يقال و العهدة على الراوي (و هو موضع ثقة لدينا) من أن إجتماعا خاصا قد عقد قبل شهور في أحد المطاعم اللندنية لبعض القيادات الكردية ذات الوزن الثقيل و التي نحجم عن ذكر أسمائها حاليا تم خلاله الحديث عن الإحتقان الطائفي في العراق و التقاتل المرير بين السنة و الشيعة في الوسط العراقي العربي، فكان تعقيب (الكاكا) المهم يعبر عن أقصى درجات الميكافيلية حينما قال و بالحرف الواحد : { عمر قتل علي... خلي علي يقتل عمر }
!! و أعتقد أن الجملة الأخيرة تختزن و تعبر عن الصورة العامة لميكافيلية الأحزاب الكردية و قياداتها التي تعيش اليوم عصر هيمنتها الذهبي في ظل الصراعات الدموية الحمقاء بين عرب العراق و التي هيأت الأحزاب الكردية في العراق لتلعب أدوارا أكبر منها بكثير، بل أن تلكم الأحزاب قد تسللت و هيمنت على مرافق الدولة العراقية بدءا من الرئاسة الأولى و ليس إنتهاءا بالسياسة الخارجية و البعثات الدبلوماسية التي أعطت إنطباعا مزيفا و غير دقيق عن الحالة القائمة في العراق وهي حالة مشوشة بشكل عام تتداخل فيها الفوضى التي سببتها حماقات السياسة الأمريكية الخرقاء التي هشمت العراق كدولة و مؤسسات وزرعت بذور التقسيم و رعت كل النفايات الطائفية في مجتمع لم يتخلص بعد من بذور الفاشية و من العقلية العشائرية و من الروح الطائفية المريضة، وأنا حينما أتحدث عن نفاق الأحزاب الكردية أفصل فصلا بينا وواضحا بين الشعب الكردي الشقيق و مصالحه الحيويه وحقه الكامل و الصريح في تقرير المصير بل في دولته المستقلة، و بين بعض القيادات و الأحزاب التي تحاول مصادرة حتى الرأي الكردي الحر ذاته و التي تلعب اليوم لعبة طائفية و سياسية في منتهى الخطورة في عراق اليوم و تحاول تطويع القوانين و ركوب الدستور من أجل فرض هيمنة واسعة تتجاوز بكثير حدود المصالح الكردية، و أنا تحديدا لم أكن في يوم ما شوفينيا وسوف لن أكون مطلقا و تاريخي السياسي يشهد لي و لن تستطيع كل الحملات المضادة التي ستثار ضدي من أن تشوه الوقائع و التواريخ أو أن تحرف من الثوابت، لأن ما يجري من مؤامرة تفتيتية في عراق اليوم هو ملف شائك تقف خلفه مصالح و توجهات سرية و مشبوهة هي نفسها المستفيد الأول و الأكبر من حالة التشظي و الحرب الطائفية القائمة بوتيرة مجنونة لا نظير لها في التاريخ العراقي الحديث، و الكلمة الأخيرة و التي هي عنوان المقال هي تعبير مختصر عن توجهات بعض السياسيين الأكراد الذين يشاهدون تردي الوضع العراقي بل و يتمنون تصعيد الموقف و تسخين التقاتل من أجل تغيير المشهد السياسي في الشرق الأوسط لصالحهم و صالح مشاريعهم العائلية و العشائرية و الإقطاعية، و لنتكلم بصراحة و مباشرة أكثر، لقد هيمن الأكراد في عراق اليوم على رئاسة الجمهورية و باتوا يطلقون التصريحات التي تخالف الرغبة الشعبية العامة في العراق و لعل تذكر ملف الموقف من الحكم بإعدام صدام قد تنشط الذاكرة، كما أن هيمنتهم المباشرة على وزارة الخارجية العراقية قد حولت تلك الوزارة لجسم متكرش و فاشل بل و معوق لا سيما و أن ملف التجاوزات في تلك الوزارة لم يفتح بعد و لم يسلط عليه الضوء لأسباب عديدة! كما أن حكايات و روايات تجنيس آلاف الأكراد الإيرانيين و الأتراك و السوريين بالجنسية العراقية قد أضحت من أحاديث الهزل السياسي للحكومات العراقية المتعاقبة العاجزة التي