لماذا يكرهني اللبناني؟!
لماذا يكرهني السوري؟!
لماذا يكرهني المغربي؟!
لماذا يكرهني التونسي؟!
لماذا يكرهني الفلسطيني ويضيف على الكراهية شيئاً من الحقد؟!
لماذا لا يستحون أبداً من إعلان كراهيتهم لي بمناسبة وبدونها؟!!
لماذا؟!!
وأنا حفيد الرجال الذين أنقذوا العراقي من جهله ووثنيته وعبوديته للشمس والنار وتبعيته لكسرى قبل أكثر من 1400 عام!
وأنا حفيد الرجال الذين طردوا الرومان من أرض الشام وأعادوا لأهلها هيبتهم وكرامتهم المهدورة!
وأنا حفيد الرجال الذين قطعوا الفيافي من أجل إنقاذ المغرب وأهله من ظلامات الخرافة والبربرية والجهل..!
وأنا حفيد الرجال الذين علموا هؤلاء الشعوب كيف يتكلمون لغتهم العربية التي نسوها!
وأنا حفيد الرجال الذين علموا هؤلاء الشعوب الشعر وفنون الكلام!
وأنا حفيد الرجال الذين ظللوا هؤلاء الشعوب بالحضارة الإسلامية العريقة التي نشأت وترعرعت واشتد عودها في أرض بلادي!
وأنا حفيد الرجال الذين بزغ النور في أرضهم فلم يبخلوا به ونشروه في بقاع الأرض!
لماذا يكرهونني؟!
ألأن بلادي مستقرة سياسياً واقتصادياً منذ أكثر من مائة عام ما ساهم في رخائها وازدهارها؟
أم لأنهم فشلوا في جلب الرخاء لبلدانهم بالرغم من احتوائها على خيرات الأرض مجتمعة؟
يخامرني يقين أحياناً بأن هذه الدول بحاجة لأن تكون تحت الوصاية دائماً، فالعراق لم تزدهر وتعرف النماء والتقدم الحضاري إلاّ عندما حكمها أجدادي العباسيون الذين خرجوا من مكة إلى أقاليم العراق فظللوها بعلمهم وأدبهم وسلوكياتهم الإسلامية.
والشام لم تعرف الانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى إلا عندما حكمها أجدادي الأمويون الذين خرجوا من المدينة المنورة إلى الأراضي الشامية.
وعندما سلمنا الحكم في هذين الإقليمين إلى أهلها، عاثوا فيها فساداً، وأحرقوا العزة والكرامة وأعادوها إلى سيرتها الأولى قبل الإسلام.
ولم ينصلح حالهم إلا بعد استعمار الغرب لهم في الفترات المتأخرة، حيث بنيت الجامعات وشقت الطرق ووضعت القوانين المدنية التي تكفل حرية الفرد واستقلاله. وعندما خرج الغرب، عاد هؤلاء القوم إلى تخلفهم الحضاري تحت حكم العسكر الثيرانيين.
لماذا يكرهني هؤلاء القوم؟
ألأنني أريد أن أحررهم من أفكارهم المتعفنة النتنة؟
فاصلة أخيرة:
أنا الخليجي.. وافتخر إني خليجي. (بالتزامن مع مجلة quot;فواصلquot; لسعودية)

كاتب المقال مدير تحرير مجلة فواصل