حنان ترك لحظة تكريمها
حنان ترك لحظة تكريمها
محمد عبد الرحمن من القاهرة ـ كما كان متوقعا أثار العرض الاول لفيلم "دنيا" بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ردود فعل حادة ومتباينة بين الاعلاميين والجمهور الغفير الذي حضر العرض بسينما "جود نيوز" التي اضطرت لعرض الفيلم مرة أخرى في نفس الليلة بعد الاقبال العنيف من المشاهدين لدرجة اقتحامهم بوابة السينما ولولا تراجع أفراد الأمن عن تصديهم للجماهير لحدث ما لا يحمد عقباه وكان تبرير هذا الزحام أن إدارة المهرجان وزعت دعوات أكبر بكثير من سعة الصالة -850 كرسي- ويقدر عدد الذين شاهدوا الفيلم في العرض الأول بحوالي من 1500 شخص افترش بعضهم الأرض تلبية لجاذبية الحملة الدعائية المثيرة التي تابعت الفيلم منذ أزمته مع الرقابة ثم اعتذار بعض الفنانين عن قبوله إلى السرية التي اتبعتها مخرجته جوسلين صعب أثناء التصوير بالإضافة إلى ما تردد عن مضمونه المثير وتناوله لقضية ختان الإناث ،وأخيرا ما قيل قبل المهرجان بأيام عن خلاف بين محمد منير وجوسلين هدد بعدم عرض الفيلم .


أبطال الفيلم يبتسمون قبل العاصفة!
وكان المهرجان قد دعا كل أبطال الفيلم للاحتفال به وسط الجمهور وعلى خشبة المسرح حيث تسلمت حنان ترك جائزة تقديرية لقبولها الدور الصعب ، بينما غاب محمد منير وأكدت جوسلين وحنان أنه في الطريق لكن بعض الحضور لم يصدقوا إلا عندما شاهدوا منير بينهم بعد العرض ، ثم بدأت العاصفة بمؤتمر صحفي حاشد، بدأ بسؤال ساخن جدا من الصحفي حسام عبد الهادي اتهم فيه حنان ومنير بالإساءة لسمعة مصر بسبب مشاركتهما في هذا الفيلم، وقال أن مخرجته الفرنسية الجنسية أظهرت كل النساء وكأن "البرود الجنسي" هو مشكلتهن الوحيدة وأنها اختارت "أقبح "المناطق في مصر لتصورها ويراها العالم ، هذا الهجوم الحاد ذهب بالندوة إلى مناطق أكثر اشتعالا ، استقبله بعض الفنانين بالصمت أو الكلام المقتضب مثل منير الذي قال أنه شارك بالفيلم رفضا لختان الإناث والعقول معا، بينما حاولت حنان ترك أن تتماسك في البداية ورفضت الاتهام –وسط تأييد لها من معظم الحضور- وقالت أنها قدمت الفيلم لتخفف من الآم كل فتاة تعرضت لعملية "ختان" غير انسانية وأن مصر أكبر من أن يسئ لها أي فنان أو شخص مهما كانت مكانته ، وبعدها علقت مرة أخرى بأنها قدمت فيلما ضد الختان لكن ما حدث أنهم –اي المعارضين – "ختنوا "فرحتها بالفيلم .
حنان ترك مع رئيس مهرجان القاهرة
السينمائي شريف الشوباشي
ورغم تأييد معظم النقاد والصحفيين للفيلم ورفضهم تهمة الاساءة لمصر ، إلا أن التأييد لم يكتمل فقد كانت هناك ملاحظات عديدة وثغرات ناقشوا فيها جوسلين صعب وكان الأغرب ان الجمهور منحاز للطرفين بشكل كبير ، بمعنى أن عدد قليلا كان مع الفيلم وآخر أقل ضده ، لكن الغالبية وافقت على أمور ورفضت أخرى فكان هذا الجدال الساخن الذي فاق ما أثاره فيلم "الباحثات عن الحرية " في دورة العام السابق ، بينما ركزت جوسلين في دفاعها عن أنها لم تقدم عملا ضد مصر ، بل كانت تتمنى أن تنجز فيلما في القاهرة منذ سنوات ، لكنها أرادت أن تقول للغرب أن العرب ليسوا بالصورة المخزونة عندهم بل منهم من يحب الموسيقى والرقص و الفنون بشكل عام ويقف ضد من يسلب المرآة حقوقها ، وقالت أيضا أن الفيلم ليس عن الختان وحسب ، بل هى قضية ضمن قضايا عديدة ناقشها العمل ، وكانت التترات قد حملت احصائية تقول أن 97 % من الفتيات في مصر يتعرضن لعمليات ختان وهى احصائية رفضها معظم الحضور لأنها غير واقعية .


حكاية دنيا

أفيش الفيلم
يبدأ الفيلم بالفتاة دنيا -23 سنة- التي جاءت من الصعيد لتصبح راقصة مثل والدتها ، وتمثل مصر في احتفاليات عالمية ، وتقترب من أستاذة تقوم بدورها سوسن بدر ، وسائقة تاكسي هى عايدة رياض ، بينما تحضر رسالة ماجستير عن الحب في الشعر العربي ، وتطلب معاونة الكاتب والأديب بشير أو محمد منير ، الذي يقود بدوره حملة شرسة لمنع مصادرة كتاب "ألف ليلة وليلة" بدعوى أنه ملئ بالاباحية ، فيتعرض لاعتداء من متطرفين يفقده بصره ، وتذهب دنيا إلى معلم الرقص "وليد عونى" الذي يطلب منها أن تكون مثل والدتها شجاعة ومحبة للفن ،لكن دائما شيئا ما يمنعها من ذلك –سنعرف بعدها أنه الختان – وترتبط عاطفيا بمهندس يقوم بدوره فتحي عبد الوهاب ، ويتزوجان سريعا ولا يهتم الفيلم هنا بالتفاصيل الاجتماعية الملازمة لهذه السلوكيات فالمخرجة تقدمها بالفكر الفرنسي الذي تعتنقه ، لأننا لن نعرف مثلا أين والد دنيا الذي تخلص من عار والدتها وكيف تركها هو وأهله بالصعيد تفعل ما تشاء ، فالمهم عند جوسلين على ما يبدو أنها وصلت القاهرة ولم نعرف بدقة كيف تعرفت على كل أبطال الفيلم .




محمد منير في مشهد من الفيلم
ويرفض محمد منير هذا الزواج ويعتبره – ضمن أفكار المخرجة أيضا- يعيق النشاط العلمي والفني للفتاة التي كان يمكنها تأجيل هذه الخطوة ، في نفس الوقت نعرف بالتدريج أن سائقة التاكسي والأستاذة يفعلن الكثير لممارسة جنسية طبيعية بسبب ما تعرضن له من ختان وقت الطفولة، و ترفض سائقة التاكسي "ختان" ابنتها الصغيرة ، إلا أن الجدة تصر على ذلك وتنفذه –على شاشة السينما – حتى تصبح الابنة محترمة عندما تكبر ، بينما تتوتر العلاقات بين دنيا وزوجها ،الذي يطلب منها اعتزال الرقص،لينتهى الفيلم بان العلاقة المنطقية تكون بين بشير و دنيا فكلاهما يحمل نفس الأفكار .


ثغرات

lt;TABLE class=summary1 style="FLOAT: