سعيد حريري من بيروت: نال الفيلم الوثائقي اللبنانيّ "أرمن لبنان" أرفع جائزة عالمية تُمنح لفيلم وثائقي في مهرجانٍ دوليّ هو"Apra International Film Festival" في هوليوود.
شاركت في المهرجان مئات الأفلام من أكثر من عشرين دولة، وقد ساهمت المؤسّسة اللبنانية للإرسال في إنتاج هذا الفيلم الذي أخرجته "كارمن لبكي"، وأعدّت وكتبت نصوصه "نضال أيوب".
تقول "كارمن لبكي": " إنّ تجربة تصوير فيلم وثائقيّ هي بحدّ ذاتها تحدٍّ بما أنّ الفيلم الوثائقي يُعتبر من الإنتاجات التلفزيونية الصعبة، فكيف إذا كان موضوعه عن الأرمن، هذا الشعب الذي لا يزال يرفع لواء استرجاع حقوقه... أنا ونضال عملنا بمنطق إنتاج وثيقة للتاريخ لا تموت، فما يحمله هذا الفيلم من عنوان لا يوجز إلاّ جزئياً، مضموناً تاريخياً صاخباً، وإرثاً حضارياً حافلاً، ولا يرفع النقاب عن المخاطر الكثيرة التي تعرّض لها فريق العمل في أماكن التصوير".
في تركيا، أو ما يُعرف تاريخياً بمنطقة "كيليكيا"، حيث تجذّر آباء الأرمن اللبنانيين، إنتقلت الكاميرا ما بين مواقع عسكريّة خاضعة لحراسة مشدّدة ومحظورة على السيّاح إلاّ في نطاق ضيّق ومُراقب، كمنطقة "آني" التي احتلّت في أزمنة غابرة مكانة العاصمة الأرمنية، أو أماكن دينيّة كانت في ما مضى كنائس تحوّلت إلى أبنية متداعية ممنوع ترميمها أو حتّى حمل تسميتها الأرمنية الأصليّة.
كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في مدينة "سيس"، أعلى المقامات الروحية الأرمنية، مثلاً لا حصراً، تحوّلت إلى مكان مهمَل يتناسى سكّانه الحاليون هويّته الأرمنيّة.
وفي سوريا، خاض فريق العمل مغامرة البحث عن المغارة التي أُحرق فيها آلاف الأرمن الأحياء، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وتمّ التنقيب عن العظام التي حفظتها رمال الصحراء كبقايا جثث مَن قتلتهم قوافل "السوقيات"، فالناجون قلّة أنقذتهم قبائل البدو، فكبروا غرباء، جاهلين لجذورهم وإرثهم الحضاريّ العريق.
أمّا في لبنان، فالحضور الأرمنيّ الفاعل والمتداخل في النسيج الإجتماعي العام شكّل الركيزة الثالثة للفيلم الوثائقيّ فيما الرابعة عادت لأرمينيا، الحلم العائد من بعيد العذابات والمآسي.
"أرمن لبنان" ربح جائزتين لا واحدة: مرتبة أفضل فيلم وثائقيّ في العالم منحه إياها " Apra International Film Festival" في هوليود، وجائزة لتكوينه ذاكرة أرمنيّة ولبنانيّة تمنع العالم من نسيان قضيّة شعب.
[email protected]