تعود لاكثر من 4000 سنة قبل الميلاد
البحرين: سرقة قطعة اثرية من معبد باربار

مهند سليمان من المنامة: علمت إيلاف ان قطعة اثرية ثمينة سرقت قبل ايام من معابد باربار الاثرية quot;شمال البحرينquot; فيما بدأت الداخلية البحرينية التحقيق في الحادثة لكشف طريقة سرقة القطعة والتوصل إلى الجناة ، وذكرت مصادر ان القطعة وهي عبارة عن جرة فخارية كبيرة جدا تعود لاكثر من 4000 عام قبل الميلاد وتعود للعصر الدلموني.

واستغربت المصادر كيفية سرقة قطعة كبيرة الحجم من موقع اثري دون وجود رقابة امنية شديدة على المحتويات في الموقع الاثري، وذكرت بأن المسئولين عن قطاع التراث بوزارة الإعلام يتكتمون حاليا على السرقة فيما محاولة لإيجادها قبل تهريبها إلى الخارج.

وطالبت المصادر بالمحافظة على المعالم الاثرية والتراثية بالمملكة لصيانة الهوية الثقافية والحضارية لشعب البحرين وذاكرته وجذوره التاريخية ، والتي لا يجوز التفريط فيها او تركها نهباً لأيدي العبث والاهمال وعدم الاكتراث، وقالت المصادر ان حوادث العبث بالاثار تحتاج إلى تحرك جاد ووضع خطة لحماية المعالم والاثار بالاستعانة بالخبرات الاجنبية لضمان وقف التعدي والتجاوزات التي طالت بعض هذه المعالم الاثرية والتراثية، والتي شملت تغيير وتشويه معالمها او معالم بيئتها المحيطة بها، وتصحيح وضعها وإعادته الى حالتها السابقة.

وتأتي السرقة بعد ايام من تنبيه النواب للوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بخصوص ضرورة حماية الآثار المهجورة وغير المعروفة مثل قلعة الشيخ سلمان الفاتح في جو وقلعة حالة أبوماهر وحماية بعض الصناعات الحرفية مثل صناعة الفخار والنورة، وقدمت الشيخة مي خلال لقائها بالنواب - والذي اعترض عليه وزير الاعلام البحريني واعتبره تعديا على صلاحياته- شرحا للمواقع الأثرية والتراثية المزمع إنشاؤها، كما حددت مواقع تجديد بعض الآثار مثل قلعة الشيخ سلمان الفاتح بالرفاع ومسجد الخميس ومتحف البحرين الوطني وبيت سيادي في المحرق وتلال عالي الأثرية وعدد كبير من الآثار.

ويعد معبد باربار من المواقع الأثرية الهامة والتي اكتشفت على الشاطئ الشمالي من البحرين حتى الآن والتي تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد، ، واكتشف أول معبد منها بواسطة البعثة الدنماركية في 1954. وكشفت الحفريات اللاحقة عن أن ذلك المعبد مبني فوق بقايا معبدين آخرين أصغر حجماً، وأقدم منه، كما اكتشفت البعثة معبداً آخر على تلة مجاورة شمال شرق الموقع الأول، واكتشفت بعثة تنقيب بريطانية مستوطنة أخرى جنوب غرب الموقع وبها معبد ثالث، وقد تم العثور على أدوات كثيرة بين طبقات المعبد، بينها اختام دلمونية دائرية الشكل، مزهريات من الرخام، محارق للبخور وكؤوس فخارية مخروطية الشكل ومختلف أنواع الأواني الفخارية والأسلحة النحاسية وقطع صغيرة من الذهب.

وحسب المعلومات المتوفرة عن المعبد فإنه يعتقد بأن معابد باربار شيدت لعبادة الإله إينكي وزوجته نانخور ساك وابنهما آنزاك، وتدور ملحمة الفردوس الشهيرة حول شخصية إينكي وزوجته، وهما ينتميان إلى ارباب ما بين النهرين، واصبح ابنهما آنزاك فيما بعد كبير الآلهة في دلمون، ولا تزال هناك بقايا من حوائط ومذبحين لتقديم القرابين، وهما مبنيان من صخور ناعمة السطح دائرية الشكل، ويوجد في وسط المعبد منصة مستطيلة الشكل تمثل المقام الرئيسى.

وكان المعبد قد بني على ثلاث مراحل امتدت للفترة ما بين 3000 سنة قبل الميلاد وحتى 2000 سنة قبل الميلاد، المعبد الأول البيضاوي الشكل مبني حوالي 3000 سنة قبل الميلاد بينما شيد المعبد الثاني من الحجر الجيرى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، أما المعبد الثالث فيرجع تاريخ بنائه إلى ما بين 2100 إلى 2000 سنة قبل الميلاد، وهو أيضاً مبني من الحجر الجيري، معابد باربار الثلاثة تم بناؤها فوق بعضها البعض، وهذا من خصائص المعابد السرومرية حيث يتم بناء المعبد الأعلى فوق بقايا الأول والأقدم بعد أن ينهار ويسقط.