لميس جابر: الملك فاروق عمل إستثنائي وفاجأتني أصداؤه

-رشحت تيم الحسن لشخصية الملك فاروق قبل حاتم علي.
-لو لم يكن حاتم علي ضمن المشروع لما قبلت إنجاز العمل.
-أنا كاتبة هاوية، أكتب إكرامًا لزوجي.
-قرأت كلّ ما كتب عن فترة الملك فاروق قبل تأليف العمل.

علي إبراهيم من تونس: هي بالأمس القريب طالبة في كلية الطب بجامعة عين شمس، حيث إلتقت ذلك الشاب الطموح الذي كان نشيطًا جدًّا في الفرقة المسرحية بالكلية، وهي من هدأّت من روعه ذات مساء حين غادر الركح منفعلاً تجاه بعض الأخطاء المسرحية أثناء عرض إحدى مسرحيات برنارد شو فأعادته إلى الخشبة ليلتقي جمهوره الذي أحبه منذ خطواته الأولى في عالم التمثيل، ولعلها الشرارة الأولى لقصة حبّ توجت بالزواج والنجاحات الأسرية والفنية... لعلّها المرأة العظيمة التي تقف وراء أحد أهم وجوه الدراما العربية اليوم هو الفنان الكبير يحي الفخراني. أما ضيفتنا فهي من قدمت لنا المسلسل الضخم (الملك فاروق) الذي أخرجه السوري حاتم علي. ويعدّ هذا المسلسل ثاني تجربة لها مع الكتابة الدرامية بعد شريط quot;مبروك وبلبلquot; وهو من بطولة يحي الفخراني ودلال عبد العزيز. وسيقدم لها بعد أشهر شريط سينمائي جديد يتناول حياة مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا. ضيفتنا اليوم هي الطبيبة والكاتبة والناقدة الدكتورة لميس جابر.

bull;د. لميس هنيئا لك هذا النجاح الذي حققه مسلسل الملك فاروق.
bull;أهلا بك، وهنيئا للجميع بالعيد، وأرجو أن يكون الجميع بخير.

bull;أنت كاتبة مقلة جدّا في التعاطي مع الدراما والسينما على الأقل في مستوى ما هو منجز لك من أعمال، بأي جرأة تسلّحت لخوض مغامرة الملك فاروق؟
bull;مغامرة الملك فاروق كانت أوّل تجربة كتابة في حياتي بدأتها سنة 1990، ولم يتحمس التلفزيون لإنتاجه فتوقف المشروع. ثم كتبت فيلم quot;مبروك وبلبلquot;، لأنني يئست من إنجاز المسلسل ففكرت في نشره في كتاب. وطبعا كما تعلم أنا كتبته ليحي الفخراني، وعندما تأخر الإنتاج قال لي quot;خلاص أنا كبرت عن ملامح الشخصيةquot; لأن الملك فاروق غادر مصر وعمره 32 سنة. المهم أنني أبحرت في عالم الملك فاروق وجانب من تاريخ مصر المهم الذي تم تغافله بالنسبة إلى جيلنا نحن.

bull;لكن لماذا كل هذا الإصرار على تناول شخصية الملك فاروق في الدراما، خاصة بعد إعتذار التلفزيون المصري على إنتاج العمل؟
bull;ليس إصرارًا، ثم أن التلفزيون كان متحمسا جدّا للموضوع إلى حين قراءة بعض الحلقات، تراجعوا عن ذلك ربمّا لأنهم أحسوا أنه سيسبب قلقا للكثيرين، لأن تلك الفترة بالذات يصعب الخوض فيها لأن الناس صدقوا ما كتب عنها. لذلك أخذت وقتا طويلا في كتابة العمل. لأن هذا التاريخ كتب بتاريخ موازي له وغير حقيقي.

