واشنطن: يعتزم العلماء إدخال تعديلات جذرية على كاميرات المراقبة، بإضافة برامج كمبيوتر تحولها إلى أجهزة quot;ذكيةquot; قادرة على تحديد طول الشخص المراقب، وأسلوب سيره، بشكل يكشف ما إذا كان يحاول إخفاء أسلحة أو ممنوعات تحت ملابسه مما سيحوّل تلك الكاميرات من quot;مراقب صامتquot; إلى quot;محلل ذكي.quot; وقد بدأ الجيش الأميركي بالفعل باستخدام كاميرات تعتمد تلك التقنيات في العراق لرصد أي quot;تصرف مشبوه،quot; والعمل على منع الجريمة قبل حدوثها بدل الاكتفاء quot;بالدور السلبيquot; الحالي الذي لا يقوم سوى على تسجيل الأحداث الدائرة أمامها.

ويراهن معدو تلك التعديلات على إحداث quot;ثورةquot; في مجال الأمن، ففي حين تنتشر آلاف كاميرات المراقبة اليوم في معظم مرافق مدن العالم اليوم سواء في الطرقات أو المدارس أو المحلات أو الحافلات العمومية لمنع الجرائم، تبقى الحاجة قائمة إلى العنصر البشري الذي يقوم بتحليل معطيات أشرطة المراقبة. غير أن إيجاد quot;الكاميرا الذكيةquot; سيتيح تخصيص عدد قليل من الموظفين لمتابعتها، كما سيسمح بتوسيع هامش استعمالها في المرافق العامة كما في المنازل.

وقد بدأت بعض المدن الأميركية بالفعل باستخدام تلك التكنولوجيا، حيث بات بوسع كاميرات المراقبة في واشنطن وشيكاغو إنذار الشرطة بوجود إطلاق نار.بينما تقوم أجهزة مماثلة في مدينة بلتيمور بتسجيل معلومات عن كل من يرمي نفايات في غير أماكنها المخصصة أو يستخدم علب الرذاذ الملون في الكتابة والرسم على الجدران، وفقاً للأسوشيتد برس.

كما تحتفظ بعض صالات القمار كاميرات بصور المقامرين المخادعين لمنعهم من دخول الصالات مجدداً.

وفي هذا السياق قالت باتي غيلسبي، وهي مديرة أحد مراكز تطوير كاميرات المراقبة التابعة للجيش الأمريكي بولاية ميريلاند quot;إذا كانت الكاميرات بمثابة العيون فبرامج الكومبيوتر التي تضاف إليها هي بمثابة الدماغ.quot; بالمقابل استعرضت راما شيلابا، أستاذة الهندسة بجامعة ميريلاند الأمريكية، برنامج الكاميرات الذكية الذي طورتها، والتي تكشف وجود أشياء مخبئة تحت الملابس من خلال تحليل أساليب سير البشر.

وبفضل هذا البرنامج، الذي شرعت قوات مشاة البحرية الأمريكية باستخدامه في العراق، بات بوسع الكاميرات التحذير من وجود أسلحة مخبئة أو حقائب مشبوهة. إلا أن بعض المراقبين حذر من التسرع في التعويل على تلك الكاميرات في الوقت الحالي، مع إهمال العنصر البشري، مشددين على أن تلك التكنولوجيا لا زالت في طورها التجريبي.