ورد في مقالتي quot;فقهاء التجهيل و فتاوي حسب الطلبquot; المنشورة في إيلاف بتاريخ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، فتوى منسوبة للشيخ سليمان بن صالح الخراشي يكفّر فيها سبعين من الكتاب والمفكرين والمثقفين العرب، واعتبرت أن هذا النوع من فتاوي التكفير كارثة لا مثيل لها، لأنها تؤسس لمنهج التكفير بدلا من التفكير،وجادلت بأن مجرد قراءة مؤلفات هؤلاء السبعين يحتاج لما لا يقل عن سبعين باحثا ولسبعة سنوات على الأقل كي يفنّدوا ما ورد في هذه المؤلفات من أفكار تستدعي التكفير والخروج من الملة.

وقد تسلمت بتاريخ الخامس من أبريل الماضي رسالة من الشيخ سليمان بن صالح الخراشي، جاء فيها:
quot;الأستاذ الكريم أحمد
السلام عليكم
اطلعت على مقال لكم ذكرتم فيه أنني كفّرت سبعين مثقفا. وأفيدكم أن الفتوى مكذوبة عليّ من موقع هزلي اسمه موقع أم أنس، وفيه كذب على غيري محاولة للتشويه. أحببت اطلاعكم.
وفقكم اللهquot;.

وفي نفس التاريخ وصلتني رسالة من البريد الإليكتروني:
dy_yol@yahoo. com
ورد فيها: quot;بشأن الأمثلة التي ذكرتها على الفتاوي، هناك فتاوي نسبت لأشخاص أعلم أنها كذب عليهم لم يقولوه. ستهتم بكلامي إذا كنت تتحرى الأمانة والعدل حتى بالنسبة لخصومك، أما إذا كنت ترى أن الغاية تبرر الوسيلة فهذا شأنك. كمثال على ذلك فتوى عثمان الخميس وسعد الغامدي بشأن دخول المرأة للأنترنت، فهذه الفتوى مصدرها موقع يسمى موقع الداعية أم أنس، وهذا الموقع خدع به أناس كثيرون لأنه ينشر فتاوي مفبركة وينسبها لبعض العلماء بهدف تشويهمquot;.
و لأنني فعلا أتحرى الأمانة والعدل، وأيضا لا أعتبر من وردت فتاوي باسمهم خصوما لي، أنشر هذه التوضيحات معتذرا عن التأخير في نشرها. وأقول صراحة: إن هذا التوضيح من الشيخ سليمان بن صالح الخراشي مهم للغاية لدحض هكذا فتاوي تسيء للإسلام والمسلمين، وأنا أثق في نفي ودحض الشيخ الخراشي لهذه الفتاوي لأنه لم يكتف بهذا التوضيح لي، ولكنه نشره في موقعه:
www. saaid. net

وقد ورد في نفيه هذا:
( توضيح حول فتوى مكذوبة عليّ
سليمان بن صالح الخراشي
1/5/1426 هجري
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني بعض الإخوة عن فتوى انتشرت في الإنترنت منسوبة لي تقول باستباحة دماء وأموال العلمانيين!! فقلت لهم بأنها مكذوبة من بعض المغرضين الذين ساءتهم ردودي على من يعظّمونهم من المفكرين المنحرفين الذين هم ضد الدين وضد الدولة السعودية السلفية، فأرادوا أن يصطادوا في الماء العكر، ظانين الدولة مغفلة أو ساذجة تصدق مثل هذه الأكاذيب. وقد أنشأوا موقعا ساخرا باسم ( أم انس )! يحتوي على فتاوي مكذوبة على العلماء وطلبة العلم غيري، وبودي لو تنتبه وزارة الداخلية لتحاسب من يقف خلفه، وهو على الرابط التالي:
www. umanas. netfirms
وقد ساء هؤلاء المفترين أن موقفي وكتاباتي تسير وفق منهج علمائنا الكبار كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ndash; رحمهما الله -، حيث الحرص على جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمر، واستنكار الأعمال الإرهابية...... وفي نهاية توضيحه هذا يقول: ( وأختم بتنبيه أن أية كتابة منسوبة لي في غير هذه الصفحة أو موقع الكاشف فهي مكذوبة... أسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار، وصدق الله: ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) وحسبي الله و نعم الوكيل.
ويمكن قراءة هذا التوضيح كاملا في صفحة الشيخ المذكورة على الرابط التالي:
www. saaid. net/warathah/Alkharashy/bayan1. htm

وبهذا التوضيح أكون قد قمت بإعطاء كل ذي حق حقه، وأثبت أنني لم أكن منحازا أو خصما لأحد، وأنني من المتحمسين والمشجعين لمنطق التفكير بدلا من التكفير، وبالتالي هناك دور مهم لعلمائنا وشيوخنا الأفاضل في الاستمرار في دحض هذه التشويهات والانحرافات التي تعكر حياة المسلم وتسيء للدين الإسلامي... وفقنا الله لما فيه الخير والسداد.
ahmad64@hotmail. com