bull;وأنت صرّحت عدة مرّات أن 90٪ ممّا كتب عن تلك المرحلة بعد قيام الثورة في مصر يجانب الحقيقة.
bull;هو في الحقيقة لم يكتب بطريقة خاطئة بل كتب بخيال أصحابه. يعني عندما نأتي بأي شخص من الطبقة المتوسطة ويقف أمام سرايا وقصر منيف لملك، وتقول له هنا كان يعيش الملك وأسرته، ماذا تتخيّل؟ حتما سيتخيّل السرايا مليانة أكل وستات وخمرة، فلخص الملك فاروق في هذه العناصر الثلاثة، وللأسف الترويج الإعلامي لما كتب جعل منه الحقيقة الشائعة بين الناس، على الرغم من أن كل هذا لم يكن موجودًا. وما إستفزني في فاروق أنه شخصية درامية، عاش أطوارا غريبة في حياته ونهايته التي لم نتعرض لها في المسلسل كانت درامية بحق وتصلح لصياغة 100 فيلم. كما أنني من خلال هذا العمل لا أقدم الملك فاروق فحسب، وإنما أنا أتحدث عن تاريخ الحركة الوطنية في مصر من سنة 1919 إلى سنة 1952 بكلّ رموزها الوطنية العظيمة، وهذا من العوامل التي إستفزتني أكثر في الملك فاروق.

bull;لكنه كان البطل المحوري للعمل.
bull;نعم هذا صحيح، لكن الفترة كلّها كانت حاضرة بقوة في العمل، وهي فترة مظلومة برموزها الوطنية وبشرفائها، فأنا عملت على إحياء شخوص العصر كلهم وليس الملك فاروق فقط.

bull;تلتقين في هذا العمل مع المخرج السوري المتميّز حاتم علي، لكن إخراجه للعمل قوبل بهجمة شرسة من قبل الصحافة المصرية وتعطيلات كبيرة لسير عملية التصوير كما أن الأجواء كانت مشحونة بين فرقي العمل السوري والمصري، وكلنا يتذكر ما لقيه جمال سليمان على سبيل المثال عندما شارك في عمل حدائق الشيطان وغيره، أنت قمت بمخاطرة إذن؟
bull;أنا لم أوافق على إمضاء العقد مع MBC إلا لوجود حاتم علي في المشروع.

لماذا؟
bull;تعود معرفتي بحاتم علي إلى ثلاث سنوات، لأنني عندما يئست من الملك فاروق كتبت فيلم عن محمد علي باشا، وتعرفت على حاتم وتحدثنا مع بعضنا البعض وتحمس الأستاذ عماد الدين أديب لإنتاجه، وعرفت حاتم وتابعت أعماله لأنني لم أكن أعرفه في السابق. وعندما جاءني حاتم وقال لي MBC تريد إنتاج المسلسل وسيتولى هو إخراجه وافقت مباشرة. لأن جهة الإنتاج نفسها،عرضت عليّ الأمر قبل ذلك ورفضت لأنني كنت مصرّة على إنتاج العمل من قبل التلفزيون المصري لأن تاريخ بلدنا كان لا بدّ من إنجازه من قبل التلفزيون المصري وهذا أضعف الإيمان في تقديري. كما أنني كنت متخوفة من عدم توفير الضروريات لإنتاجه. لكن وجود حاتم هو الذي جعلني أوافق لأنني أعرف حاتم مخرجًا متميزًا لذلك فوجوده كان صمّام الأمان بالنسبة إليّ. أما مسألة سوري ومصري هذه فهي بسبب غيرة الأقرباء، وللأسف هذه هي الأحاسيس الموجودة في الدول العربية لكنها موجودة أكثر في الصحافة لأن الناس العاديين لا يهتمون بهذا، فالشعب المصري تقبل جمال سليمان بشكل مبهر، إنما الصحف أصبحت كثيرة جدّا ولا بدّ لها من كلام تكتبه. ألم نكن نقول فيما سبق الحكام يفرقون بين الشعوب العربية وأم كلثوم تجمعهم. لماذا لا يوحدّ الفن العرب؟ لماذا لا نعوّل على أفضل العناصر في مختلف البلدان العربية وننجز المسلسل العربي. ففي هذا المسلسل معنا صانع الموسيقى العظيمة طارق الناصر وهو أردني، ومصمم ماكياج الملك فاروق لبناني، وفرق عمل من سوريا ومصر والتمويل سعودي... لننظر إلى السوق الأوروبية المشتركة ماهو تأثيرها اليوم، هل لأن الأوروبيين يحبّون بعضهم البعض؟ لا أظن. بل هم إتحدوا من أجل المصلحة المشتركة. وهذه من المسائل التي فشلنا فيها.

