-1-

انتهينا منذ أيام في مدينة زيورخ، من انشاء (منظمة الدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا) (ميموا) واسمها بالانجليزية:
Middle East Minorities And Women Association (MEMWA)
فاحفظوا هذا الاسم جيداً، لأنه سيكون له شأن عظيم في مقتبل الأيام.
احفظوه، لأنه اسم أول منظمة في تاريخ العرب منذ 14 قرناً، تقوم بالدفاع عن حقوق الأقليات في الشرق الأوسط وشرق افريقيا.
احفظوه، لأنه جمع نخبة من أرقى المثقفين والمفكرين والباحثين والاعلاميين ليس من بني قومي العرب فقط، ولكن من معظم الأقليات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
احفظوه، لأنه يريد أن يُسمع صوت الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ليس للأنظمة العربية والإسلامية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا فقط، ولكن لكل صُنّاع القرار في العالم، والمدافعين عن حق الانسان بالعدالة والمساواة في المواطنة.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها ليست - كما يظن البعض ndash; دعوة انفصالية للأقليات، لكي تأخذ حصتها من الوطن، وتنفرد بنفسها ولنفسها، وتشكل كانتونات وأوطاناً مصغرة.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها جاهدة وجادة ومصممة على وضع القيم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الانسانية، في موضعها الصحيح والسليم، بالنسبة لكل فرد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها ليست منظمة انقلابية على الانظمة العربية القائمة، ولكنها صوت اصلاح لهذه الأنظمة. وهي منظمة حقوقية انسانية، تسعى للمطالبة بحقوق الأقليات والمرأة بالتي هي أحسن، وبالكلمة الطيبة، والحجة المقنعة.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها لن تحمل السلاح، ولن تستعمل العنف، ولن تريق دماً، ولن تزهق روحاً، ولا تطالب بسلطة سياسية، أو حصة مالية في أي وطن من الأوطان، بقدر ما تطالب بالعدالة والمساوة لجميع المواطنين، بغض النظر عن جنسهم، ولونهم، ودينهم، ولغتهم.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها سوف تقوم بمعارضة قوية ضد اقامة الأحزاب الدينية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وهي التي بقيامها ابتليت هذه المنطقة من العالم بكل هذا التمزق والتشرذم والارهاب وعدم الاستقرار.
فلا مشروعية للأحزاب الدينية، وليبق الدين مقدساً، بعيداً عن نجاسة السياسة ودنسها.
احفظوا اسم هذه المنظمة جيداً، لأنها سوف تتمسك وتلتزم بالديمقراطية، والإخاء الانساني، والاحتفاء بالتنوع الانساني، والتمسك باعلان حقوق الانسان، وتعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف الأقليات لدفع المظالم التي تقع على ابنائها.
هذا هو ملخص quot;اعلان زيورخquot; الذي صدر، ليعلن عن قيام هذه المنظمة الانسانية العالمية باسم (منظمة الدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا) ومركزها زيورخ، ولها فروع في كبريات مدن العالم.

-2-
لقد ناضلت الأقليات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعلى مدار عصور طويلة، من أجل نيل حقوقها في المساواة بالمواطنة مع باقي سكان هذه المنطقة. ولكن هذا النضال رغم طوله، ورغم ثمنه الغالي، من الدماء والأرواح، لم يؤدِ الى نجاح الأقليات في نيل حقوقها كاملة إلا في بعض المناطق القليلة في هذه المنطقة، ومنها الكرد في شمال العراق، وحديثاً بعد عام 2003، وزوال العهد الاستبدادي التسلطي.
واليوم تتآلف الأقليات، وتوحّد صوتها وصفها عبر هذه المنظمة، وتشكّل 120 مليون نسمة، وهو عدد لا يستهان به، وله صوتٌ عالٍ وفعّالٍ ومؤثر. ولذا، أصبحت كل أقلية في العالم العربي تشدُّ من أزر وعضد الأقلية الأخرى. فلم يعد صوتُ الأقباط في مصر، ولا صوت الكرد في العراق وتركيا وسوريا وايران، ولا صوت الأمازيغيين في المغرب العربي، وغيرهم من الأقليات صوتاً واحداً منفرداً وخافتاً.
أصبح الجميع صوتاً واحداً وعصبة واحدة، كعصبة الأمم المتحدة. وكأن هذه المنظمة هي quot;منظمة الأقليات المتحدةquot;، التي سوف تكون صوت المحرومين والمضطهدين في هذه المنطقة.
وإذا اضيف الى هؤلاء صوت المرأة في هذه المنطقة، فهذا يعني بأن هذه المنظمة الدولية الانسانية، أصبحت تمثل أكثر من 250 مليوناً من سكان هذه المنطقة. وهو ما سيعطيها القوة الشرعية الدولية اللازمة للدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة المقموعة في هذه المنطقة.

-3-
عندما سألت اللورد عدلي ابادير - كما يطلق عليه ابن خلدون المصري سعد الدين ابراهيم - عن سرِّ اندفاعه وحماسه وسخائه المالي لتأسيس مثل هذه المنظمة، وتثبيت أسسها، ثم دعوة رجال الأعمال والمال من هذه الأقليات لدعمها مالياً، قال لي:
هذه هي كلمتي الأخيرة للعالم.
انني بكل بساطة، لا أريد لأحد من الأقليات أن يتعذّب كما تعذبت، باعتباري أحد ابناء هذه الأقليات.
لا أريد أحداً منهم أن يتشرّد في المهاجر والشتات كما تشرّدت.
ولا أريد لأحد منهم أن ينام على الاسفلت كما نمت، لا لشيء إلا لأنني قبطي، وأطالب بحقي في المساواة والعدالة والمواطنة التطبيقية الحقة، وليست المواطنة الشعارتية والدعائية السياسية.
وتابع يقول:
أريد قبل أن أموت، وأنا العليل، والطاعن في السن (88 سنة)، أن أرى ألف زهرة تتفتح في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقد عاش الجميع بسلام ومحبة.
تلك هي كلمتي الأخيرة للعالم.
فهل ينتظرُ رجلٌ كعدلي ابادير في هذه السن، وهذه الظروف الصحية، غير تحقيق مثل هذه الأمنية الانسانية الجليلة؟
لا أظن ذلك.
السلام عليكم.