سعيد حريري من بيروت: إعلامية لبنانية، إنفردت بطرح المواضيع الساخنة، حيث درست المرحلة الابتدائية في مسقط رأسها زحلة عروس البقاع، وانتقلت إلى العاصمة بيروت حيث انهت دراستها الجامعية. متمسكة بالمبادئ والثوابت التي تحيط بقضايانا العربية، لها مع الاعلام صولات وجولات، وما يختلج في قلبها تقوله بلسانها، عفوية إلى ابعد الحدود، كسبت احترام الجمهور الذي يتابع بشغف برنامجها "بلا رقيب"، معها كان هذا الحوار:


بدأت حياتك العملية متوجهة نحو السلك الاكاديمي عبر دراستك للماجستير وتحولت إلى الصحافة فالتلفزيون- لم كانت تلك التحولات؟

ـ في الحقيقة انا لم اتحول، انما هي امور تكمّل بعضها بعضا، وطريقة العرض تختلف لكن الهدف واحد. في العمل الاكاديمي حصلت على شهادة الدبلوم في علم الاجتماع السياسي، واحضر حالياً الدكتوراه في اسباب وسقوط النظام العراقي.
العمل الاكاديمي يختلف عن الصحافة. من حيث المراجع والمصادر الموجودة. فاذا كان هناك مقولة او معلومة، ترجع إلى مصدر معين ومرجع معين.
الاعلام المرئي يختلف عن الدراسة الاكاديمية من ناحية اثبات الشخصية والمناقشة، وطرح افكار جديدة دون أن تكون مقيداً بإطار معيّن. والكل يكمل بعضه، والهدف هو ايصال المعرفة والفكرة، مع بعض التطورات في المواضيع التي نعالجها.
دراسات الجامعة دراسة منهجية البحث، كيف يمكن أن تبحث. وليس البحث الحقيقي الذي يقف عند نهاية الدراسة في الدبلوم أو الدكتوراه.

هل لدراستك علم الاجتماع السياسي دور في اختيارك للعمل في برنامج سياسي، وماذا اضافت دراستك لعملك الاعلامي؟

ـ دور كبير جداً، ومن دون قاعدة تحمي فكرك وتحصنك منهجياً لا يمكن لك ان تعالج المواضيع العميقة التي يتناولها البرنامج " بلا رقيب". لانه اذا لم يكن لديك الدفق الكبير من المعلومات والقدرة على الاستيعاب تبقى اسئلتك سطحية، ولا يشعر المشاهد انك تمتلك المعلومات. تستطيع ان تكون إعلامياً دون أن تدرس الاعلام ولكنك لا تستطيع ان تأخد برنامجاً سياسياً دون أن تكون خارجاً من مدرسة سياسية سواء في البيت وسواء اكنت قومياً ام اشتراكياً ام شيوعياً او محكم بدراسة كلية ايديولوجية حتى تستطيع القيام بواجبك.

كونك امرأة، ما له وما عليه في عملك في مجال الاعلام السياسي؟

ـ كوني امرأة لا اهتم بالفرق بين الرجل والمرأة في هذا العمل، علماً ان هناك صعوبات تعترض كلا الاثنين. فالرجل عنده صعوبات تختلف عن صعوبات المرأة. الصعوبات التي اجدها انني اتخلى عن عالمي الذي فيه نوع من البراءة والانثوية لكي اقتحم عالماً نستطيع القول انه مليء بالذئاب والوحوش والثعالب. لانه احياناً اكون امام اشخاص احاورهم عندهم من الخبرة يمكن ان يضيعونني في بعض الاحيان.
عليّ ان اتسلّح واواجه الشخص بيدين حريريتين لكن بكفين من حديد.
اتواجد في مجتمع كلّه ذكور، اشعر باني لا اؤخذ على محمل الجد، يقولون هذه فتاة او يطلعون في برنامجي كوني فتاة لا استطيع ان احشرهم في الاسئلة او يجاملونني كوني فتاة جميلة. هذا العمل اعطاني مسؤولية امرأة ناضجة وواعية جداً وفي الوقت نفسه اعطاني شيئاً من القساوة والجدية.

