منذ أحداث سبتمبر 2001 وإسرائيل تنشر في الغرب أن الإرهاب الذي أعتدي على نيويورك وواشنطن هو الذي يعتدي ويهدد الدولة العبرية،ولم يؤخذ هذا الكلام على محمل الجد إلا من شريحة صغيرة فى امريكا، وجاءت عمليات حماس وحزب الله لتعطى مصداقية للمقولات الإسرائيلية ولتقنع الكثيرين فى العالم بالرؤية الإسرائيلية، وخاصة بعد إدانة جبهة الأعتدال العربي لهذه العمليات الحمقاء المتهورة والتى تسببت في الوضع المأسوى في لبنان وتدمير مقومات هذا البلد الجميل.
الأن التحمت الحرب الدولية على الإرهاب بالفعل بالحرب الإسرائيلية على الأصولية الإسلامية المتطرفة، فمحور الراديكالية الإسلامية من إيران إلى حماس وحزب الله والأخوان.. إلى نهاية هذا المحور التخريبي يعتبر النصر هو إزالة إسرائيل من الوجود ولا يعترف بوجودها أصلا، ومن تابع عنتريات أحمدى نجاد خلال الشهور المنصرمة أو من قرأ ميثاق حماس أو خطب حسن نصر الله لتبين له بوضوح رؤية هذا المحور وخططه وعنترياته عن حتمية إزالة دولة إسرائيل.
وقد وجدت إيران تحديدا في نبرة العداء الكلامي والعنتريات الخطابية ضد وجود الدولة الإسرائيلية وسيلة لإختراق الشارع العربي وتقسيمه وتجييشه لصالح المشروع النووي الإيراني، وكوسيلة للهيمنة الفارسية على المنطقة. فأي هيمنة إيرانية على المنطقة لا تأتي إلا على حساب العرب وبالتحديد تقسيم العالم العربي على أسس مذهبية، فمشروع الهيمنة الإيراني غير موجه ضد إسرائيل وإنما ضد العالم العربي وخاصة محوره الخليجي.
ولهذا يقول يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني السابق quot; أن الحرب الحالية في لبنان ليست حربا من جانب العالم العربي ضد إسرائيل، وإنما هي حرب رسمتها ونفذتها القوى الإسلامية المتعصبة في المنطقة، حماس والجهاد بين الفلسطينيين، وحزب الله في لبنان فضلا عن سوريا وإيران والتي ترفضا بصورة جذرية أي تسوية مع إسرائيلquot;.
هنا نتفهم كلام شيمون بيريز عن أن المعركة الحالية معركة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل، فالمستهدف في فكر هذه الحركات الراديكالية الوجود الإسرائيلي ذاته، بصرف النظر عن قدرتهم على فعل هذا التهديد أم لا، المهم في الخطاب الإسلامي الراديكالي المعلن.
ولهذا فالمعركة الحالية هي معركة الإرهاب الإسلامي ضد إسرائيل، وأي دعم من اي قوى لبنانية أو عربية لحزب الله يصب مباشرة في دعم الإرهاب الدولي بلا لبس. وهنا وجب التنويه أن المسألة لا تتعلق بالشيعة أو السنة، فقد أزعجتني بعض الفتاوي التكفيرية ضد الأخوة الشيعة، فهذا شيء قمئ ومرفوض، فالمحور الإرهابي يضم شيعة وسنة والجموع المعتدلة الصامتة تضم شيعة وسنة. وموقفي من حزب الله لا ينطلق من أي من هذه الاتجاهات المذهبية التي تتعارض مع علمانيتي وليبراليتي. موقفي من حزب الله ينطلق من نقطة محددة إنه مليشيا مسلحة أرتكبت أخطاء جسيمة في حق لبنان، وإنه يهدد الدولة اللبنانية في حالة إستمراره بنفس الطريقة، أما الفتاوي التي تهاجمه لأنه شيعي فهذا بالنسبة لي مرفوض تماما وقد دافعت وسأظل أدافع عن الشيعة المضطهدين في الدول ذات الأغلبية السنية ومنها مصر والسعودية وباكستان .. وغيرها.
