إيلاف من الرياض: تمكن فريق علمي طبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض برئاسة الدكتورة خوله الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان، من التوصل إلى اكتشاف (جين) ربما يكون مسئولا عن نمو وتسارع الخلايا السرطانية لسرطان الغدد الليمفاوية وهو جين (اي كي تي) وإبطال تأثيره مخبرياً.
واستطاع الفريق بوسائل مخبرية متطورة من تسجيل نشاط ذلك الجين وقدرته على إعطاء الأوامر للخلايا السرطانية بالتكاثر والنمو، بعد أن جرى فصل الخلايا السرطانية واختبارها عبر طريقة علمية بالغة التعقيد في معامل مركز الأبحاث بالمستشفى.
إثر ذلك واصل الفريق العلمي دراسته لبحث إمكانية إيقاف نشاط الجين بطريقة مخبرية، حيث تم إدخال مركب كيميائي يدعى 294002 واي ال إلى داخل نواة الخلية السرطانية، وبعد مرور 24 ساعة من دخول المركب بدأت الخلية بالانكماش، ثم الموت ما يعني توقف تسرطنها ( نموها السرطاني ).

وأثناء نقل هذه النتائج المثيرة إلى المرحلة السريرية (الإكلينيكية) جرى فحص 100 مريضاً مصاباً بسرطان الغدد الليمفاوية، وظهر أن 52% من هؤلاء المرضى لديهم نشاط ملحوظ في جين ( اي كي تي ) في الخلايا السرطانية، وعند متابعة تجاوب هؤلاء المرضى للعلاج لوحظ أن هذه الفئة التي تملك نشاط في هذا الجين لا تتجاوب مع العلاج الكيميائي، فيما عانى بعضهم الآخر من عودة السرطان بعد العلاج.
ونشرت نتائج البحث الذي أستغرق عامين متواصلين وشمل دراسة 100 حالة سعودية يعانون من سرطان الغدد الليمفاوية نوع ( دي ال بي سي ال ) الذي يمثل أكثر من 65% من سرطانات الغدد اللمفاوية في المملكة في أعرق مجلة طبية عالمية لسرطانات الدم والغدد الليمفاوية ( بي ال او او دي ) الصادرة عن الجمعية الأمريكية للأورام وأمراض الدم في عددها الصادر لشهر يناير.
من جهته أكد المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور قاسم القصبي لوكالة الأنباء السعودية على أهمية الدور المحوري للأبحاث العلمية في تطور الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، مشدداً على ضرورة دعمها وتطويرها في السعودية والمنطقة العربية لمعرفة المؤثرات الجينية للأمراض المستعصية وعلى رأسها السرطان، لافتاً إلى أن أبحاثاً سابقة جرت في مركز أبحاث المستشفى التخصصي كشفت عن تباينات في مدى استجابة مرضى السرطان السعوديين لبعض الأدوية المصنعة، بناء على نتائج أبحاث غربية وذلك بسبب التمايزات الجينية بين الأعراق المختلفة.

من جانبها عبرت الدكتورة خوله الكريع رئيسة الفريق العلمي للبحث عن سعادتها وفخرها بهذه النتائج الباهرة وأوضحت أن هذا البحث ما هو إلا جزء يسير من برنامج بحثي شامل، يتبناه مركز الأبحاث في المستشفى التخصصي بالرياض منذ عدة سنوات للتعرف على الصفات الجينية لمرضى السرطان في المملكة العربية السعودية بهدف أيجاد حلول علمية حديثة لمكافحة وعلاج المرض.
إلى ذلك لقيت نتائج البحث قبولاً كبيراً في الأوساط العلمية والطبية العالمية كونها تفتح باب الأمل واسعاً أمام المرضى الذين لا يتجاوبون مع العلاج الكيميائي التقليدي عبر إمكانية تطوير المركب الكيميائي (294002 واي ال ) ليكون علاجاً فعالاً للحالات المستعصية من سرطانات الغدد الليمفاوية.
وعلق أحد الأطباء العلماء الذين قاموا بمراجعة وتقييم البحث قبل نشره في المجلة الأمريكية قائلاً quot;إن نتائج هذا البحث فريدة، وسيكون لها تأثير ايجابي في القضاء على سرطان الغدد الليمفاويةquot; .
وقال عالم آخر راجع البحث للغاية ذاتها quot; نتائج مثيرة للاهتمام تستوجب نشر هذا البحث في الأوساط العلمية العالمية quot;. .
يذكر أن الفريق العلمي المشارك في هذا البحث تكون من الدكتور شهاب الدين خان، و الدكتور أزهر حسين، والدكتور عبدالخالد سراج، والدكتورعدنان عزت، والدكتور حسان الصلح، والدكتور فؤاد الدايل، والدكتور براشنت بافي، والدكتور عاصم بلقومي، وفني المختبر نايف الجمعه، وفنية المختبر فاليري أتيزادو.