عصام المجالي من عمّان:انعكست التطورات التي شهدها الأردن في السنوات الأخيرة على ظروف وخصائص الأمهات، فكان لتحسن التعليم والرعاية الصحية أثرا في حجم الأسرة ومعدلات الإنجاب ومتوسط العمر عند الزواج وغيرها من العوامل التي لا شك أنها تؤثر على دور الأم كصاحبة رسالة نبيلة ومربية للأجيال.

وتشكل الأمهات نسبة كبيرة من بين النساء الأردنيات، حيث أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية الذي نفذته دائرة الإحصاءات العامة أن 92 % من السيدات المتزوجات اللاتي أعمارهن 15-49 سنة قد أنجبن طفلا واحدا على الأقل، في حين شكلت الأمهات اللاتي أنجبن 5 أطفال ولدوا أحياء ما نسبته 37.8 % من مجموع النساء المتزوجات.

وارتفع متوسط العمر وقت الزواج الأول ارتفاعا جوهريا خلال الفترة 1979 ndash; 2004، حيث ارتفع من 21 سنة في عام 1979 إلى 25.6 سنة في عام 2004، مما ساهم في انخفاض عدد الأطفال المتوقع إنجابهم نتيجة لتقلص فترة الإنجاب للسيدة الأردنية بحوالي 11 سنة.

وأظهرت نتائج المسح المذكور أن للتعليم أثر ملموس في تأخير توقيت الزواج للإناث، حيث بين المسح أن النساء اللاتي مستواهن التعليمي ثانوي يتزوجن بعد سنتين تقريباً من غير المتعلمات أو اللاتي مستواهن التعليمي ابتدائي أو إعدادي، كما أن السيدات اللاتي مستواهن التعليمي أعلى من الثانوي يتزوجن بعد 5 سنوات على الأقل من النساء غير المتعلمات.

وانخفض معدل الإنجاب الكلي الذي يمثل متوسط عدد الأطفال الذين يمكن أن تنجبهم المرأة في الأردن مع نهاية حياتها الإنجابية إلى 3.2 بانخفاض مقداره 57% عن معدل الإنجاب الكلي لعام 1976 (7.4 طفلاً لكل أنثى). كما أشارت البيانات أيضا إلى أن نسبة الانخفاض في هذا المعدل خلال ال 12 سنة الماضية (1990-2002) كانت 34%. ونتيجة للهبوط الملموس في مستويات الإنجاب، فقد انخفض متوسط حجم الأسرة من 6.7 فرداً في عام 1979 إلى 5.4 فرداً في عام 2004.

ويرتبط تعليم الأم عكسياً مع وفيات الأطفال، حيث تراوحت معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر ما بين 44 لكل ألف لأطفال الأمهات من المستوى التعليم الابتدائي أو غير المتعلمات و24 لكل ألف بين أطفال الأمهات اللاتي مستواهن التعليمي أعلى من الثانوي. وتميل الأمهات المقيمات في المناطق الحضرية إلى الحصول على كل مكون من مكونات الرعاية قبل الولادة بشكل يفوق الأمهات الريفيات. كما أن الأمهات اللاتي مستواهن التعليمي ثانوي أو أعلى كن أكثر ميلاً لتلقي كافة الفحوصات الروتينية من الأمهات الأقل تعليماً، وبالمثل فإن الأمهات اللاتي مستواهن التعليمي ابتدائي هن أكثر ميلاً لتلقي كل مكونات الرعاية قبل الولادة من الأمهات غير المتعلمات.

وتشير البيانات إلى أن 6 % فقط من السيدات قد سبق لهن الزواج و/أو أزواجهن قد خضعوا لفحوصات طبية قبل الزواج. ويعد هذا المؤشر مدعاة للقلق إذا أن 43 % من السيدات اللاتي سبق لهن الزواج تربطهن صلة قربى بشكل ما بأزواجهن وأن 26 % منهن هن بنات عم من الدرجة الأولى لأقرانهن.

كما أن نسبة السيدات اللاتي سبق لهن الزواج المقيمات في المناطق الحضرية وقمن بإجراء فحوصات طبية قبل الزواج (6 %) كانت ضعف نسبة السيدات اللاتي قمن بتلك الفحوصات في المناطق الريفية (3 %) وأن السيدات اللاتي لديهن تعليم عال (7%) كن أكثر ميلاً لإجراء فحوصات طبية قبل الزواج من السيدات غير المتعلمات (2 %).

وأشارت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2004 إلى أن نسبة النساء اللاتي ترأسن أسرهن بلغت 10.5%. وحسب بيانات المحافظات فقد سجلت محافظة الطفيلة في الجنوب أعلى نسبة للأسـر التي ترأسهـن امرأة حيث بلغت هذه النسبة 11.7% بينما كانت محافظة العقبة الأقل بين المحافظات وكانت النسبة 5.2%.
كما أن مساهمة النساء اللاتي ترأسن أسرهن في سوق العمل تعد منخفضة حيث شكلت المشتغلات منهن 9.1%. بالإضافة إلى ما سبق فقد أظهرت النتائج أن 45% من النساء اللاتي ترأسن أسرهن هن من الأميات وان 31% منهن دون الثانوية العامة، في حين بلغت نسبة اللاتي يحملن شهادة الثانوية العامة فأعلى 24%. وبينت النتائج أن 52.3% من النساء اللاتي يرأسن أسرهن كن مؤمنات صحيا،ً في حين أن 47.3% كن غير مؤمنات صحياً.