حزب الله، بوضعه الحالي، لا يمثل خطرا على إسرائيل لإنها تملك من القوة ما يردعه ولكنه يمثل خطر على الداخل اللبناني، وعملية أختطافه للجنديين الإسرائيليين كانت رسالة موجهة للداخل اللبناني من حزب الله وللمجتمع الدولي من قبل إيران.
لقد توحد العالم ضد حزب الله لإنه واجهة للمشروع الإسلامي العالمي بشقه الإرهابي، وصارت مطالب الإسرائيليين هي مطالب المجتمع الدولي، ولأول مرة تصير مطالب إسرائيل بالنسبة لوضع حزب الله هي مطالب الأغلبية اللبنانية وبعض الدول العربية.
وقد أصدر المجلس العالمى لثورة الارز بمختلف فروعه على مستوى العالم بيانا شديد اللهجة بتاريخ 30 يوليو أدان فيه حزب الله وحمله مسئولية مذبحة قانا لأنه يطلق صواريخة من جوار الملأجئ وبين التجمعات المدنية غير مكترث بارواح الناس. وطالب المجلس بلجنة تحقيق دولية ومسأءلة السيد حسن نصرالله . ووصف البيان حزب الله بأنه منظمة إرهابية تسببت فى تدمير لبنان.
ويمكن الرجوع لنص البيان عبر هذا الرابط.
http://cedarsrevolution.org
منذ عشرات السنين ولبنان كيان مستباح ولأول مرة تتاح للبنان فرصة ليفرض سيادته على الأراضي اللبنانية بعد خروج الاحتلال السوري عام 2005 ومن قبله خروج الإحتلال الإسرائيلي عام 2000، ولكن حزب الله إرتهن الأراضي اللبنانية لقوى غير لبنانية فحرم اللبنانيين من إعلان الاستقلال الحقيقي والفرحة التي أنتظروها منذ عشرات السنين.
حزب الله يحاول ، عبر شبكة نشطة من الإعلاميين ووسائل الأعلام المرتبطة به، أن يبيع للبنانيين وللشارع العربى إنه أنتصر ويصور التحدي الانتحاري على أنه إنتصار وذلك لحسابات داخلية تتعلق بالمعادلة الداخلية في لبنان. وقد بدأت كثير من الأيادى فى لبنان ترتعش نتيجة للهجة التهديدية الأرهابية التى ينشرها أعضاء الحزب وحلفاؤه بين اللبنانيين. وهذه هى طريقة القوى الفاشية ، وأى خضوع لإبتزازها معناه ضياع لبنان بأكمله...فلا حدود لطموح الفاشيين كما يخبرنا التاريخ.

حزب الله أيضا يناور فيما يتعلق بقبول شروط فؤاد السنيورة، فيصوت في الحكومة بقبول مقترحات السنيورة للتسوية ولكنه يعود عبر أكثر من جهة ليرفض القوة الدولية المقترحة وهى صلب هذه المقترحات ومطلب أساسى للمجتمع الدولى، بل ويصدر عبر بعض شيوخه الفتاوى بقتالها إذا جاءت إلى لبنان.
إن المسألة لا تحتاج إلى مزيد من المناورات والتقية، هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات واضحة لا لبس فيها من حزب الله وقياداته وهي:
1-هل تقر بخطأك عن خطف الجنديين الإسرائيليين وتجاوز الخط الأزرق وتتحمل مسئوليتك عما جري للبنان كما فعل عبد الناصر عام 67؟.
2-هل يقبل حزب الله تسليم كامل أسلحته وقراره السياسي للدولة اللبنانية ويقبل بشروط الديموقراطية في القبول برأي الأغلبية السياسية؟.
3-هل إذا تم تحديد وضع مزارع شبعا وتم تبادل الأسرى واحترمت إسرائيل سيادة لبنان، هل سيغلق حزب الله بصفة نهائية جبهة الصراع مع إسرائيل؟ أم أن له أهدافا أخرى؟.
4-هل يوافق حزب الله على أتفاق الطائف، ويقبل تطبيق باقي بنوده ،أم يسعى لإتفاق جديد يعكس المتغيرات الديموغرافية وأوضاع القوى الحقيقية على الأرض ؟.
