يجني الواحد أكثر من100 دولار في اليوم
مهمة إضافية للحمير على الحدود اليمنية السعودية

عزت مصطفى من صنعاء:
إزدادت أهمية الحمير على الحدود اليمنية السعودية، بإرتفاع وتيرة التهريب بين البلدين، ومع تضاعف مهام هذا الحيوان في تلك المنطقة، فإن أسعاره في تزايد مستمر خاصة وندرته في الأيام الأخيرة.
لم تتزايد قيمتها وحسب، بل إن تعرضها للقتل بات مرتفعًا هو الآخر لإستهدافها برصاص الدوريات العسكرية السعودية.
وبحسب أهالي المنطقة، فإن سعر الحمار الواحد من تلك التي ألفت الطريق الذي يسلكه المهربون قاطعًا الشريط الحدودي، يصل إلى 250 ألف ريال يمني (1.250 دولار أميركي)، وهو ثمن يكاد يبلغ ضعف قيمتها في أوقات سابقة، كما أنه مرشح للزيادة أكثر.
وربما كان اعتياديًا في السابق قطع الحمير للحدود، إلا أن انتباه الدوريات السعودية مؤخرًا للدور الذي يقوم به الحمار قد يضاعف من ثمنه، خاصة وأنه بات في مرمى النيران مؤخرًا، إذ قال مواطنون على الحدود لـ quot;إيلافquot; إن حميرًا عدة سقطت برصاص حرس الحدود السعوديين في الأيام الأخيرة، وربما لاحظ هؤلاء كثرة زيارة الحمير القادمة من اليمن صوب بلدهم، وهو ما دعاهم إلى الشك في أمرها.
الحمير اليمنية نشطت في الآونة الأخيرة في القيام بدور كبير في عمليات التهريب بين البلدين، وعلى الرغم من أن نشاطها هذا بدأ منذ سنوات عدة، إلا أن دخول مادتي القمح والدقيق ضمن قائمة المواد المهربة ضاعف من مهمة الحمير التي أصبح لا غنى عنها في نقل مواد ذات أوزان كبيرة.
وبحسب أهالي المنطقة الحدودية فإن الدقيق والقمح دخلا ضمن السلع المتبادلة تهريبًا بين البلدين، إثر إرتفاع أسعارهما في اليمن وصولاً لأعلى مستوياته منذ سنوات، إذ بلغ في بعض المناطق ما يعادل 40 دولارًا للكيس الواحد زنة (50كلغ)، فيما لا يزيد سعره في الأراضي المقابلة عن (30ريالاً سعوديًا).
وعلى الرغم من تصاعد أسعارها، إلا أن كثيرًا من اليمنيين في المناطق القريبة من منذ حرض الحدودي يرفضون الاستغناء عن حميرهم، إذ يستطيع الحمار الواحد منهم أن يجني أزيد من 20 ألف ريال يمني في اليوم (100 دولار).
ومع تكرار تكليفها بمهمة الذهاب والعودة عبر الخط الحدودي، تعلمت الحمير المهنة، وبات بوسعها القيام بالمهمة دون مرافق وهو ما يجنب المهربين احتمال وقوعهم في أيدي السلطات السعودية أو سقوطهم برصاص الدوريات أو تعرضهم للدغات الثعابين والعقارب في مناطق نائية.
وكانت الحمير سابقًا تقطع مسافة الذهاب باتجاه السعودية مثقلة بالقات والألعاب النارية وأحيانًا الأسلحة، وتعود إلى حضائرها سالمة في المنطقة اليمنية المحاذية للحدود، إلا أن الارتفاع المتضاعف لأسعار الدقيق والقمح في اليمن، جعل من رحلة إياب الحمير إلى اليمن مثقلة هي الأخرى بأوزان أكبر من حمولة ذهابها، وهو الأمر الذي يبطئ سيرها أثناء العودة ويزيد احتمال تعرضها للخطر، فبحسب خبراء التهريب في المنطقة، يحمل الحمار الواحد ثلاثة إلى أربعة أكياس قمح زنة (50 كلغ).
ومع ارتفاع سقوط الضحايا وسط الحمير برصاص الدوريات، فإن المهربين يضطرون إلى تأجيل إطلاق حميرهم في مهامها الاعتيادية اليومية إلى الساعات المتأخرة من الليل، إذ يعمل إنسكاب الظلام في المنطقة القاحلة من أدنى مظاهر الحياة إلى توفير سلامة أكبر للحيوانات التي أضحت العائل لكثير من الأسر الفقيرة على الحدود اليمنية، كما أنها تشكل لبعضهم من المهربين مصدرًا الثراء عبر استغلالها في اتجار غير مشروع.