قال حاتم علي في لقاء سابق معه ضمن هذه الصفحة : مثل هذه الأعمال من شأنها أن تشجع على التعاون العربي في مجال الدراما على الرغم من إختلاف المدارس وتقنيات التعبير بين بلد وآخر، هل أنت متفائلة بخصوص إمكانية قيام شراكة عربية حقيقية في مجال الدراما؟
bull;أنا أتمنى هذا لكنني لا أثق في النعرات العائلية بين العرب. وها هي النتيجة مشرفة من خلال الملك فاروق. فالعاقل يؤمن بهذا، لكننا نحن نترك العمل ونتفرغ للخصومات التافهة. والمشاكل التي أشير لها أثناء التصوير هي مسألة طبيعية تحدث في كل الأعمال لكننا نحن بارعون في تسطيح المسائل.

bull;أنت فتحت صفحة مهمة من تاريخ مصر لم يكن يجرأ على الخوض فيها الكثير من كتاب الدراما من قبل، وتعرفين أن التعاطي مع مثل هذه القضايا في الدراما يتطلب محاذير كثيرة، فكيف تعاطت لميس جابر مع هذا الموضوع؟
bull;أنا أحمد الله أن المسلسل لم يمرّ أمام الرقابة.

bull;لو عرض في مصر كان لابدّ له من المرور أمام الرقابة؟
bull;إحتمال، الله أعلم. إنما الأستاذ علي أبو شادي قام بشيء لطيف حين أشار بأن المسلسل التاريخي يراجع تاريخيا. لأن الرقيب لم يقرأ ما قرأت ولم يبحث فيما بحثت فيه والتفاصيل التاريخية لا بدّ لها من متخصص. لذلك الرقابة كانت ستكون مصيبة تلحق بالعمل لأنه بإمكان الرقيب أن يحذف جملا أو مشاهد هي أساسية في بناء الشخصية وصيرورة الأحداث، لأن معاييرنا مختلفة. فأنا قرأت كل ما كتب بعد 23 يوليو 1952 ومن قبل والمجلات والصحف أفادتني كثيرًا.

bull;لكن هذه الصحف والمجلات هي تحتكم إلى وجهات نظر أصحابها، وقد تجانب الموضوعية أحيانًا؟
bull;المجلة التي تكتب حدث اليوم في عدد الغد هي تنقل الحدث كما هو، فعندما تناولنا حادثة حريق القاهرة وجدت ريبورتاجات مع رجل الشارع الذي وصف ما رأى يوم الحادثة، مثل هذا يفيدني كثيرا في تناولي للموضوع أكثر من الكتب التي صدرت حوله. ومبدئي في الحياة ليس هنالك ملائكة وشياطين لأن كلّ الناس لها ما لها وعليها ما عليها، لذلك لا وجود لمؤرخ محايد. فأنا لي وجهة نظر لكنني أقدم لك كلّ ما في الشخصية، والحكم المطلق حول شخصية ما لا يجوز في نظري. فالحكام هم بشر فيهم جزء ضعيف وجزء قوي، جزء شرير وجزء طيب ... وكلّ الشخصيات كانت بهذا الشكل في المسلسل.

bull;قلت في إحدى المرّات : أعتقد أن الحالة الاقتصادية لسور الأزبكية انتعشت بسببى لأننى اشتريت مجلات وصحفا وكتبا تتعدى الـ20 ألف جنيه، بجانب استعانتى بمراكز الميكروفيلم بالمؤسسات الصحفية وأرشيف الصحف، نفهم من هذا أنك تقاضيت مبلغا كبيرا لقاء هذا العمل؟
bull;(ضاحكة) الحمد لله، لذلك صرفت الكثير.