5-هل توافق على بسط نفوذ وسيادة الدولة اللبنانية على الجنوب، ليس فقط من ناحية نشر الجيش وإنما كل ما يعنيه فرض نفوذ الدولة من السيطرة على الجريمة والأمن والتوظيف وغيره؟.
6-هل توافق على فصل المسار اللبناني عن كافة المسارات العربية الأخرى، كما حدث في مصر والآردن من قبل؟.
7-حزب الله يدعو إلى وقف إطلاق النار ما هي شروط وقف إطلاق النار التي تقبلها وما هى الشروط التى لا تقبلها؟.
8-في أكثر من خطاب أعلن السيد حسن نصر الله أنه بعد تحرير شبعا سنحرر القدس، هل سيتخلي حزب الله عن موضوع تحرير القدس هذا ويكتفي بالكلام عن لبنان فقط؟.
9-الأغلبية في لبنان تتهم سوريا بتخريب لبنان وإغتيال قيادات وطنية فيه ، وتسعي لإنشاء محكمة دولة للتحقيق في مقتل رفيق الحريري هل يوافق حزب الله على إنشاء هذه المحكمة؟.
10-لماذا لم يقم حزب الله بمجرد الضغط على سوريا لإطلاق سراح مئات الأسرى اللبنانيين المحجوزين منذ سنوات طويلة في السجون السورية وهم في حالة أسوأ بكثير من حالة السجناء اللبنانيين في السجون الإسرائيلية؟.
11-هل يستطيع حزب الله إجبار سوريا على رسم حدود مع الدولة اللبنانية تحت إشراف الأمم المتحدة، وما هو رأيه فيما يتعلق بالحدود السورية اللبنانية؟.
12-هل يقبل حزب الله نشر قوات دولية بين سوريا ولبنان للحفاظ على أمن واستقرار لبنان وحماية القيادات الوطنية اللبنانية؟.
13-هل يوافق حزب الله على نزع سلاح الفلسطينيين في لبنان؟.
14-لماذا منع حزب الله نشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب بعد إنسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية عام 2000؟.
15-أي أتفاقية هدنة أو وقف لإطلاق النار معناها توقيع على أتفاقية مكتوبة هل يقبل حزب الله الأعتراف بدولة إسرائيل في هذه الاتفاقية أم سيصر على ذكر فلسطين المحتلة؟.
16-بعيدا عن شعارات الصمود والتصدي والتحدي ،ما هو الإنجاز الذي حققه حزب الله من خطف الجنديين الإسرائيليين؟.
17-هل ترى من العزة والكرامة والشرف، وهي مصطلحات تتردد كثيرا في خطاباتكم، مبادلة جنديين إسرائيليين بعشرة آلاف سجين عربي، وهل في نظرك الجندي الإسرائيلي يعادل خمسة آلاف عربي؟.
18-هناك إتهامات لمقاتلي حزب الله باستخدام المدنيين والتخفي وسطهم وأستخدامهم كرهائن، وإقامة غرف خاصة في بيوت مدنية آهلة بالسكان لإطلاق الصورايخ منها، هل تقبل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق في إستهداف المدنيين سواء من قبل الجيش الإسرائيلي أو من طرف حزب الله؟.
19-تحدثت في خطابك بأنك ستعيد تعمير لبنان بمال نقي شريف طاهر بدون شروط سياسية، هل توضح لنا ما هو المال الشريف النقي الطاهر؟، ومن أين سيأتي؟، وهل هناك منح بدون شروط سياسية ؟، وهل ستستطيع الحصول على مال بدون شروط سياسية يمكن لبنان من تعمير كل هذا الدمار؟، وهل الأموال التي تبرعت بها السعودية، وبالطبع جاءت بشروط سياسية للحفاظ على نفوذها في لبنان، فهل معني هذا أنك ترفضها؟، وهل معني ذلك رفضك لأي مؤتمرات دولية من أجل المساعدة في إعمار لبنان وأغلبها ستكون أموالا غربية وهى غير نقية من وجهة نظرك؟، وكيف سيتثني لك الكشف عن المال الطاهر النقي من غيره؟، هل لديك جهاز أشعة لمعرفة المال الطاهر النقي ودرجة نقاءه وخاصة وأن الكثير من الأموال فى المنطقة العربية هى نتاج عوامل فساد وظلم فى توزيع الثروات وحتى تجارة الممنوعات؟، وما رأيك فى المال الذى تجمعه الفنانات اللبنانيات لضحايا بلدهم هل هو شريف أم غير شريف؟ وهل سيتبرع رعاتك فى طهران بهذا المال الشريف بدل الكاتيوشا التى تملأ الجنوب؟.