تقرأين الشعر وتتعاطين مع الادب، ما اثرهما على أدائك الاعلامي؟

ـ انا احب من الشعر شعر نزار قباني واغاني ام كلثوم، عالم مليء بالاحاسيس والتقدير للمرأة والمشاعر، اغوص بقراءة الشعر او سماع اغاني كاظم الساهر بنوع من القساوة التي يفرضها مجتمعنا، خصوصاً اننا نعيش في مجتمع ذي وتيرة متسارعة. قرأت المتنبي واهداني الراحل نصري المعلوف كتاب "نهج البلاغة" وهذا احرص على قراءته. وعندي طموح قراءة القرآن الكريم على ايدي مختصين. لكن لم اجد الفرصة حتى الآن، ادائي الاعلامي ليس متأثراً بالشعر والادب انما متأثر بفكر قومي عربي قريب إلى الفكر القومي السوري.
والشخصية التي لها تأثير علي هي الزعيم انطون سعادة الذي يقول بما معناه "اذا مشيت مع الناس من حولك دعهم يعرفون انك قومي اجتماعي" اشعر بالقوميين الاجتماعيين بنوع من التميز عن غيرهم لان انطون سعادة كان مدرسة قائمة بذاتها. حتى ان عبد الناصر لم يتعرض للمصاعب التي تعرّض لها سعادة من ظلم ومحاكمة وإعدام خلال 24 ساعة.

اقرب ما تكونين من الرحالة، ماذا تضيف لك جولاتك في الكثير من عواصم الدنيا؟

زرت كل الدول العربية، وازور كل دولة تستضيف مؤتمراً سياسياً او اقتصادياً ولا اتردد في الحضور، سواء في تونس،الجزائر، اليمن، سلطنة عمان، حتى وان كانت طبيعة الدولة صعبة من ناحية المناخ لانني اشعر ان على الاعلامي ان يكتشف عالمه جغرافياً واجتماعياً، خصوصاً ان في داخلي حلم هو الوحدة العربية، وهو حلم كلّ انسان يخاف على مقومات العروبة.

هل لديك من وقت للقراءة وانت المتعددة الاهتمامات، وماذا تقرأين؟

ـ طبعاً لديّ وقت للقراءة، واقرأ آخر الاصدارات التي تتطرّق للمواضيع التي اعالجها في برنامجي حتى اني اقرأ الاصدارات القديمة مثل الصراع على سوريا لباتريك سيل او اي كتاب يتحدث عن فساد الانظمة العربية، حتى وان كانت هذه الكتب ممنوعة واقرأ لمحمد حسنين هيكل، وقرأت كتبه كاملة كما اقرأ كثيراً لجبران خليل جبران، وكان لي حلقة عنه كانت من انجح الحلقات وتتنوع قراءاتي حسب المواضيع التي تهمني.

كيف تستعدين لبرنامجك المتميز، ومما استمد تميزه؟
ـ يتميز برنامجي بتكافؤ وتضامن وتكاتف فريق العمل المكون من خمسة اشخاص ويتم تنفيذ كل حلقة على حدة حيث نحضّر للحلقة لمدة خمسة ايام. نسهر كثيراً على الاعداد للحلقة بغض النظر عما يريد ان يقوله الضيف، نحضر المادة بشكل مكثف حتى اذا حصل اي ضعف من اي ضيف في البرنامج نستطيع ان نعوض عن ذلك بطريقة الاعداد من مقدمة وخاتمة واستطلاع آراء الناس في الشارع اللبناني.
كما يتميز البرنامج باعداد حلقات وتصويرها خارج لبنان والتي تفوق العشرين حلقة.

اي البرامج تحرصين على مشاهدتها؟ وايهما تفضلين تقديمها؟

ـ طموحي غير محدود بالنسبة لتطوير برنامج "بلا رقيب" وليس لدي اي تطلع لبرنامج آخر ولا احسد احداً من الزملاء على برنامجه. وبالعكس انا مقتنعة بالانجاز الذي حققته بعد 130 حلقة، والسمعة الطيبة التي يتمتع بها البرنامج ومواضيعه التي يطرحها في العالمين العربي والغربي.
احرص على مشاهدة قناة الجزيرة وهذا ما رددته مرات عدة، واعجابي لا يتوقف على قناة معينة علماً ان لدى الجزيرة ستة ملايين مشاهد يومياً.
هناك برامج قوية تفرض نفسها على المشاهد فيتابعها سواء كانت على قناة معروفة او غير معروفة فهي تفرض نفسها.
اداء الجزيرة بكل برامجها ومذيعيها تأثرت بها ودرست على الجزيرة طريقة الاعداد في برنامجي.

