فقط في السعودية... الضحية تنال العقاب (حتى الان) أيضاً!!
دبي: في تفاعل جديد لقضية quot;فتاة القطيفquot; بالمملكة العربية السعودية، دعت منظمة quot;هيومان رايتس ووتشquot; الدولية، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى التدخل شخصياً لإسقاط جميع الاتهامات التي وجهتها إحدى المحاكم إلى الفتاة التي تعرضت للاغتصاب على أيدي سبعة شبان بعد ما قاموا باختطافها.

كما طلبت المنظمة الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم، السلطات السعودية إلى إعادة منح ترخيص مزاولة مهنة المحاماة لمحامي الفتاة، عبد الرحمن اللاحم، والذي كانت المحكمة نفسها قد قررت سحب رخصة المحاماة منه، بدعوى أنه quot;سعى إلى التأثير على المحكمةquot;، من خلال التحدث إلى وسائل الإعلام حول تفاصيل القضية.

من جانبه، قال اللاحم في إن موكلته البالغة من العمر 19 عاماً، أصبحت الآن بدون محام للدفاع عنها، مما يُعد انتقاصاً لحقوقها، بعد أن قررت المحكمة العامة في quot;القطيفquot; شرقي المملكة العربية السعودية، سحب رخصة مزاولة مهنة المحاماة، وإحالته إلى لجنة تأديبية بوزارة العدل.

وأضاف قوله إنه أُصيب بـquot;الصدمةquot; لمضاعفة العقوبات على موكلته، رغم أنها المجني عليها في القضية، التي تعود أحداثها إلى مارس/ آذار من العام الماضي، فيما صدرت أحكاماً اعتبر أنها quot;مخففةquot; بحق الجناة الذين قاموا باختطاف الفتاة وتناوبوا اغتصابها.

وكانت المحكمة قد شددت معاقبة المجني عليها، والتي عُرفت بـquot;فتاة القطيفquot;، بعد أن كان محاميها قد طعن في حكم سابق صدر بحقها العام الماضي، يقضي بجلدها 90 جلدة، والتي شُددت إلى مائتي جلدة بالإضافة إلى الحكم بسجنها لمدة ستة شهور، فيما قضت المحكمة بسجن الجناة لمدد تتراوح بين عامين وتسعة أعوام.

وجاء في حيثيات الحكم أن الفتاة، وهي متزوجة، كانت في quot;خلوة غير شرعيةquot; مع شخص آخر، تعرض هو الآخر للاختطاف والضرب من قبل مغتصبيها، وصدر حكم بجلده أيضاً مائتي جلدة والسجن لستة شهور.

واعترض محامي الفتاة، عبد الرحمن اللاحم على قرار الحكم quot;لأنه توجد فتوى تعتبر هذا النوع من الجرائم من 'الحرابة' (التعرض للناس تحت تهديد السلاح) وتصل عقوبتها إلى الموتquot;. وأوضح المحامي أن الفتاة التقت quot;المجني عليه الآخرquot; في مكان عام، لاسترداد صور لها كانت بحوزته، مشدداً على أنه اطلع على تلك الصور ولم يظهر منها ما يسيء إلى موكلته.

وقال اللاحم حول القرار الجديد الذي صدر الأربعاء: quot;بعد سنة، غيرت المحكمة العقوبات المفروضة على المتهمين، وأصبحت السجن بين عامين وتسعة أعوام.. لقد أصابتنا الدهشة عندما غيروا عقوبة الضحية لتصبح السجن ستة شهور، إضافة إلى جلدها 200 جلدة.quot;

وذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر في المحكمة، أن القاضي، سعد المهنا، ضاعف عقوبة الفتاة المجني عليها quot;لمحاولتها التأثير على القضاء من خلال وسائل الإعلامquot;، كما منع محاميها من الدفاع عن موكلته وتم سحب رخصة مزاولة المحاماة، وطلب منه المثول أمام لجنة تأديبية في وزارة العدل، لنفس السبب.

وكانت الفتاة، وهي من بلدة quot;العواميةquot; الشيعية في محافظة القطيف، قد فوجئت وهي ترفع شكواها، إلى السلطات القضائية المختصة من اغتصاب مجموعة من الشبان لها، بأنها أصبحت محط اتهام والتعرض لعقوبة فاقت عقوبة مغتصبيها، بتهمة quot;الخلوة غير الشرعية.quot;

وأثار الحكم جدلاً، غير معهود، حول النظام القضائي في المملكة، مما دفع البعض لمطالبة وزارة العدل بتقديم إيضاحات حول العديد من الأحكام القضائية، منها القضاء بأحكام سجن متفاوتة بين العام والثلاثة أعوام بجانب 300 جلدة على ثلاثة متهمين في قضية اغتصاب فتى في الثانية عشرة من العمر، في الوقت الذي أنزلت فيه عقوبات صارمة تراوحت بين ستة إلى 12 عاماً بالسجن على أربعة رجال بتهمة التحرش الجنسي بامرأة في نفق بالرياض.

كما أثار الحكم ردود فعل متباينة بين قراء مواقع الأخبار على شبكة الانترنت، بمختلف الدول العربية، فبينما وصف معظم القراء الحكم بأنه quot;يعاقب الضحية ويترك الجناة بلا عقابquot;، فقد عبر آخرون عن ثقتهم في القضاء السعودي، معتبرين أن الحكم quot;بُني على تفاصيل كثيرة وعميقة ومتشعبة.quot;

وفي تعليقات نشرتها شبكة quot;العربيةquot; السعودية ضمن موقعها على الانترنت، ذكر أحد القراء: quot;كأنما كتب على الفتاة في البلاد الإسلامية أن تكون الضحية الدائمة، فها هم أشاوس الشريعة يعاقبون الضحية ويخففون حكم الجناة، فأيهما أفظع الخلوة غير الشرعية أم جريمة الاغتصاب؟.quot;

وجاء في تعليق آخر: quot;أذا ترك هؤلاء الشباب بدون حكم رادع لهم، فوداعاً ثم وداعاً لبنات أخري سوف يقومون باغتصابهمquot;، فيما أضاف ثالث: quot;لم يكف هذه الفتاه المسكينة ما حدث حتى يقوم هؤلاء العلماء بالحكم عليها.quot;

وفي المقابل، فقد علق أحد القراء قائلاً: quot;هذه أوضح محاوله لتشويه القضاء رأيتها في حياتي، إخفاء الكثير من الحقائق، وإبراز أخرى، وصياغة الخبر لغرض إظهار الحكم وكأنه غير عادلquot;، وأضاف: quot;الحكم تم بناؤه على تفاصيل عميقة كثيرة ومتشعبة ليست مذكورة في هذا الخبر القصير والمقتضب.quot;

كما تساءل قارئ آخر قائلاً: quot;لخدمة من إحداث البلابل في مجتمع آمن يحكم بشرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟.. أليس هناك مواضيع أخرى تهم مصالح المسلمين في العلوم والمعرفة؟.. كفى تسفيهاً بعقول القراء.quot;