* أولاد حارتنا ليست مجرد شخصيات روائية بل هى معركة حضارية.
* لابد من نشر الرواية فى موقع أولاد حارتنا دوت كوم لأنها تحولت من ميراث أسرة إلى حق وطن.
* ثقافة التحايل المصرية المشروعة ستجعل نسخة الرواية بجنيه.
* يامحفوظ حقنا محفوظ فى عقل جسور لايخاف، وإبداع لايعرف الأسوار، ودهشة تتخطى المألوف.

أولاد حارتنا للأديب العبقرى الراحل نجيب محفوظ ليست مجرد رواية ولكنها معركة حضارية فاصلة، وعلامة تنويرية فارقة، وتوفيرها للقراء المصريين وإطلاعهم عليها هو تحد حضارى يجب أن يتصدى له كل من له إهتمام بالثقافة وبمستقبل الإبداع فى هذا الوطن، فنجيب محفوظ بعد أن مات مازال المتطرفون والمتعصبون يصدرون بياناتهم تحت إسم المراجعات، ويقولون بأسلوب بهلوانى مفضوح أن الراحل قد تاب وأناب عن روايته المحظورة، ولذلك هم يصدرون فرمان العفو عنه، وأن الشاب الذى حاول إغتيال نجيب محفوظ لو كان قد إستشار قادة الجماعة الإسلامية ماكانوا قد وافقوا على القتل!!، ياسلام بهذه البساطة، وكأن نجيب محفوظ هذا العقل الإبداعى الجبار مجرد سمسار أو ساعى بريد عند هؤلاء المتأسلمين، لابد أن يقبل أعتابهم ويأخذ أذونهم قبل أن يتصدى لكتابة أى قصة أو رواية، فهم يعتبرون أنفسهم وكلاء قطع غيار الفكر المصرى وسماسرة الآخرة وكهنة صكوك الغفران، ولذلك يوزعون أوراق الإفراج والبراءة على من يريدون، ويسحبونها ممن يريدون فيكفروهم ويغتالوهم معنوياً وجسدياً.

ولم يقتصر الحال على المنخرطين فى تنظيمات إرهابية، ولكن إمتد الأمر إلى بعض رجال الأزهر الذين صرحوا فى الصحف أنه لايجب الحديث فى أولاد حارتنا وإثارة اللغط حولها مثلها مثل الفتنة الكبرى، ومن باب إذكروا محاسن موتاكم طالبوا بإغلاق الموضوع لأن الرجل تاب عنها قبل موته!، وبالطبع صدق بعض البسطاء إشاعة الرواية الملحدة الكافرة، ومدوا الخط على إستقامته وقاموا بتكفير نجيب محفوظ نفسه بعد وفاته، كما كفره عمر عبد الرحمن أثناء حياته، وإلتقط هذه الفتوى مراهق عابر واستل سكيناً ليغتال أجمل صوت روائى عرفته الأمة العربية قاطبة.

القضية بعد وفاة نجيب محفوظ إنتقلت من خانة إعادة الاعتبار للرجل بعد وفاته وإنقاذه من مقصلة التكفير، إلى خانة ومساحة أكبر وأوسع وأشمل وأرحب، وهى خانة الصراع بين التنوير والظلام، هل نختار أن نساق مثل الغنم استجابة لوساوس مرضية وهلاوس نفسية نتيجة لكبت وتهاويم البعض ممن يفسرون ويقرأون كل إبداع فنى من خلال نظارات فقهاء القرن الأول الهجرى؟!، إن القضية أصبحت الآن لا تحتمل المهادنة ولا الطبطبة ولا المماينة ولا إمساك العصا من المنتصف، بل أستطيع أن اقول أن الأمر تعدى وصية نجيب محفوظ بألا تطبع فى مصر إلا بعد موافقة الأزهر، فالرواية ليست إرثاً مادياً ولا هى قطعة أرض أو شقة تمليك، ولكنها دلالة حضارية وخطاب تنويرى واختبار حقيقى لمدى وعى الناس، وتدريب مهم على كيفية قراءة الرواية ومن ثم أى عمل فنى، وهى بكل هذه المعانى تتخطى حاجز مقتضيات التوريث والوصايا، ولم تعد ملك نجيب محفوظ وحده، وإنما هى ملكنا جميعاً، ملك كل إنسان مصرى يحترم الإبداع وحق الاختلاف والتفكير، ملك كل إنسان يريد استخدام عقله، هذه الهبة الربانية التى عطلناها وبعناها تأجير لكل عابر سبيل يحشوها بخزعبلات وتخاريف، ويطالبنا بالترغيب والترهيب، وبسيف المعز وذهبه، أن نقبل قدميه ونتوب على يديه، لأنه يدعى أنه يحتكر الحقيقة، ويصر على أنها بوجه واحد مع أنها ذات أطياف متعددة ووجوه مختلفة كقطعة الماس.