من من الاعلاميين يمثل لك الانموذج، عربيا، لبنانيا؟

ـ النماذج التي تأثرت بها هي شخصيات سياسية، امثال نصري المعلوف الوزير والنائب السابق والذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ لبنان، تأثرت بشخصية جمال عبد الناصر وفي الخطابة الجماهيرية في مخاطبة الشعب. اتقمّص شخصيات قادة شعوب اقامت ثورات ، هذا هو تأثري ولا اتأثر باعلامي من هنا وهناك من خلال طريقة طرحه للسؤال، او كيف يجلس. هذه اشياء اعتبرها من القشور ربما نتناول الموضوع نفسه انا وأحد زملائي بغير محطة لكن الاداء يختلف. قال لي وزير الاعلام السوري في احدى المرات: انّ ما يميزك انك تؤدين مواضيع كبيرة ولكن ببساطة وبراءة وعفوية خاصة.

كيف توفقين بين عملك كرئيسة تحرير وصاحبة برنامج؟

ـ في البداية انا لست رئيس تحرير بل مديراً عاماً لشركة الخليج والتي يصدر عنها "مجلة مرآة الخليج" وهي مجلة اقتصادية. لا اكتب في الاقتصاد ولكن اعتدت على كتابة الافتتاحية والصفحة الاخيرة في المجلة ولديّ رئيس تحرير هو الاستاذ احمد الجعيد، وعملي في المجلة يتطلب وضع استراتيجية لها، مع من وضد من. ولا ادخل في كتابة الاخبار والمواضيع بل اعطي رأيي واشرف على التوجيه. أنا صاحبة برنامج منغمسة فيه جداً لانه يظهر شخصيتي وقدرتي الفكرية وامتلاكي لحيثيات الموضوع ولا يمكن ان اترك برنامجي واكون مقدمة دون ان اكون مشاركة بشكل كبير .

ما فلسفتك في اختيارك لإسم مجلتك " مرآة الخليج" وانت اللبنانية؟

ـ الهدف هو التواصل بين بلاد الشام والخليج وكوني اعتقد اننا نعيش في عالم واحد هو العالم العربي هناك هوة شاسعة، بلاد غنية بالنفط وبلاد غنية بالانهار. فيجب على بلاد النفط والانهار ان يلتقيا فكانت مجلة "مرآة الخليج" جسر عبور ذهبي من المحيط إلى الخليج بطريقة فعلية تحاول تقريب المشاريع الخليجية لايجاد مستثمرين لها في لبنان وسوريا ومصر والعكس صحيح.

بلا رقيب، الى اي حد يتفق الاسم مع المسمى، ومن لهم حق الرقابة؟

ـ عنوان البرنامج اسم على مسمى، وقد تعرّض لاكثر من نكسة. قدمنا موضوعاً عن الحج أدّى إلى استقالة عضو مجلس الادارة السفير عباس غزاوي ثم حلقة عن الاصلاح السعودي تم وقفها قبل بثها ولا تخلو حلقة إلا ويتم التعليق عليها، مثل حلقة الراحل حافظ الاسد، وحلقة انطون سعادة. فقد كان لهما حجم كبير، كما يتميز البرنامج بتناوله من قبل العديد من الصحف والمجلات التي تكتب عنه مادحة جرأته، وهو برنامج فوق الرقابة يتناول قضايا الاشخاص بالاسماء والارقام حتى انه تحدّثنا في احدى الحلقات عن ياسر عرفات والحسابات المفتوحة في الخارج والتي تعود له شخصياً وموضوعة باسماء مختلفة.
كما نتطرق إلى الفساد المالي والسياسي والاداري. ومهما تحدثت تبقى حلقات البرنامج شاهدة حقاً انها "بلا رقيب". ولا يمكن التحدث عن رقابة لاننا نشهد تحولاً وتغيراً في النظام اللبناني، فسوريا اخرجت قواتها من لبنان، بفعل الضغط الاميركي والاجهزة الامنية على طريق الاستقالة.
ولبنان يتمتع دائماً بحرية اعلامية. والجهات التي يمكن لها ان تشكل رقابة هي الجهات الامنية، والنظام اللبناني أو وزارة الاعلام. والثلاثة اليوم بحكم المشلولين وليس هناك من رقابة. شهدنا بالفترات السابقة في عهد وزيري الاعلام ميشال سماحة وايلي الفرزلي بعض اللوم والتحذير ووجه انذار باقفال المحطة نهائياً. يمكن ان تكون الرقابة من ادارة الNew Tv وهي موجودة وغير موجودة. والذي ابقاني في المحطة الحرية في اختيار الموضوع وعدم التدخل في التفاصيل حيث ادعو الشخصيات التي اختارها بنفسي والتي عندها علم بالموضوع الذي اطرحه. ولكن في الادارة بعض المحاذير البسيطة جداً. ولكن امام الايجابيات في الحرية المعطاة لي اعتبر ان الرقابة محدودة.

