في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ستزِّف سوريا quot;عرسها الوطني للديمقراطيةquot;، حسبما جاء على لسان وزير الداخلية السوري quot;الديمقراطي جداًquot; اللواء بسام عبد المجيد، وغيره من الوزراء والمسؤولين quot;الفوق ديمقراطيينquot;، المطبّلين والمزمّرين، ليل نهار، من فوق الكرسي ومن تحته، لquot;ديمقراطيةquot; quot;سورية بعثهمquot;، التي اختُزِلت على مدى أكثر من ثلاثة عقودٍ ونيف، إلى quot;عزبةٍ تحت الطلبquot; لآل الأسد.
منذ قيام الأسد الأب بقيادة quot;حركته التصحيحيةquot;(13 أكتوبر/تشرين الأول، 1970) ومن ثم إلغائه لإزدواجية الحكم وتسلمه لمهام رئاسة الدولة(22 فبراير/شباط، 1971)، مذاك وحتى هذا البرلمان المعيّن والمكلّف سلفاً(برلمان ما بعد 22 أبريل/نيسان الجاري، 2007)، وسوريا محكومةٌ بquot;قرداحةٍquot; واحدة، ممثلةً في شبح ديكتاتورٍ واحد، هو من الأسد إلى الأسد.
فمنذ quot;ربيع الحركة التصحيحية 1970quot; إلى quot;ربيع دمشق 2001quot; والديكتاتور هو هو، وسوريا هي هي: سوريا(حكومةً وبرلماناً، أرضاً وشعباً) هي للأسد ولآله وصحابييه وتوابعهم quot;الصالحينquot;، أما الأسد ومن لف لفه ولف حكمه quot;المنزّل والأكيدquot;، فهم على سنة quot;الله الدستورquot;، لذواتهم ولذوات ذوي قرابتهم، quot;فالأقربون أولى بالحكمquot;!!!
لن أحشر نفسي في فتح ملفات quot;جمهورية الخوفquot; الكبرى(وما أكثرها في quot;سوريا الأسدquot;)، لأن quot;سوريا المغلوبة على أمرهاquot; من يوم يومها، تُعدَم، وتُسجَن، وتُغتصَب، وتُسحَل، وتُنتهَك، وتُنهَب، وتُدمَّر، وتُقبَر من الألف إلى الياء، من جهة حكامها quot;الأسديينquot; الواحديين quot;الأبديينquot;، تحت راية حزبهم الواحدة، من أجل وحدتهم الواحدة، وحريتهم الواحدة، واشتراكيتهم الواحدة، وعلى المكشوف، طالما هم أعلنوها، على الملئ، quot;شرعاquot;، وعلى سنة quot;الدستورquot;، أن سوريا هي لهم(إلى الأبد لآل الأسد).
ما يهمني هنا، وبمناسبة هذا quot;العرس الديمقراطيquot; المفترض والمرشوش على الورق، لسوريا المغتصبة من الداخل قبل الخارج، وفي دمشق قبل الجولان، هو أن أسجّل سؤالاً، ههنا(على سبيل المثال لا الحصر)، معلوماً، تهم مواطنٍ مكتوم القيد من أمثالي، على هامش quot;توزيعquot; وزير الداخلية السوري، لquot;صكوكquot; الإنتخاب، وإعلانه لquot;عدد المواطنين المسجلين في القيود المدنية ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر في 1/1/2007 والبالغ 611 967 11 مواطناquot;(جريدة تشرين: 19.04.07).
ما يهمني في سياق هذه الحمية أو الحمّة quot;الإنتخابيةquot; التي ليس فيها، حقٌ للإنتخابات خلا إسمها، حيث الإنتخاب هو حقٌ ممنوعٌ من الصرف في قواعد ونحو quot;سوريا القرداحةquot;، هو أن أسأل عن إسمي quot;الأحمرquot; المكتوم القيد، أرضياً وسماوياً ، والذي سقط بالضرورة، كشأن بضع مئات ألوفٍ من الأكراد السوريين، عن سجلات سيادة وزارة الداخلية السورية لصاحبها اللواء بسام عبد المجيد.
