ستوكهولم : فاز الاميركيان ريتشارد شروك وروبرت جرابز والفرنسي ايف شوفان بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2005 لاكتشافهم طريقة لتكوين جزيئات حسب الطلب لانتاج كيماويات اقل تكلفة واقل تلويثا للبيئة وعقاقير لعلاج امراض رئيسية.ومنحت الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم الثلاثة الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة (1.29 مليون دولار) لعملهم في مجال الابدال والاحلال حيث "تتراقص الجزيئات وتغير شركائها" لتكوين جزيئات جديدة.

وفي مشهد غير معتاد تقدم رجلان وامرأتان الى ارضية قاعة الاكاديمية حيث أدوا رقصة تبادلوا خلالها شركاء الرقص من ان لاخر في تصوير بسيط لعملية دوران الجزيئات وانتقالها للاتحاد مع جزيئات أخرى التي توصل اليها العلماء الثلاثة.وتمهد الابحاث على الاحلال والتبديل في مجال الجزيئات الطريق أمام انتاج عقاقير جديدة لعلاج امراض مثل الشلل الرعاش والفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) والسرطان فضلا عن استخدامات في مجال الزراعة والمواد الكيماوية والبلاستيكية.

وقالت الاكاديمية ان "الخيال سيصبح قريبا القيد الوحيد على ما يمكن بناؤه من الجزيئات" ووصفت الابدال والاحلال بأنه "مثال على مدى اهمية تطبيق العلوم الاساسية لفائدة البشر والمجتمع والبيئة."

وقال البروفيسور ستيف لي من جامعة كمبريدج في انجلترا ان الفائزين الثلاثة بالجائزة "احدثوا ثورة في الطريقة التي نفكر بها والتي نبني بها جزيئاتنا اليوم ... سيكون لذلك تطبيقات مهمة في مجال الصناعات الدوائية والكيماويات الزراعية."وأبلغ شروك تلفزيون رويترز خارج منزله في ماساتشوسيتس انه ابلغ بفوزه بالجائزة الساعة 5.35 صباحا "شعرت بالاثارة الشديدة والتوتر. كادت الرعشة تتوقف.. لكن ليس تماما."

وقال جرابز الذي كان يحاضر في نيوذيلندا انه مازال يحاول استيعاب أنباء فوزه بالجائزة.ويشير تعبير الابدال والاحلال الى اعادة تنظيم مجموعات ذرات الكربون التي تشكل وحدات بناء كل الحياة العضوية.وقدم شوفان البالغ من العمر 74 عاما ويعمل في معهد البترول الفرنسي "وصفة" لذلك في عام 1971 . اما شروك الذي يبلغ 60 عاما ويعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجرابز الذي يبلغ 63 عاما ويعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فقد طورا عوامل مساعدة فعالة واكثر استقرارا لاحداث التفاعل.

وقال شروك ان هذه العوامل المساعدة "ستؤدي الى نوع من التفاعل لم يكن في الواقع ممكنا بالوسائل العضوية التقليدية."واضاف "هناك أشياء تنتج على أساس تجاري الان تعتمد في الواقع على هذا العامل المساعد ... مثل أدوية جديدة لعلاج الامراض ومواد بلاستيكية جديدة ومواد بلاستيكية متقدمة. وبشكل عام يجري العمل في مجال الكيمياء العضوية وكيمياء البوليمرات على اساس تجاري الان اعتمادا على هذه التكنولوجيا."وحتى الان لم يتم التطرق الا الى قليل من التطبيقات الممكنة والتي تشمل تحليل المواد التي تفرزها الحشرات لجذب الجنس الاخر والمواد التي تقضي على الاعشاب واضافات للوقود. ولم تستخدم ايضا في الصناعة على نطاق واسع العملية التي يمكن بها خفض عدد الخطوات اللازمة لتحليل وابدال جزيئات جديدة ومن ثم خفض التكلفة.

وقالت الاكاديمية الملكية ان تبني الشركات الصناعية لهذه التكنولوجيا سيكون "خطوة عظيمة للامام من أجل (كيمياء خضراء) وخفض المخلفات الخطرة من خلال عمليات انتاج أكثر تطورا."