لماذا استقلت، وعدت لقناة النيو تي في؟
استقلت لاسباب خلافية مع الادارة ترافقت مع حملة تطال رئيس مجلس الادارة تحسين الخياط، واصابتني شظية من خلالها كوني من المقربين له واعترف باهتمامه الزائد بالبرنامج كونه برنامج عربي وعنده علاقات عربية مع دول عدة.
طبعاً لا تستطيع ان تسلخ برنامجاً عن محطة من دون مراعاة سياسة صاحبها. وانا اعتبر بأن المحطة فردية، فالقرار يعود إلى تحسين خياط رغم وجود مجلس ادارة.
وتحسين خياط منخرط بالعمل السياسي الاعلامي. بعض الامور التي يقولها لا اوافق عليها، اتجنب طرحها في برنامجي، واغض النظر عما يطلبه هو احياناً، ودفعت ثمناً صغيراً من الحملة على تحسين خياط، وأردت ان لا ادفع ثمناً اكبر وابتعدت عن المحطة وكنت في الفترة نفسها احضر للمجلة واتصل بالمساهمين والشخصيات لتأسيس شركة، فكانت "شركة الخليج للطباعة والنشر" والتي تصدر عنها مجلة "مرآة الخليج" وعدت بعد اصرار ومرور فترة شهر ولم تقبل استقالتي واعتبروا ان هذا الشهر بمثابة اجازة. وعدت إلى المحطة واتفقت على صيغ جديدة للبرنامج، مثل تأمين تسهيلات لمقابلة رؤساء الجمهوريات. قابلت رئيسين هما الرئيس الفلسطيني والرئيس الاريتري، ولكن بقيت وحدي اسعى لهذه المقابلات ولم الق تعاوناً من الادارة ربما لان الامرليس ضمن إمكاناتها.
وتوقفت الصيغة الجديدة في استقبال رؤساء الجمهوريات لانه ليس باستطاعتي ان اخترق هذا العالم المليء بالتنافس الكبير. فأي رئيس يفضل الظهور مثلاً على محطة الجزيرة او العربية من أن يظهر على قناة New Tv فليس بمقدور الاعلامي ان يكون اقوى من المحطة ولو كان برنامجه مهماً، يرجع الامر إلى المحطة التي تحتضنه.

اصعب المواقف التي واجهتك في برنامجك، صحافيا، وانسانيا؟

ـ دائماً عندي تردد. هناك صعوبات اواجهها في برنامجي واشعر بعدم الاهتمام وعدم التقدير من بعض الناس والصاق التهم بانني طرفاً في الصراع. انا لست طرفاً ولكن عندي مبادئ لا اغيرها. انا مع التغيير لكن ليس بهذه السرعة الغير طبيعية لخلق مجتمع بالفعل مجتمع ديمقراطي.
الحرية والسيادة والاستقلال كانت موجودة في لبنان، وهي مطلب الجميع والصعوبات ان تفهم من قبل اناس متطرفين يقدرونك باقل مماّ انت. وللشهرة ضريبة كبيرة يدفعها الانسان. فانا انسانياً لا استطيع ان اتصرف كماريا معلوف بين الناس، كل تصرف يحتسب عليّ، اشعر انني لا اعيش حياتي الطبيعية كامرأة، هناك قيود كبيرة ترتبها عليك حياتك المهنية من الصعب تخطيها.


أهم من التقيت، اعلاميا،صحافيا،انسانيا؟

ـ من اعرفهم بعيداً عن السياسة الشاعر محمد الفيتوري واقدره جداً جداً جداً. اما انسانياً رجل الاعمال فؤاد الزيات السوري اللبناني حفيد سليمان الحلبي شهيد المقاومة المصرية، فقد رأيت فيه شخصية علّمتني الكثير من النواحي الحياتية، استفدت من تغذية الفكر والروح والايمان. وكذلك الشيخ حمد بن تامر آل ثاني رئيس مجلس ادارة الجزيرة، شخصية عندها فكر اعلامي استفدت منها في تجربتي.

من تودين محاورته تلفزيونيا، صحافيا؟

ـ اسعى إلى لقاء كونداليزا رايس، واتمنى لقاء طوني بلير وبشار الاسد.

