عامل الوراثة يلعب دورًا كبيرًا
إختلاف صنف الدم لايُفسد مشروع الزواج


د.مزاحم مبارك مال اللــــه: إن واحدة من المشاكل التي تواجهنا هي إختلاف صنف الدم بين الزوج والزوجة وخصوصاً صنف الدم السالب والموجب، ولأجل فهم هذا الأمر علينا شرح أصناف الدم . إكتشف العلماء أن للدم أربع أصناف، وبالإتفاق فقد منحو كل صنف أسماً ، فأسموها A,B,AB,O وذلك إستناداً الى الأجسام البروتينية الموجودة على سطح الكريات الحمراء، فصنف ( A ) يحمل أجسام تختلف عن صنف ( B ) والصنف ( B ) يحمل أجسام تختلف عن الصنف ( A)، والصنف ( AB ) يحمل أجسام (AB ) أما الصنف (O) فلا يحمل أي أجسام، والمهم أن نعرف إن بلازما الإنسان صنف (A) يحمل الأجسام المضادة لصنف الدم ( B )، وبلازما الإنسان صنف ( B ) يحمل الأجسام المضادة لصنف الدم ( A ) ، وبلازما الإنسان صنف ( AB ) فلا يحمل أجسام مضادة ، أما بلازما الإنسان صنف ( O ) فيحمل أجسام مضادة لصنفي ( A، B ) .( والبلازما هي كل مكونات الدم عدا كريات الدم الحمراء ) .

وليس هذا فحسب وإنما هناك أجسام أخرى أسموها Rh ( ويوجد 12 نوع من هذه الأجسام ، ولكن الأكثر شيوعاً هو نوع D ) ، والـ ( Rh ) هما الحرفان الأولان من أسم نوع من القردة أجريت عليه التجارب وأسمه Rhesus ، فالدم الذي فيه هذه الأجسام يسمى موجب ( + )(posative)والدم الذي لايحوي على هذه الأجسام يسمى سالب (ـ) [ Negative] ، وعليه فهناك صنف دم (A موجب وسالب ) وصنف دم ( B موجب وسالب ) وصنف دم (AB موجب وسالب ) ، وصنف دم (Oموجب وسالب ) .

وعلى أساس هذا التصنيف يتم أعطاء الدم الى المرضى الذين هم بحاجة اليه سواء أثناء العمليات الجراحية أو أؤلائك الذين يعانون من هبوط شديد بكمية الدم في أجسامهم .
لقد وجد العلماء بعد الدراسات المستفيضة والأحصائيات العديدة إن صنف الدم الموجب يمثّل 85% من دماء الناس وصنف الدم السالب يمثّل 15% ، وهنا يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً وأن قوانين مندل الوراثية في الصفة الغالبة والمتنحية هي التي تتحكم بذلك . الأن / إذا تزوج رجل يحمل الصنف ( موجب ) من إمرأة صنف دم ( سالب) ، فإن إحتمالية أن يكون الجنين موجب ستكون عالية إستناداً الى النسبة أعلاه ، فإذا ما حملت هذه المرأة بطفل صنف دمه مثل صنف دم أبيه (بمعنى موجب ) فعند الولادة ستختلط بعض قطرات دمه مع دمها مما يسبب تحسس دم الأم وظهور أجسام مضادة ضد دم وليدها ( هذا من الحمل الأول ) وتسمى بمرحلة التحسس ، وحين حصول الحمل الثاني فإن الأجسام المضادة التي تكونت في دم الأم ستهاجم خلايا وأنسجة الجنين ( أقصد الجنين الثاني ) مما يتسبب بقتله ، وهذا ما ينسحب على الحمل الثالث والرابع وهكذا ..

أما إذا كان صنف دم الجنين مثل صنف دم أمه فلا مشاكل من هذا القبيل . إن العلم توصل الى حل هذا الإشكال وذلك بإعطاء الأم إبرة الـ ( Anti ـ D )خلال 72 ساعة بعد الولادة أو بعد إنتهاء أي حمل سواء بالإجهاض أو نتيجة لأي سبب كان ، إن مصل (( الأنتي دي )) سيعمل على تنظيف دم الأم من كل الأجسام المضادة التي سببها الحمل الأول وبذلك سيعود دمها الى وضعه الطبيعي وكأن شئ لم يحدث وعندها تستطيع أن تحمل مرة ثانية أو ثالثة ..الخ .الاّ إن المهم أن تأخذ إبرة الـ ( Anti_ D ) بعد كل نهاية حمل مهما كانت تلك النهاية .
من هنا تأتي أهمية إجراء الفحوصات المختبرية للخطيبين قبل الزواج ، فليس لأجل إبطال مشروع الزواج ولكن لأجل أخذ الإحتياطات الواجبة ، فلا تأثير لأختلاف صنف الدم على الإطلاق بمشروع الزواج ، بل لايفسده أبداً ..