الدولة تقف موقفاً متخاذلاً من طباعة رواية أولاد حارتنا، ومازال تقرير الأزهر الصادر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عابراً للزمن وسارياً حتى اليوم، مازال سيفاً مصلتاً على رقابنا حتى هذه اللحظة، الدنيا تغيرت والقوانين تبدلت والأحزاب أعلنت والاشتراكية صارت رأسمالية والقطاع العام تخصخص والمواطن المصرى تعصعص... الخ، كل هذا قد تغير وتبدل وتحول إلا هذا القرار الأزهرى السرمدى بتكفير رواية نجيب محفوظ، ظل جاثماً رابضاً يتحدى الزمن مثل تمثالquot; أبو الهولquot; والمادة 76!، حاول البعض الفكاك من أسر هذا القرار السرمدى الأزلى الكهنوتى وطباعة الرواية، إلا أن سوط المتأسلمين وصوت المتطرفين جعل كل من فكر فى نشر الرواية يلملم أوراقه ويؤثر السلامة ويطلب الستر ويكمل تربية العيال، حتى المؤسسة الرسمية دار الهلال والأستاذ مجدى الدقاق رئيس تحرير أقدم مجلة ثقافية مصرية وهى مجلة الهلال، فشلت محاولاته فى إصدارها برغم ثقل المؤسسة الرسمى وعلاقات مجدى الدقاق القوية مع مراكز صنع القرار، باءت المحاولات بالهزيمة، وعاد الكل خلف در كما كنت إلى المربع رقم واحد، وأصاب الخرس الجميع، وأطلقوا على هذا التصرف عقلانية مع أن العقل يقول أن منع الرواية هو منتهى اللاعقلانية.
إنطلاقاً من أن نشر الرواية معركة حضارية وليس مجرد نشر ومطابع وتصاريح وتسلية، فأنا أقترح على جيل الشباب الذى لم يتلوث بعض بفيروس السكوت والمماينة أن يقوم عشرون أو ثلاثون شاباً من محترفي الإنترنت بإنشاء موقع يطلقون عليه أولاد حارتنا دوت كوم وينشرون فيها الرواية كاملة، كل منهم يكتب جزء أو فصلاً، حتى ينتهوا من كتابتها وتنقيحها فى أسبوع وينشرونها على الإنترنت، وأتمنى من الناشر إبراهيم المعلم ألا يرفع عليهم قضايا وأن يترك رواية أولاد حارتنا فقط للنشر العام مناصرة للتنوير ونظراً لأهمية القضية، وبرغم أنها منشورة على مواقع كثيرة مثل منتدى أزاهير الأدبي ومنتدى الساخر ومواقع مثل
http://abooks.tipsclub. com/index.php?act=viewamp;id=989
www. wa6an.net
http://www. megaupload. com/?d=R7ITV3F8،
إلا أننى مصر على أن يكتبها وينقحها الشباب المصرى وليس غيره لأن
القضية قضيته و لأن فعل كتابة الرواية ونسخها على الإنترنت سيمنح شحنة معنوية هائلة للجميع ممن يريدون لهذا الوطن الرفعة والتقدم، ويجعل القضية قضية عامة، قضية وطن وليست قضية فرد، ومن سيريد قراءة الرواية سيقرأها مجاناً على الإنترنت أو يطبعها فصلاً فصلاً ضغطاً للنفقات، أو ينقلها على سى دى بأقل من جنيه واحد، وحينها ستنتشر الرواية، وتصبح فى متناول يد وعقل وقلب كل فرد مصرى بسيط ممن كتب عنهم ولهم نجيب محفوظ، بدلاً من شراء الرواية فى نسختها اللبنانية التى تتجاوز المائتى جنيه، إنها محاولة من محاولات ثقافة التحايل التى يمارسها المصرى والتى كتب عنها د. على فهمى عالم الإجتماع الكبير، هذه الثقافة التحايلية التى تبدأ من إبتكار عشرات الأنواع من أكلات الفول وإنتهاء بأقفاص الجرجير والفجل على الأرصفة تحايلاً على الفقر، مروراً ببيع التمغة وركن العربيات وبيع الفل فى الإشارات وطبع المذكرات فى الجامعات وتوصيل أسلاك الدش الشعبى للفضائيات..... الخ، وأتمنى لهذا الموقع ألا يكون موقعاً لنسخ الرواية فقط، بل أطمح إلى أن يجمع فى خطوة لاحقة المقالات التحليلية لهذه الرواية البديعة، والقراءات المتعددة الفاهمة والواعية لها، وظروف كتابة هذه الرواية ويومياتها، وحكاية منعها، وتقرير الأزهر الذى حاكمها ومنعها، وممكن إضافة تسجيل quot; AUDIOamp;videoquot; quot; للأحاديث الإذاعية والتليفزيونية لنجيب محفوظ والتى تحدث فيها عن الرواية، ومن الممكن أيضاً إنشاء قسم للروايات والكتب الممنوعة والمسكوت عنها والمصادرة فى مصر، هذه مجرد إقتراحات وأنا واثق فى الشباب الذين أبدعوا بمدوناتهم على الإنترنت عالماً بديلاً لثرثرات الكبار، إنهم سيكرمون نجيب التكريم الذى يستحقه والذى حرم منه فى جنازة السلطة الباردة المسلوقة المعلبة المنشية!، وأثق في أنهم سيستعيدون لنجيب محفوظ حقه الضائع، وبالتالى حق الوطن الضائع، حقه فى عقل جسور لا يخاف، وإبداع لايعرف الأسوار، ودهشة تتعدى المألوف وتتخطى المرسوم والبديهى والمفروض، ففى الإمكان دائماً أبدع وأجمل مما كان.

