درويش في تونس: أحب تونس وأعرف أن تونس تحبني

- أنا متطفل مرحب به على مهرجان قرطاج المسرح
- إعتذرت عن لجنة القدس عاصمة ثقافية لأنني فاشل في الإدارة
- وسمت كتابي الأخير أثر الفراشة باليوميات تواضعا

علي إبراهيم من تونس : وصل الشاعر العربي الكبير محمود درويش إلى تونس عند ظهر الاثنين 03 ديسمبر 2007، ليتسلم جائزة 07 نوفمبر للإبداع التي منحها له الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهي أرفع جائزة للفكر والثقافة تمنح في تونس. وسيقيم أمسية شعرية بتونس العاصمة مساء الخميس 06 ديسمبر 2007 ضمن فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي الذي ينتظم في تونس بمشاركة عدد كبير من المسرحيين من تونس والعالم العربي وإفريقيا واروبا وآسيا. وكان في إستقباله بمطار تونس قرطاج الدولي مدير المهرجان والمسرحي محمد إدريس و مدير البرمجة والإعلام بالمهرجان أحمد عامر وسعادة سفير فلسطين بتونس ثم التحق بالمرحبين رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القادومي. وتفاجأ الشاعر درويش بالعبارة التي كتبت على باقة الورود التي أهداها إياه الجامعي الدكتور منصور مهني الرئيس المدير لمؤسسة الإذاعة التونسية : إلى شاعر الحياة محمود درويش : نحبك حيّا لنقول لك أنت منّا ولنا (في إحالة على قصيدة quot;يحبونني ميتاquot; التي يقول فيها : يحبونني ميتا ليقولوا لي لقد كان منّا وكان لنا). وكانت هذه الزيارة مناسبة أخرى للقاء شاعر الحياة محمود درويش في مصافحة سريعة على عجل كما هو دائما في ترحال مستمر ينشر عبير أزهار قصائده الجميلة وأشواكها توقظ الضمير النائم في أماكن مختلفة من العالم.

فاروق القدومي يعانق درويش
bull;أستاذ محمود أهلا بكم في تونس الأرض التي أحببتها و أحبتك وقلت فيها كلاما جميلا أكثر من مرّة؟
bull;نعم أنا أحب تونس، وأعرف أن تونس تحبني أيضا. لأن قصة الحب بين الفلسطينيين وتونس هي قصة معلنة ووفاء الفلسطينيين إلى تونس وفاء لا حدود له، وأنا أضع زيارتي في هذا السياق.
bull;هنيئا لكم بجائزة 7 نوفمبر للإبداع (وهي أعلى جائزة ثقافية وإبداعية تمنح في تونس) التي أسندها لكم الرئيس التونسي؟
bull; أعترف لك بأن خبر الجائزة قد فاجأني. كنت في كوريا الجنوبية عندما اتصل بي وزير الثقافة التونسي وأبلغني بهذا النبأ. نظرت إلى الجائزة باعتبارها تحية من الشعب ممثلا في السيد الرئيس إلى الشعب الفلسطيني ممثلا في شخصي. لذلك أنا أعتبرها هي تحية تضامن وتشجيع والتقاء بين الشعبين التونسي والفلسطيني . هي تحية تونسية إلى فلسطين وإلى مبدعي فلسطين، وبالصدفة كنت أنا أحد ممثلي هذا الإبداع.
bull;أستاذ محمود، شاعر يحضر مهرجانا مسرحيا، أليست مفارقة؟
bull;(يضحك) أنا متطفل على أيام قرطاج المسرحية.. علاقتي بالمسرح تحدد بشيء واحد هي أنني أحب المسرح وأحترم المسرح وأحترم السلالة العريقة التي تتجلى فيها العلاقة الوثيقة بين المسرح والشعر فكلاهما ساعد الآخر على النمو. أو في الأساس المسرح خرج من الشعر ثم انفصل عنه في اتجاهات مختلفة. لذلك أعتبر نفسي متطفلا على المسرح، لكن متطفلا مرغوبا ومرحبا به.
درويش وإلى جانبه مدير مهرجان قرطاج المسرحي وسفير فلسطين بتونس
bull;كتابكم الأخير أثر الفراشة وسمته باليوميات ولم تصنفه شعرا أو نثرا لماذا؟
bull;أنا أعرف ماذا كتبت، لكنني تعلمت من خبرتي أن التواضع لا يسبب أية أمراض. لأنني لست واثقا من الحدود الفاصلة بين الشعر والنثر ولا أعتقد أن هنالك حدود فاصلة. فالكتاب هو عبارة عن سرد يومي لانطباعات وتأملات يومية، أحيانا كانت تأتي مقاطع شعرية موزونة وأحيانا مقاطع شعرية نثرية، وأحيانا أخرى سرد عادي، لذلك فضلت أن أسميه يوميات وللقارئ أن يقرأ اليوميات شعرا أو نثرا وللنقاد أن يحددوا صنف ما كتبت. وكما قلت لك أعتبره نوعا من التواضع.
bull;لماذا انسحبتم من لجنة تنظيم تظاهرة القدس عاصمة ثقافية؟
bull;أنا لم أستلم الملف منذ البداية، فاجأني الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم لتعييني لهذا المنصب. وفور سماعي بالخبر زرته وطلبت إعفائي من المهمة لأنه ليس من طبيعتي النجاح في المهام الإدارية، وليس لي الوقت لذلك. وكان الرئيس عباس كريما فقبل اعتذاري وكلف شخصا آخر بالأمر.
bull;ختاما ماذا تقول لمحبيك ومحبي شعرك في تونس وخارجها؟
bull;أقول لهم شكرا على قبولي وشكرا على قراءتي وعلى إيمانكم أن الشعر مازال ممكنا وموجودا. وكثرة القراء والمستمعين يدلّ على أن الشعر مازال موجودا في الحياة الثقافية والحياة الاجتماعية، ولكن القارئ يريد شعرا يفهمه، شعرا يجد فيه مشتركا بين ذات الشاعر وذات المتلقي. وبفضل هذا التشجيع استطعت أن أطور نفسي باستمرار ولولا هذا التشجيع لما كنت قادرا على أي تطور.
bull;بماذا تعد قراءك؟
bull;أعد قرائي أنني أسعى دائما لمفاجأتهم، وشرط إبداعي أن لا أرضى عن نفسي وأن لا أقف عند لحظة طمأنينة وأن أبقى على قلق دائم لأن هذا القلق هو الذي يفجر في شرارة التجديد والكتابة من جديد.



3-فاروق القادومي يعانق درويش