من تعاملاته المصرفية، وهل هناك بنك يصدر تعليمات وضوابط لعمله بدون إقرارها من الدوائر الرسمية خاصة وزارة المالية ورئاسة الوزراء؟.
علينا أن نعترف بشجاعة أن الإقرار بأخطائنا هو الخطوة الأولى لإصلاحها، ونشر غسيلنا الوسخ هو الخطوة الأولى لغسله وتنظيفه، أما الإنكار فلن ينتج عنه سوى تراكم الأخطاء وتعفن الغسيل الوسخ....وفعلا: هل يحدث ذلك في مصر أم الدنيا كما يقولون، وسلطاتها الرسمية يقصدون ويخططون أن لا تكون أما رحيمة لما لا يقل عن 12 مليونا من أبنائها الأقباط؟

[email protected]

صورة للرسالة الوثيقة