اي القنوات تعجبك، عربيا، لبنانيا؟

ـ الجزيرة بالدرجة الاولى ثم العربية واحب قناة Blomberg التي اشاهد فيها تغيير العملات واسعار الاسهم والشركات الكبرى. ولبنانياً قناة New Tv

"بلا رقيب" يزدهر في مناخ ديمقراطي، وانت تنحازين سياسيا لانظمة غير ديمقراطية، سوريا، ليبيا، عراق صدام، هل تحلين لنا اللغز؟

ـ من قال ان الانظمة الغربية انظمة ديمقراطية، الانظمة العربية بقوة الشعب تستطيع ان تسقط حكومات وتسقط شعوباً. هل رأيت تظاهرة في بريطانيا او اميركا اسقطت جورج بوش او طوني بلير؟ الاكاذيب التي يتمتع بها بلير من اسلحة الدمار الشامل وحربه على العراق وحين فضحته الوزيرة السابقة كلوك شوك، لم نر اي تغير في السياسة البريطانية حتى ان دايفيد كيلي الخبير في الاسلحة النووية انتحر بسبب الاكاذيب التي اكتشفها. الدكتاتوريات والكذب هي في العالم الغربي. في ليبيا العقيد القذافي بطل الثورة وليس رئيساً للدولة. الرئيس بشار ورث من والده الراحل مدرسة قومية وليس هناك من شخصية عربية او غربية تختلف عليها. الرئيس حافظ الاسد خاض حرب تشرين مع السادات وله تاريخ نضالي في دعم القضية الفلسطينية، صدام حسين خاض حرباً ضد اسرائيل وكان القائد العربي الوحيد الذي ضرب عمق تل ابيب بصواريخ عربية هل تستطيع ان تقول لي: اي من هؤلاء ليس قومياً عربيا؟ً. اميركا ارادت طمس الهوية العربية في العراق وجرّ جلال طالباني الكردي إلى الحكم.
فأيّ ديمقراطية تتحدث عنها، كما ارى ان التمسك بنظام عربي افضل من التمسك بالاستعمار. استعمرونا وتحرّرنا فهل نريد ارجاع الاستعمار مرة اخرى؟ الشعب هو الذي يغير فهذا العقيد القذافي ذهب الى بلجيكا ليتحدث بالاصلاح فكلموه بالختان والعقائد الاسلامية.


في وسط مشاغلك واهتماماتك المتعددة تنسين ماريا الانسانة؟

ـ انا شخصية ينظر اليها ملايين البشر وهذه هي صورتي في نظرهم، علماً ان هناك توافق كبير جداً بين نظرة العالم لي على الشاشة وبين حياتي الطبيعية. ولا استطيع الخروج من هذه الصورة، ولكن هناك خصوصية للشخص يجب ان يعيشها ولا اعرف اين اعيشها. هل اذهب الى الهند! اينما ذهبت هناك رقابة اجتماعية احترمها وانا تحت هذه الرقابة.
وفي الاساس انا بنت قرية ترعرعت في زحلة، ولباسي محتشم وكلامي لائق ولا احب الشواذ. كما لا احب ان تتمثل المرأة بالغرب وتأخذ بالقشور ولكن على المشاهد او الشخص والمجتمع ان يترك الشخص يعيش وفق قناعاته المحدودة طبعاً.

اكثر المذيعات العربيات حضورا وثقافة وجمالا، ايهما تفضلين؟

ـ جمانة نمور اشعر انها اثبتت جدية المرأة اللبنانية، هي تشع ذكاءً واشعر انها تأكل الضيف اكلاً حين تطرح عليه الأسئلة، وهي جميلة في الوقت نفسه
وهناك ماغي فرح، كان لها عزّ كبير، اثّرت في العالم وفي الناس لفترة طويلة ولا تزال، والناس تحبها وتحترمها.

من هم الاشخاص الذين تركوا اثراً في نفسك؟

- نصري المعلوف بسبب دوره في تحقيق الاستقلال والطائف والمزيج بين الثقافة الاسلامية والمسيحية في فكره وشخصيته، والثبات في الموقف والرأي دون مساومة.

- انطون سعاده بسبب وضوح الرؤية، تحديد الهدف، غزارة الثقافة وعمقها، الشجاعة و لو حتى بثمن الروح/ وهو القائل: " ان موتي شرط لانتصار قضيتي".


[email protected]