من يريد إن يرسم الخطوط الحمراء في لبنان عليه اولا وقبل كل شيء إن يضع كرامة الإنسان وحياته في لبنان في الأولويات، وان يضع كرامة لبنان وسيادته فوق كل الاعتبارات، ومن يريد إن يرسم الخط الاحمر في لبنان عليه إن يرفع شعار تطبيق القانون على الجميع وأن لاسلطة فوق سلطة القانون.
كيف يمكن إن تتفق الخطوط الحمراء في لبنان مع مجموعات أرهابية وأجرامية تقتني الأسلحة على أرض لبنان لتتحدى ليس الدستور اللبناني ولا الجيش والامن في لبنان، انما تتحدى كرامة اللبنانيين ومعهم الفلسطينيين أيضا في المخيمات، كيف يمكن تفسير هذا الأكتناز المسلح لجميع انواع الاسلحة التي تتحدى القوة الشرعية في لبنان، وتقاوم القوات المسلحة الوطنية في لبنان ؟ وماذا تمثل تلك المجموعات الارهابية التي تريد العبث بحياة اللبنانيين وبقيمهم وقانونهم، وفق قيم دخيلة وأهداف رسمت لهم من عقول بالية وأوهام خرفة تريد إن تكتسح لبنان ارضا وشعبا لتحكمها بمنطق القوة والأرهاب وتشيع الخراب.
كنا نتوقع إن تقوم التنظيمات الفلسطينية في لبنان وفي نهر البارد بالذات بالقتال الى جانب اللبنانيين حماية لكرامة لبنان وسيادة قانون لبنان، وحماية لشعب المخيم على الأقل، وعدم الأكتفاء بالتصريحات الفضائية التي لم تشف الجراح ولا أوقفت نزيف الابرياء، وكنا نتوقع مواقف مساندة لجيش لبنان وهو يتصدى لعصابة أجرامية تتخذ من برقع الاسلام زيفا حماية وتسترا لأهداف عملياتها الأجرامية، ومحاولة الأفلات من قبضة القانون الجنائي اللبناني.
ويفترض على جميع من يحمل ضميرا حرا ونقيا إن يتكاتف مع الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية وهي تطارد القتلة والمجرمين، وان لايضع البعض خطوطا حمراء اوزرقاء لحمايتهم أو الدفاع عنهم بأي شكل من الأشكال.
الضحايا من الأبرياء من اهل مخيم نهر البارد كانوا ضحايا التنظيم الأرهابي ( فتح السلام ) الذي اتخذ من بيوت المدنيين وأجسادهم ساترا لقتل اللبنانيين وسرقتهم، والضحايا الذين تساقطوا من اهلنا في المخيمات كانوا في رقبة المجرمين الذين يريدون العبث بأمن لبنان وشعب لبنان.
وفي مثل هذه المواقف تنكشف البراقع وتبان على حقيقتها، فلبنان من يقاتل الأجرام، ولاخيار لأحد في إن يقف موقف المتفرج، ولبنان من يريد تطبيق القانون وشرعيته وسيادته وكرامته في مطاردة فلول الإرهاب والتنظيم الأجرامي، ولبنان من يطالب أن يقم هؤلاء إن كانوا حريصين على الابرياء من المدنيين إن يسلموا انفسهم الى قضاء عادل ومحاكمات عادلة، بدلا من الأحتماء بتروس البيوت المدنية والأختباء بين العوائل المدنية، أو التستر بلباس النساء ومحاولة الفرار عبر البحر.
وسواء كانت الخطوط حمراء ام صفراء لن يسمح التاريخ للمتفرجين من أنتظار النتائج، فشعب لبنان في خطر داهم، ولبنان الذي امتلأ جراحا فوق جراحه، بحاجة الى إن يتمسك بقوة في تطبيق القانون وأعادة الحياة الآمنة الى لبنان الأرز والثلج والمحبة والوئام.
أن تقدم هذه المجموعات المتخلفة على تعكير الأمن وخرق القانون لايمكن لجيش لبنان سوى إن يقدم على مطاردتهم والقبض عليهم، وأن تقدم هذه المجموعات المنبوذة من شعب فلسطين وتنظيماته يعني هذا إن هذا التنظيم يريد أحداث ضررا بليغا في وضع الفلسطينيين في مخيماتهم، وان يجلب الخراب للبنان.