بنك العظام المصرى معجزة علمية قتلها الجهل!
فى طب قصر العينى بنك للعظام سعى فى إنشائه بجهد خرافى د. حلمى الحديدى أستاذ العظام ووزير الصحة السابق والسياسى المخضرم، وتكلف عشرات الملايين حتى أصبح قلعة طبية متفردة لايوجد مثيل لها فى الشرق الأوسط إلا فى إسرائيل، ولكن لأن إسرائيل بلد تفكر ولأن مصر أصيب فيها التفكير بشلل مزمن حتى أصبح العقل كسيحاً، تطور بنك العظام الإسرائيلى ومات بنك العظام المصرى، وقبل أن نعرف لماذا مات بنك العظام المصرى لابد أن نعرف فائدة هذا البنك، إنه بإختصار معجزة علمية وطبية أن يكون لديك بنك فيه عظام جاهزة لعلاج وإستبدال أى عظمة فى الجسم، تريد أن تغير عظمة فخذ أصابها السرطان... ممكن من خلال البنك، تريد إستبدال عظام الحوض بالكامل.. ممكن من خلال البنك، تريد أن تجرى عملية إستبدال مفصل وتريد الإحتفاظ بالصفة التشريحية له كاملة وسليمة بدلاً من المفصل الصناعى... ممكن من خلال البنك، إنه بإختصار هيكل عظمى كامل تحت الطلب فى أى لحظة، ولكن هل يحدث شئ من هذا؟، الإجابة للأسف لا، لماذا؟ بسبب فتوى من رجل دين، وحماقة من طبيب تخدير.
رجل الدين أفتى بعدم جواز التبرع بالأعضاء من متوفى حديثاً، والطبيب إتبع هذه الفتوى وحارب من أجلها وقاد تنظيماً طبياً إرهابياً لمنع زرع الأعضاء، ومات بنك العظام بالسكتة الدماغية كما مات من قبله بنك القرنية، وبالطبع quot;طظ quot; فى المرضى، مشلول ما يهمش، مكسح مالناش دعوة، المهم نمشى الفتوى وخلاص!!، وتعيش القسوة والتزمت، وتموت الرحمة والإنسان، والكل ساكت، والجامعات فى الغيبوبة، ووزارة الصحة فى الطناش، والغلابة فى الباى باى!