فهل نسي سيادة الوزير الداخلي، أنّ في داخل سوريا حوالي 300 ألف كردي في محافظة الحسكة، أبعدوا بقرارٍ داخليٍّ سوري، منذ عقودٍ quot;داخليةٍquot; خلت، وبأيدٍ داخلية(وليس خارجية من إسرائيل ومشتقاتها الخارجيات)، من quot;الوطنية السوريةquot;، وأسقطوا quot;شرعاً وقانوناًquot;، كquot;مواطنين سوريينquot;، وذلك بحكم المرسوم الجمهوري رقم 93 الصادر بتاريخ 23.08.1962 والمعروف بquot;قانون الإحصاء الإستثنائيquot;، حيث تم بموجبه تحريمهم من كامل حقوق المواطنة وماقبل المواطنة وما بعدها. وهؤلاء الquot;خارج وطنيونquot; الذي يُسمون في الدوائر الرسمية بquot;الأجانب ومكتومي القيدquot;، محرومون من كافة الحقوق الquot;تحت والفوق ـ مدنيةquot;، فضلاً عن حرمانهم من حقوقهم الثقافية، والقومية، والسياسية.
ليس هذا فحسب، وإنما يُمنع على هؤلا الكرد السوريين أباً عن جد، حتى حق التملك الحر، والتعليم الحر، والعمل الحر، والإنتساب الحر، والتنقل الحر داخل سوريا، وخارجها بالطبع، حيث هم ممنوعون من السفر خارج القطر منعاً باتاً، كما تصرّح به الوثيقة الحمراء المعروفة باسم quot;إخراج قيدquot;.
أكتفي بهذا البعض الكردي المطرود، بquot;قرارٍ وطنيquot;، لquot;دائرةٍ وطنيةquot;، من حق الإستغرق الطبيعي في الهوية الوطنية.
وهذا غيضٌ يسير من فيضٍ كثير.
فعن أيّ quot;عرسٍ وطنيٍّquot; تتحدث يا سيادة الوزير الداخلي، وسوريا(خلا حكامها ومنتفعيها الدائمين) تعيش منذ حوالي أربعة عقودٍ ونيف(1963)، بكلّ مكوناتها إلإثنية والعرقية والدينية والمذهبية واللغوية، تحت خط الوطن والوطنية؟
أي quot;عرسٍ ديمقراطيٍّquot; ستزّفونه وتدبكونه، وأنت و quot;رَبعكquot; من الراكبين على ظهر سوريا، يا حضرة الوزير الداخلي، وبعثكم quot;المجيدquot; منذ انقلاب 8 مارس/آذار 1963 السيء الصيت، لا يزال رغماً عن أنف الذي يريد والذي لا يريد، هو القائد الملهم للمجتمع والدولة وquot;الجبهة الوطنية التقدميةquot;، حسب المادة الثامنة من مواد الدستور الأساسية، لquot;جمهورية البعث العربي السوريةquot;؟
بأية quot;وحدةٍ وطنيةquot; تنبئون، ودولتكم quot;النبيةquot; تؤلّب من خلال قنوات أجهزتها الأمنية ومشاريعها العنصرية الطائفية، كل الوطن على كل الوطن: العربي على الكردي، والعلوي على السني، والمسلم على اللامسلم، والفوق على التحت؟
أية quot;اشتراكيةٍ وطنيةquot; هي التي حلفتم quot;اليمين البعثيquot; بها، لترسوننا على شواطئها الدافئة، الكافية المكتفية، وحوالي 30،13% من مجموع سكان سوريا البالغ تعداده 19 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، حسبما جاء في أحدث دراسةٍ اجتماعية سكانية معتمدة(أبريل/نيسان، 2007) ل د. وائل الإمام عميد المعهد العالي للدرسات والبحوث السكانية (