لاخيار لأحد في إن يعدد الألوان في لبنان فلبنان الإنسان كله خطا أحمر، ومن يريد إن يحمي الانسان ويستقر الأمن وتسود الكرامة عليه إن يساند مطاردة الأرهابيين والقبض على القتلة والسراق، مهما كان لبوسهم وزيفهم وزعمهم ودينهم وجنسياتهم.
لاخيار لأحد إن يرسم الوانا وخيارات في لبنان سوى إن تكون كرامة الى شعب لبنان وأن يحكم بقانونه وجيشه وأن لاتكون هناك بؤر اجرامية تتحكم بمستقبل لبنان، وبأهل لبنان، وبأديان لبنان، ولاخيار لأحد في إن يقف مع الشرعية ضد الأجرام، ومع القانون ضد الإرهاب، ومع لبنان ضد الدخلاء.
يقينا إن الأبرياء من اهل فلسطين من سيتضرر من العمليات الأجرامية التي أقدم عليها عناصر الظلام في المخيمات، وأن اهل فلسطين الأكثر ضررا وهم يتعرضون الى النيران وهم ينامون وسطها، لكنهم تيقنوا إن هذه المجموعات الأجرامية لاتفكر بكرامة اهل فلسطين، ولا بمحنة اهل فلسطين، وبحلول انسانية تساعدهم على اوضاعهم في المخيمات.
ويقينا ايضا إن هذه التنظمات التي تتمترس خلف تلك البنايات في المخيمات، والتي نقلت انواع السلحة الى أرض لبنان خلسة كما تنقل السراق حاجياتها، وان تخطط لعملياتها الأجرامية كما تقوم به كل العصابات، وانها تلقت الدعم والمعونة من جهات كانت تريد لها إن تمارس عملياتها الأجرامية وتسميم الحياة اللبنانية، وان وعي اللبنانيين وتماسكهم ووحدتهم الوطنية ستقضي على تلك المجموعات التي لن تجد لها منفذا سوى إن تستسلم الى قانون بلد عريق مثل لبنان، وان تفكر قياداتها إن بقي لها عقل بأنها تسمم الماء الذي تشرب منه، وانها عناصر عاقة وخائنة ترتقي خيانتها لأمن لبنان ودماء ابناءه البررة الى خياة الضمير والأصطفاف مع الأعداء، مما يجعلها محتقرة من الجميع حتى من الجهات التي استخدمتها وأعدتها لمثل تلك المواقف التي أضرت بلبنان الإنسان قبل إن تضر بمصالح الدولة اللبنانية.
الخط الأحمر في لبنان الإنسان الذي ينبغي تخليصه من هذه الزمر الضالة التي لادين لها ولاضمير، والتي لم يعد احد يصدق شعاراتها والسواتر التي تتبرقع بها، مع كل الخسة والدناءة في عملياتها الأجرامية، وبما اشتهر به قياديها من تاريخ لايجعل من يفتخر به سوى القتلة والمجرمين واصحاب السوابق.
الخط الأحمر في إن لايتخذ المجرمين من بيوت المدنيين في مخيم نهر البارد ملاذا، وهم يشاهدون هجرة الفقراء والبؤساء، والخط الأحمر تعني في عدم التستر في بيوت هؤلاء وممتلكاتهم لأنها ستتعرض للقصف والتدمير، والخط الحمر في عدم التصدي لجيش لبنان بالسلاح لأن جيش لبنان يعني اهل لبنان بكل اطيافه، والخط الأحمر يعني إن يتصدى اصحاب الضمائر والأحساس الوطني من اهل فلسطين من سكان المخيم بالتصدي الحازم وبالتنسيق مع الجيش اللبناني لتطهير المخيم منرجس الأجرام وتنظيف المخيمات من الإرهاب وعناصرة التي بدأت تتغلغل فيه تحت شعارات وأهداف دينية.
وأخيرا فأن السلاح الذي تم تهريبه، وتم اعداده لقتل اللبنانيين خطا أحمر.