bull;تتحدثين عن الموضوعية والحياد وكتابة التاريخ، لكن الكاتب الدرامي ليس مؤرخا وعمله لا يؤخذ على أنه تأريخ؟
bull;قيل الملكة نازلي ذهبت لفاروق وقالت له : أنا عايزة أتجوز حسنين، فقال لها خليكي عشيقتو أحسن، فقالت له : إخرس وشتمته. هذه الواقعة مكتوبة في سطر، وخيالي الدرامي جعلني أكتب المشهد وهذه المواجهة، بالإستناد إلى خلفية أنه محروم من أمه وكان يحبها جدّا، وهذا الحرمان من أمه جعله يرتمي في أحضانها. فخيالي الدرامي جعلني أكتب هذا المشهد الذي هو مبني على حقيقة واقعية.

bull; مما يحسب لصالحك دكتورة، الخوض في هذا الموضوع والعمل على إبراز ما كان مخفيا من حقائق وأحداث لكن هذا لم يمنع أسامة أنور عكاشة من مهاجمة العمل معتبرا أنه نوع من محاولة تجميل صورة قبيحة، والناقد طارق الشناوي له تحفظات على اللهجة المستعملة التي تضمنت عبارات لا تتطابق والمرحلة التاريخية للعمل، فكيف تقرئين هذه التعليقات؟
bull;أنا أحترم كل ما يقال.
bull;هذه إجابة ديبلوماسية.
bull;لا، ليست ديبلوماسية، فأنا أتقبل النقد بشكل رحب. ولماذا أحب الناس فاروق من خلال هذا العمل، لأن ما قيل سابقا فيه الكثير من التجني لأنه قدمه بطريقة كاركاتورية فاسدة. فأنا لم أجمّل فاروق بل قلت الحقيقة إستنادا لمراجع متوفرة لدى كلّ الناس.

bull;د. هل أقنعك تيم الحسن السوري في أداء أهم شخصية في العمل، الملك فاروق التي كان مرشحا لها الأستاذ يحي الفخراني لكن تأخر إنجاز العمل منعه من أداء الشخصية لفارق السن؟
bull;في الحقيقة تيم كان مفاجأة سارّة بالنسبة إليّ، من أول مشهد له في سنّ 16 سنة، جعلني أحس أنه في تلك السنّ. ولعلّ الكثيرين لا يعلمون أنني أنا رشحت تيم لهذا الدور قبل حاتم.
bull;كيف حصل ذلك؟
bull;لما رفض الممثلين الشباب في مصر الدور.
bull;من هؤلاء؟
bull;أحمد عزّ، كريم عبد العزيز، أحمد السقا ... لأنه لديهم إلتزامات وعقود إحتكار مع بعض جهات الإنتاج الأخرى في السينما ... وكنت أشاهد مسلسل : على طول الأيام لحاتم علي، فشدّ إنتباهي أحد الممثلين، كما أنني أعجبت به في ملوك الطوائف لكنني لم أكن أعرف من هو. لفت نظري لأنه ممثل حساس جدّا وشكله قريب جدّا من الملك فاروق، وكنت سجلت إحدى الحلقات، وعندما جاءنا حاتم سألته من هو هذا الممثل؟ فقال لي : هذا تيم. فقلت له : أنا شايفة أنو هو الملك فاروق. فقال لي : طب إستني نفكر شوي. هو كان يفكر في تيم قبل ذلك وأنا شجعته على إختياره دون أن أكون أعرف من هو. لأنه ليس بالإمكان الإتيان بوجه جديد لأن الدور يتطلب ممثلا له خبرة كبيرة ومتمرنا.