http://www.thisissyria.net/2007/04/12/syriatoday/119.html
بأية quot;حرية وطنيةquot;، توهموننا نحن السوريين الغلابة، عرباً وكرداً، وآشوريين، وأرمن، وشركس، وتركمان، وسنيين، وعلويين(خارجين على العائلة الأسدية المالكة)، ومسيحيين، وإيزيديين، ودرزيين، وإسماعيليين، ولادينيين ، وأنت مع كل طبقتك من الحكام المنتفعين المالكين لسوريا، والقابضين على حكمها حكماً مبيناً، لم تتركوا غرفة نومٍ واحدة لم تدوسوها بأجهزة مخابراتكم(وما أكثرها)، التي حولت الكلّ إلى quot;مخبرجيquot; يخبر عن وعلى الكل؟
بquot;آلاء أي ربٍّquot;، ولأجل أية انتخاباتٍ برلمانية quot;شرعيةquot;، quot;قانونيةquot;، quot;نزيهةquot;، quot;شفافةquot;، quot;شريفةquot;، quot;تنافسيةquot;، وquot;حرةquot;، تكذّبون، وكل quot;الشرعيةquot;، وكل quot;القانونquot;، وكل quot;النزاهةquot;، وكل quot;الشفافيةquot;، وكلquot;النزاهةquot; وquot;المنافسةquot; وquot;الحريةquot;، مختزلةٌ في صورة الرئيس الواحد، الكبيرة جداً، التي هي أكبر من صورة الوطن، والمعلقة على طول سوريا وعرضها، كاختزالها الذي لا مفرّ منه، في صورة quot;بعثهquot; الواحد، ونظام مخابراته الشمولي الواحد الأحد، الذي لا شريك له؟
كفاكم احتكاراً لسوريا، وquot;إرهاباً وطنياًquot; على من وما فيها.
كفاكم quot;إحتلالاً وطنياًquot; لسوريا التي استبحتم فيها ، آخر ما تبقى منها من وطنٍ.
كفاكم quot;لعباً وطنياًquot; على وطنٍ خربتموه شر تخريبٍ.
كفاكم quot;كذباً وطنياًquot; بحجة ضرورة quot;الداخل الوطنيquot;، وquot;الطارئ الوطنيquot;، وquot;الإصطفاف الوطنيquot;، وquot;المواجهة الوطنيةquot;، وغيرها من quot;الوطنيات الجاهزةquot;، التي أكل الزمن عليها وشرب، على السوريين، شرّ تكذيبٍ.
كفاكم تخويناً لسوريين، طالما طاب لكم أن تتهموهم بquot;البعبع الخارجيquot;، وخطركم كquot;بعبعٍ داخليquot;، هو أعظم.
كفاكم quot;تمثيلاً وطنياًquot;، وquot;ضحكاً وطنياًquot;، على خارجٍ خبركم ، وعلى العلن، في quot;الفوقquot; وفي quot;التحتquot;، كما خبر من قبل، شقيقكم التكريتي في البعث، وفروع المخابرات، والمقابر الجماعية، والقتل quot;الحلالquot;، وحملات الأنفال.
كفاكم quot;تسعاتٍquot; في نتائج انتخاباتكم quot;التسعاويةquot;(99،99) المفصّلة على مقاس بعثكم التسعاوي، quot;الكامل المكمّل إلا شوَّيةquot;، تفصيلاً تسعاوياً مبيناً.
كفاكم quot;كلاماً خشبياًquot; عن حكوماتٍ خشبية، وبرلماناتٍ خشبية، وانتخاباتٍ خشبية، محكومةٍ بحاكمٍ واحدٍ أوحد يحكم البلاد والعباد، بالحديد والنار.
خذوا دينكم وبعثكم وانتخاباتكم، ودعوا سوريا أن تدين بمن تشاء وأن تنتخب لمن تشاء، فquot;من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرquot;.

[email protected]