خالد الشيخ
محمود الخطيب من عمان: بين عواصم الوطن العربي تتوزع في هذه اللحظات تفاصيل عرض (إليكِ أعود) الذي يقدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر يوم ايار المقبل على خشبة مسرح قطر الوطني بالعاصمة الدوحة.
ويعتبر عرض (إليكِ أعود) خلاصة عمل عربي مشترك يشرف عليه الفنان البحريني خالد الشيخ بمشاركة عربية واسعة من فناني الموسيقى والمسرح والأداء.
وتتلخص فكرته في موضوع الشتات الفلسطيني وآلامه، عبر شخصية يافا وتاريخها ولحظات الصمود والانكسار والحلم بمستقبل أفضل، وترجع تفاصيل العمل ابتداء من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود حامد quot;أروع العشق ما تلاه اعتذارquot; والألحان للفنان خالد الشيخ، والتوزيع والتأليف الموسيقي للفنان الأردني طارق الناصر، والإخراج للفنان عامر الخفش.
ويجسد العمل من خلال عرض quot;إليكِ أعودquot; موضوع (الشتات الفلسطيني وآلامه) والذي يتكون من عنصر التمثيل المسرحي، الرقص التعبيري، الغناء، والمادة الفيلمية مجتمعين كلهم معاً بتقديم هذا العرض. أما أبرز المشاركين في العمل غناءاً فهم الفنان خالد الشيخ، الفنان لطفي بوشناق من تونس، الفنانة هالة الصباغ من سوريا، الفنان فهد الكبيسي من قطر.

لطفي بوشناق
أما الجانب التمثيلي فيشارك فيه كل من الفنان فتحي عبدالوهاب من مصر، الفنانة نادرة عمران من الأردن، والفنان عبدالرحمن أبو القاسم من سوريا.
وقال الفنان خالد الشيخ: (إن هذه التجربة تمثل ملامح أولية لتأسيس شراكات فنية تتبناها الأجهزة الرسمية في البلدان العربية، واستجابة دولة قطر لمثل هذه التجربة إنما تعد دعماً مهماً لترسيخ مفاهيم جديدة في الانتاج الفني، فالنهوض الفني معني أيضا بدعم الدول، وهي خطوات مهمة في
دفع عجلة الفن وتنميته في المجتمعات). وحول قدرة مثل هذه المشاريع على تنمية التواصل بين الفنانين في العالم العربي أوضح الشيخ
(ان التعاون بحاجة فقط إلى عنصر المبادرة، وما دامت هذه القابلية موجودة فالمشاريع ستأخذ طريقها إلى حيز الانجاز). وأشاد الفنان خالد الشيخ بالجهود التي تبذلها دولة قطر في دعم المشاريع الثقافية التي من شأنها أن تعزز دورها الريادي في خلق بيئة ثقافية متجددة بحيث تتسع هذه البيئة لتشمل الحوار والاختلاف الفني وبما يثري الساحة الثقافية من تطورات، ويضيف الشيخ: (لقد كانت لجهود الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث آثاراً ملموسة في إخراج هذا العرض إلى حيز الوجود، فلم يكن دعمه فقط للمشروع هو المحفز الرئيس، بل كان حماسه أيضا وتذليل كافة العقبات التي واجهتنا خلال العمل.
أما المخرج عامر الخفش الذي يتنقل حالياً بين بيروت وعمّان والبحرين فقال عن بعض يوميات الاشتغال بالعمل (انتهينا مؤخراً من تصوير المادة الفلمية الخاصة بالعرض، واجتمعت بمصممة الرقص في العرض (دينا أبوحمدان) ومساعدها (مالك عنداري) والفريق الراقص، وبينما كنت أراقب الفريق وهو يعمل رأيت بأن هؤلاء كأنهم يطرزون أوجاع كل فلسطيني مشتت من خلال الحركة التعبيرية الراقصة أمامي). ويضيف الخفش: (لم يكن رقصا ما وصلنا اليه هنا... بل كان وجعاً، فحين تخرج (جوليانا وشادي وفينيسا والآخرين) من حقائب السفر وهي حركة راقصة في العرض، يقشعر البدن وتهذي بسؤال أصبح يفرض نفسه في واقعنا العربي الآن، هل أصبح الشتات فعل عربي بحت؟ فهناك فلسطين، العراق ولبنان.. وماذا بعد؟، كأن
وجوها عابرة وعيون فاضحة تسأل: هل أصبح الوجع مهنة؟).يذكر أن العمل يشارك فيه 160 فردا من العالم العربي موزعين بمهمات مختلفة من مهمات تقنية وفنية وإدارية، وترجع بدايات الاشتغال في العمل إلى عام 1986 عندما لحن الفنان خالد الشيخ أجزءا من القصيدة، وظلت أجواء العمل تكبر وتكبر حتى بدت ملامح عرض (إليكِ أعود) تبدأ في الظهور قبل عامين.
[email protected]