bull;لكنك بهذا تخالفين إحدى قواعد العمل في الدراما المصرية التي تعودت في السنوات الأخيرة العمل بقاعدة الممثل النجم (وهي من عيوبها في نظر البعض)، تم التعويل على ممثل شاب نعم هو معروف في سوريا لكنه ليس معروفا في مصر مثلا؟
bull;نعم، والدليل أنني لم أكن أعرفه. وأودّ الإشارة هنا إلى أن عمل الملك فاروق إستثنائي، فالنجم هنا هو العمل. وأنا أرى أن كلّ الممثلين الذين شاركوا في هذا العمل هم نجوم. لكن عندما نقوم بتقديم دراما عادية يكون الموضوع مختلفا، لابد لنا من نجم. وللإشارة أيضا أنا عندما دخلت في هذا المشروع لم أكن على يقين من النجاح الجماهيري.
bull;لماذا؟
bull;أنا كنت متخيلة أن السياسة والتاريخ يمكن أن تثير إهتمام النخبة والمثقفين (ضاحكة) والعواجيز اللي قدي والأكبر منّي . فأنا صراحة لم أكن أتخيل هذا الإقبال الشعبي على المسلسل.
bull;لكن البعض يبرر هذا الإقبال بالأمية المستفحلة في مجتمعاتنا العربية يصبح معها التلفزيون الوسيط الناجع لتلقي المعلومة؟
bull;ليس الأمية فحسب، بل نحن لم تعد لدينا عادة القراءة والمطالعة، وأصبح تأثير الدراما ساحرا. فأنا أزعم أن تأثير هذا المسلسل في سرد هذه الفترة ربما يعادل تأثير مليون كتاب. فالناس هجروا الكتاب اليوم لأنهم أصبحوا يعتمدون على ثقافة سمعية وعلى الأنترنيت ... أي على الإستهلاك السهل والسريع. فأم كلثوم لم يعد يستمع إليها أحد من الشباب اليوم لأنه ليس لديهم الجهد والطاقة للإستماع إلى أغنية لساعة أو أكثر، بل يحبذون أغاني سريعة مدتها دقيقة أو أكثر بقليل. فالحمد لله المسلسل فيه دراما إنسانية أحس بها المشاهد فتقبله وتقبل طروحاته السياسية.

bull;هنالك من علق بأن العمل جمع بين فوضى التاريخ وأناقة الدراما.
bull;(ضاحكة) مسألة فوضى التاريخ مسؤول عنها الدكتور يونان لبيب رزق، فإذا كان لديك إحترازا على مسألة تاريخية يلام الدكتور يونان.

bull;نعرف أن حاتم علي يراجع السيناريو أكثر من مرّة في كل عمل ينجزه، هل تدخل في تغيير بعض عناصر سيناريو الملك فاروق؟
bull;كنا مضطرين لإختصار العمل حتى لا يطول أكثر، لكن حاتم لم يتدخل في مضمون النص، بل بالعكس من ذلك هو أعجب به وتحمس له. ونفذه بكل أمانة.

ومن فاجأك من الممثلين؟
bull;كلهم فاجأوني، وفاء عامر، عزت أبو عوف، نبيل الحلفاوي، علي ماهر، حسن كامي، يوسف فوزي، صلاح عبد الله، هادي الجيّار، محمود الجندي، منّة فضالي ... الحمدلله كانوا موفقين.

bull;ستلتقين مرّة أخرى بحاتم علي بعد أشهر قليلة لإنجاز شريط محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة الذي تحدث عنه زوجك الفنان يحي الفخراني بشوق كبير ذات مرّة، لماذا هذه الشخصية بالذات وماهي وجوه الإلتقاء بينها وبين يحي الفخراني؟
bull;لما قال لي يحي سوف لن أقدم الملك فاروق، وأنا أكتب بروح الهواية بدرجة أولى وكتبت الملك فاروق ليحي لأنني معجبة به كممثل.
bull;لكن كإنسان أولا؟
bull;لا، لو كنت معجبة به كإنسان فقط سوف أحسن الطبخ له وأكوي له ثيابه بطريقة جيّدة، لكنني كنت أفكر فيه وأنا أكتب فاروق، وعندما شاءت الظروف أن يتأخر إنجاز المشروع، وهو يمثل في الملك لير طرحت عليه فكرة مشروع فيلم عن محمد علي باشا فشجعني على ذلك، فكتبته في ثلاث سنوات، ووجدت أن محمد علي شخصية محيّرة ورائعة بكل المقاييس، ومسألة أن محمد علي ألباني وغير مصري كمن يقول أن بونابارت لم يكن فرنسي بل هو كورسيكي من إيطاليا. لكن اليوم الكل يعرف بأن نابليون فرنسي ومحمد علي مصري، فهو الذي إستقر في مصر وعشقها من أول يوم وكان وراء النهضة العلمية والصناعية والإقتصادية والفكرية والتربوية والتعليمية، وإن كان يريد مجدا شخصيا لنفسه لعمل على إستنزاف مواردها كما فعل أغلب الساسة الذين سبقوه أيام الحكم العثماني. من هنا أحسست أن يحي هو محمد علي.