يتبدل فيها الوزراء ما عدا الوزراء الأكراد (سلام الله عليهم) الذين يرتعون و ينهلون من حيث لا يحتسبون و بشكل لم يكونوا ليحلموا به في سالف العصر و الأوان لولا غباء وحماقة وإجرامية النظام البعثي البائد الذي وفر مجالات البروز لعناصر معروفة الإرتباطات و التوجهات و التاريخ الدموي الحافل غير تاريخ التحولات السياسية الشقلبانية للقادة الأكراد خصوصا و أن صور القبلات الحميمة مع النظام البعثي البائد لم تزل مرتسمة في الذاكرة رغم جبال الدم الكردية التي أهدرت في الأنفال و غير الأنفال، السفارات العراقية هي اليوم مهزلة حقيقية في العجز و الفشل و عدم التواصل مع الشعوب و خصوصا في العالم العربي! و كما تعلمون فإن (تكريد) السياسة الخارجية للعراق هي الخطوة الأولى و اللازمة لعزل العراق عن محيطه العربي بحكم الواقع و الضرورة، أما حكايات الفساد الإداري و الحصانة التي يتمتع بها بعض المسؤولين الأكراد فهي من أكبر المهازل المؤلمة في العراق الجديد عراق الطائفية و المحاصصة و التدهور الشامل، هل تتذكرون إختلاس و سرقة أكثر من 300 مليون دولار من ميزانية وزارة الدفاع العراقية أيام حكومة السيد أياد علاوي ؟ و التي كان فارسها أحد الأكراد الذي تحدى الحكومة و الدولة أو أي أحد يتجرأ على مساءلته!! وقتها لم تتم محاسبة ذلك الكردي المسؤول لأن شقيقه عضو مهم في الحكومة أولا و لأن شقيقه الآخر يعمل مسؤول مهم في سفارة العراق في الرباط المغربية ثانيا و فعلا (فقد نعم الكرد بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل)!! أما أموال النفط و عائداته و كيفية التصرف به من خلال عقد الصفقات النفطية الخاصة في النرويج و شمال أوروبا و غيرها فتلك من أحاديث المساء و السهرة التي لم تتسرب أنبائها بعد بالكامل للمحيط الخارجي فهيمنة الأحزاب الكردية على الملف النفطي قد بلغ من الفظاعة حدا إستفزازيا!، و لعل قمة الإبتزاز الذي تمارسه الأحزاب الكردية تمثل في تشويه سمعة كل من يتصدى لهم و لمخططاتهم من العرب بتهمة (الشوفينية)!! وهي نفس التهمة التي يلصقها بعض اليهود ضد المعادين للصهيونية عبر وصف (عدو السامية)!!، و هنا أتساءل ببراءة مطلقة بعد أن هيمنت الأحزاب الكردية على مناصب الدولة العراقية الرئيسية و المفصلية و الحساسة هل يتمكن مواطن عراقي من الجنوب أن يكون رئيسا لإقليم كردستان ؟ أو رئيسا لمجلسها الوطني ؟ أو وزيرا في حكومة العشيرة هناك ؟ أم أنهم باتوا في كردستان يفرضون الإقامات و لربما يشترطون توفر (الكفيل الكردي) كشرط لإقامة العراقيين العرب الذين يرأس الأكراد جمهوريتهم!! و يمثلونهم خارجيا في مهزلة قد بلغت الذروة ؟.
يقال أن وزارة الخارجية العراقية (الكردية) قد قررت فتح سفارات جديدة في العالم و منها مملكة النرويج وقد رشحت لشغل السفارة في أوسلو أكراد من المقيمين في النرويج لا يعرف لهم تاريخ نضالي في مقاومة الفاشية البعثية سوى كونهم أكراد.... فهل تكرد العراق ؟ وهل يعي عرب العراق من السنة و الشيعة من المتقاتلين على هوية (الفاصوليا) بحجم التسلل الخطير للجماعات الكردية ؟... إنه ملف خطير سنتابع دقائقه و تفاصيله لأننا لا نرغب في أن يتحول الأكراد ل (تكارتة العهد الجديد)!!... وهو عهد الخراب المقيم... أينكم يا عرب العراق ؟... و الله حالة... و الله طرطرة...!.

[email protected]