المخرج صلاح الدين الصيد إلى يسار الصورة يوجه الممثلين
علي إبراهيم من تونس : للموسم الرابع على التوالي حقق سيتكوم quot;شوفلي حلّquot; الذي عرض في شهر رمضان المعظم على قناة تونس 7 نجاحا كبيرا، وهو يقدّم ليوميات متساكني إحدى العمارات التي تضم عيادة الطبيب النفساني الدكتور سليمان الأبيض و محلّ العرّافة التي تستغل سذاجة حرفائها لكسب مال وفير هذا إلى جانب شخصية السبوعي الطريفة وعديد الشخصيات الأخرى التي تساهم في صياغة الأحداث التي تنطلق من الإهتمامات اليومية للعائلة التونسية تقريبا. وبهذا الموسم الرابع تكون هذه السلسلة التلفزيونية قد بلغت الحلقة رقم 90 وهو رقم قياسي في الدراما التونسية، ويندر أن تنجز أعمالا درامية أو كوميدية في عالمنا العربي بهذا الكمّ من الحلقات المتواترة. وشهد هذا العمل إقبالا كبيرا في تونس منذ موسمه الأوّل، وبدت حالة الترقب قوية هذا الموسم حيث كان العديد من المتابعين يخشون على العمل السقوط في الروتينية والتكرار، لكن الصحافة التونسية أشادت في أغلبها بطرافة العمل الذي حاز أعلى الأرقام في مستوى رصد درجة المتابعة والمشاهدة في رمضان الذي يعدّ موسم الذروة تلفزيونيا. ولعلّ الملفت للإنتباه حول هذا العمل التلفزيوني هو نسب المتابعة العالية جدّا في الأقطار المغاربية والجالية التونسية والعربية والمغاربية على وجه الخصوص المقيمة بفرنسا وهو ما لمسناه في إهتمام الصحافة الفرنسية بشدّة الإقبال على متابعة quot;شوفلي حلّquot; في المقاهي والمطاعم والصالونات التي يرتادها هؤلاء أيام عرضه في رمضان حتى أن جريدة quot;لوموندquot; LE MONDE الفرنسية خصصت له في عددها الصادر يوم 03 أكتوبر مقالا تناول ظاهرة quot;شوفلي حلّquot; (كما وصفه المحرر) وما حققه العمل من نجاح في أوساط الجالية المغاربية المقيمة بفرنسا. هذا إلى جانب عديد الصحف الفرنسية الأخرى وبعض المحطات التلفزيونية.
إن مثل هذا النجاح الذي حققه هذا العمل التلفزيوني على إمتداد أربعة مواسم متتالية من شأنه أن يوثق الصلة بين المشاهد والإنتاجات التونسية التي تتميزّ بجودتها ومستواها الفني العالي على الرغم من قلّتها لأنّ إنتاجها يقتصر على القطاع العمومي أمام غياب مبادرات القطاع الخاص إذا إستثنينا بعض التجارب القليلة في مواسم سابقة. إذ لا يمكن لمبدعي الدراما في تونس أن يقدموا عملا ضعيفا لأنّ سياط الصحافة الفّنية لن يرحمهم وكذلك الشأن بالنسبة إلى الجمهور الذي يكون على وفائه دائما للإنتاجات التونسية في رمضان على الرغم من شغفه بمتابعة الأعمال العربية الكبرى مثل : باب الحارة، الملك فاروق، قضية رأي عام، الإجتياح ... في رمضان الماضي.
فوشيكة والسبوعي في لقطة من العمل
وتجدر الإشارة إلى أن quot;شوفلي حلّquot; هو من تأليف الكاتب الصحفي حاتم بلحاج وإخراج أحد أهم مخرجي وصنّاع الدراما في تونس الأستاذ صلاح الدين الصيد الحائز على عديد الجوائز في المهرجانات العربية من خلال المسلسلات التي أخرجها سابقا.
إن مثل هذا النجاح الشعبي الكبير لسلسلة quot;شوفلي حلّquot; يجعلنا نتساءل عن إمكانية تسويق العمل على أقراص DVD حتى يتمكن جمهوره من العودة إليه متى أرادوا ذلك. وقد علمنا من مصادر مطلعة أن إدارة إنتاج العمل دعت المؤلف حاتم بلحاج إلى تقديم تصوّر عام للجزء الخامس للسلسلة التي يفترض إنتاجها للموسم القادم.
الممثل النجم كمال التواتي
لكنّ هذا النجاح لا يمنعنا من تقديم بعض الملاحظات التي من شأنها أن تنبّه إلى بعض المزالق أو المواقف التي تأتي على لسان الشخصيات خلال الحوار وهي لا تخدم الجهد الجماعي في تونس من أجل الثقافة في أبعادها المختلفة، حيث ورد في أكثر من مرّة موقف سلبي يدعو إلى عدم إرتياد قاعات السينما في تونس التي هي في طور التقلص ولعلّ ما تبقى منها تغلق أبوابها بعد أيام. نعم قاعات السينما تشكو عديد النقائص في زمن القرصنة والشبكة العالمية للأنترنيت التي تمكن مستخدميها من مشاهدة آخر إنتاجات السينما العربية والعالمية لكن ليس من حق أحد أن يهاجمها بهذا الشكل. ويرى بعضهم أنّه لابدّ من الإنتباه مسقبلا إلى الضوابط الإجتماعية التي تميّز أغلب العائلات التونسية والعربية المحافظة حيث أن بعض المواقف تبدو محرجة للعائلة التي تجتمع يوميا على مائدة رمضان على الرغم من أنّ الخوض في بعض المواضيع جاء تلميحا وليس تصريحا، أضف إلى ذلك الإيقاع الرتيب الذي quot;ميّزquot; بعض الحلقات، وتكرار المواقف المتعلقة بشراهة quot;السبوعيquot; الباحث دائما عن الأكل في كلّ مكان، ثم أنه في عديد المرّات يصبح أفق انتظار المشاهد وتوقعه للحدث متطابقا مع ما هو منجز في العمل، عندها تضعف درجة الشغف به.
عموما هو عمل ناجح ويضع الإصبع على بعض السلوكيات الإجتماعية ويقدّم نماذج مختلفة من المجتمع التونسي، وهذا النجاح يتقاسمه كامل فريق العمل دون إستثناء لكن لابدّ من مراجعة عديد المسائل المتصلة بالمضمون قبل الشروع في إنجاز الجزء الخامس منه الذي هو مطلب الكثيرين الذين شاهدوه في مختلف مواسم عرضه حتى يبقى العمل يتوفر على عناصر التألق التي تميّزه. وتجدر الإشارة في الختام أن القناة الثالثة للتلفزة الجزائرية إقتنت في السنة الماضية الجزئين الأوّل والثاني ووردت على إدارة الإنتاج طلبات من التلفزيون المغربي والليبي لإقتناء العمل وعرضه في الأيام القادمة.

أبطال العمل :
كمال التواتي، منى نورالدين، سفيان الشعري، أمال البكوش،كوثر بلحاج، جميلة الشيحي، فيصل بالزين، توفيق البحري، أميمة بن حفصية ...