bull;هل شاهدت بعض الأعمال الرمضانية الأخرى خلال هذا الموسم؟
bull;لا أخفيك أنني كنت متوترة بسبب الملك فاروق وفي حالة ترقب دائم لردود فعل الناس التي كانت طيبة والحمدلله. أنا كنت لا أفوت أي مسلسل لكنني هذه السنة شاهدت الملك فاروق ويتربى في عزّو فقط.

bull;وكيف وجدت يحي الفخراني في مسلسل يتربى في عزّو؟
bull;أنا معجبة به جدّا، ويحي قدّم شخصية جديدة ومختلفة وصعبة جدّا عكس ما يذهب إليه البعض من أنها شخصية سهلة.

bull;ما يعاب على أعمال الفنان يحي في السنوات الأخيرة أنها أعمال يتحمل عبئها لوحده مقارنة بحجم المجهود الذي يبذله بقية الممثلين في العمل، وكأنه يسرق الأضواء من غيره؟
bull;لا، هل يقدر ممثلا العمل لوحده وكذلك لاعب الكرة لا يكون مردوده مجديا ما لم يكن ضمن مجموعة متجانسة ومتكاملة... العمل الجماعي ضروري، وعندما يبرز نجم ويثير إنتباه الناس فهذا أمر جميل، ويحي شاركه نجوم كبار في مختلف أعماله وهو يلعب البطولات المطلقة منذ سنوات. لكن هذا الحديث يتصل بأعمال يوسف معاطي بالتحديد، ولا أفهم لماذا يحسدونه على تفوقه .
bull;مثل القضية التي رفعتها أماني الوشاحي صاحبة قصة القصاص التي إتهمتك ويوسف معاطي ويحي الفخراني بالسطو على عملها من خلال مسلسل سكة الهلالي ؟
bull;ماحزّ في نفسي من خلال هذه القضية أنها quot;إتهمتني بالسرقة والعبطquot; فإذا سرقت أنا القصة لماذا احولها ليوسف معاطي حتى يصيغ الحوار والسيناريو، لماذا لا أكتبها أنا بنفسي (ضاحكة)، عموما الموضوع إنتهى. لكن يحدث أن تثير بعض الأعمال الناجحة فضول الناس وبعضهم يحبّون ركوب الأحداث.

ماهو مشروعك القادم بعد محمد علي باشا ونجاح الملك فاروق؟
bull;حاليا ليس لدي أي مشروع المهم ان ينجز فيلم محمد علي باشا كما أريد والقادم ستكشفه لنا الأيام.

bull;هل مازلت تذكرين اليوم تفاصيل الحادثة التي ذكرت بعض تفاصيلها في بداية الحوار في مدرّج الجامعة يوم العرض المسرحي...
bull;(مقاطعة) وإنت جبتها منين؟
bull;من الصحافة.
bull;آه، (تضحك).
bull;هل مازال يحي الفخراني ذلك الحلم الدافق والفارس الذي كان يطير بأحلام الطالبة لميس وهي في مدرجات الجامعة؟
bull;بالتأكيد، وإلاّ كيف أمضي ثماني سنوات أو أكثر لأكتب له الملك فاروق ثم فيلم محمد علي باشا.
bull;ما الذي يذكي هذه العلاقة التي تجمع بين النجاح الأسري والنجاح الفني؟
bull;عندما نتفق على أن العلاقة الأسرية هي الأهم أما الشهرة يمكن أن تذهب مع الأيام عندها ننجح في مؤسسة الزواج.

[email protected]