20-هل ستوافق على فك الارتباط بين حزب الله وحماس والذي حدث عبر تفاهمات خاصة عام 2004؟.
21-لقد بايعت خامنئي في وسط بيروت وأعلنت صراحة إيمانك بولاية الفقية ألا تري في ذلك اي تعارض مع ولاءك للبنان؟.
22-هل تعلن عن امتناعك عن تقبل أسلحة أو أموال من إيران وسوريا على أن تحول هذه الأسلحة والأموال لصالح الدولة اللبنانية؟.
23-هل ستوافق مع الأغلبية اللبنانية على عزل أميل لحود الدمية السورية والذي يحكم بشكل غير دستوري ؟.
24-هل ستوافق على قبول قوات دولية رادعة في الجنوب بين لبنان وإسرائيل؟.
25-هل توافق على معاهدة سلام لبنانية إسرائيلية منفصلة؟.
26-قلت في حديث لقناة الجزيرة أن بعض عناصر حزب الله قلقون من أن تكون هذه آخر معركة فيفوتهم شرف الشهادة .. هل معني هذا أن الحرب والصراع وطلب الموت هي أمنية وغاية حزب الله ومقاتليه ونشاطه الحربى؟، اوليس ذلك يتماهى مع مقولة بن لادن للغرب ، نحن نعشق الموت وأنتم قوم تعشقون الحياة؟،ولماذا تكره الحركات الإسلامية الحياة؟،وإذا كنت وجنودك تعشقون الموت فلماذا تجر الأبرياء وراءك بدون استشارتهم؟.
27-هل تستطيع أن تحدد لنا بدقة وبوضوح مفهوم النصر عند حزب الله؟
28-نشرت وكالة الأنباء الألمانية بتاريخ 27 يوليو 2006 أن حزب الله أعدم 18 لبنانيا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، ما حقيقة هذا الخبر؟ وكيف عرف الحزب أنهم عملاء؟ وكيف تتم أعدامات هكذا بدون محاكمات؟ وهل لديك قضاء موازي للقضاء اللبناني؟ وهل بعد ذلك تنفي أن الحزب دولة داخل الدولة؟.
29-ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بتاريخ 24/7/2006 أن الإرهابي المطلوب عالميا عماد مغنية هو رئيس لهيئة أركان حزب الله، ما صحة هذا الخبر؟.
30-خاطبت الإسرائيليين قائلا أنكم تقاتلون أبناء محمد وعلى والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابته، فهل معني ذلك أنك ترى الحرب الدائرة هى حرب دينية بين الإسلام واليهودية وليست سياسية ؟،وما هو موقع الوطن والوطنية في هذه الحرب؟.
31-ذكرت في أحد خطاباتك بأننا لم نراهن على المجتمع الدولي في يوم من الأيام ولا نؤمن به هل معني ذلك رفضك لأي قرارات دولية واستمرار تحديها في مواجهة قد تكون مسلحة مع المجتمع الدولي؟.
32-خرج ياسر عرفات وحاشيته مطرودا من بيروت عام 1982 وهم رافعين علامات النصر، فهل تعريف النصر لديك مثل تعريفه عند ياسر عرفات وقتها؟.
أخيرا- كيف تري حزب الله وقد تسبب في تدمير لبنان ولم يستطيع حمايته؟، فما معنى الصمود إذن؟.
هذه أسئلة حقيقة تدور في ذهن الرأى العام الدولي وشطر كبير من الرأى العام العربى ونتمني أن نرى إجابات واضحة عليها ، وقد قمت بتسهيل المهمة على حزب الله بتجميعها نيابة عن الرأي العام الذي يتشوق لمعرفة إجابات حقيقية عن أسئلة حقيقية ستحدد مصير لبنان والمنطقة.
[email protected]