تاج الدين عبد الحق من ابوظبي: كشف اطباء عالميون ان نمط الحياة واسلوب العمل في منطقة الخليج من اهم الاسباب وراء امراض القلب التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول خليجية اخرى، وسلط الاطباء في اطار التحضيرات ليوم القلب العالمي االذي يصادف 30 سبتمبر الجاري الضوء على حجم هذه الظاهرة الصحية في المنطقة وصولا الى تعزيز مستوى الوعي بين الناس حول هذا المرض الخطير. وحسب الاطباء فأن المشكلة الرئيسية في هذا المرض أنه لا يظهر بسرعة بحيث لا يبرز من خلال العوارض البديهية مثل آلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، وهو يتطور عادة دون أي تحذيرات أولية حوله. ويعتبر الكشف المبكر الخطوة الأساسية في معاجلة هذه المشكلة قبل الإصابة بأول ذبحة قلبية التي تصيب عادة الرجال فوق سن الخمسين بينما تصاب بها النساء فوق سن الستين.

وأشار الدكتور كلاوس كالماير، رئيس rsquo;المركز الألماني للقلبlsquo; في مدينة دبي الطبية، إلى أن هذه المشكلة بارزة بشكل واضح في منطقة الخليج العربي نظراً للجمع غير الصحي بين نمط الحياة العصرية وأسلوب العمل.

وقال: quot;بشكل عام، تحتوي المأكولات التي يتم تناولها هنا في منطقة الخليج على نسبة عالية من الدهون والصوديوم، بينما كانت تحتوي على نسبة أعلى من الألياف قبل 20 سنة. مشيرا الى إن اتباع العادات الغربية في تناول الطعام واستهلاك الكميات الكبيرة من الوجبات السريعة قد أدى إلى تفاقم المشكلة وارتفاع مستويات الكولستيرول لدى الناس. وتعتبر البدانة مشكلة متفشية بين الرجال في هذا الجزء من العالم وهي أمر خطير إذ أن الدهون قد تساهم في تطور أمراض القلب.quot;

وأضاف: quot;تعتبر أمراض القلب مشكلة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وهي تعود بسبب كبير إلى نمط الحياة اليومي الذي يتبعه عدد كبير من الناس وفي الوقت ذاته التعرض للكثير من الضغوطات في العمل. وليس مفاجئاً أن يعاني الوافدون الذين يأتون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لشغل الوظائف المكتبية من زيادة في الوزن. فقلة الحركة تعتبر من أبرز العوامل المساهمة في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إذ من الصعب مثلاً المشي كثيراً في الخارج وسط الحر الشديد وخصوصاً في فصل الصيف. فالمشي إلى العمل أو أي مكان آخر مثل المحال التجارية القريبة هو خيار غير متوفر كثيراً هنا، لكن هذه العادات اليومية تعتبر أموراً أساسية في تقليل التعرض لمشاكل القلب.quot;

وعادة تترافق أمراض القلب والسكري معاً، وهما يعتبران من الأمراض الخطرة الأسرع نمواً حول العالم. وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً لجهة معدلات الإصابة بمرض السكري وبنسبة 19.5 في المئة، وذلك مباشرة بعد جزيرة ناورو الصغيرة في المحيط الهادئ.

وإضافة إلى التعب الجسدي، تعتبر عوامل الضغط النفسي أساسية في تطور أمراض القلب والشرايين. كما أن ضغوطات العمل والكآبة والانفصال (مثل الطلاق أو الموت) وغيرها من العوامل الأخرى تعتبر أسباباً رئيسية في تفاقم المشكلة وهي أمور من الصعب تغييرها. ويمكن لهذه العوامل أن تكون في بعض الأحيان أكثر تأثيراً من البدانة أو السكري. فالإجهاد والضغط النفسي يعتبران عوامل أساسية في تفاقم المشكلة. وكون الكآبة تعتبر مشكلة عامة، تبرز هذه الحالات بشكل عال في الإمارات وهي تعود إلى التأثيرات المتناقضة للثقافة والتقاليد مع التغيرات الإجتماعية السريعة الحاصلة.

وشرح الدكتور كالماير قائلاً: quot;إن إفرازات بعض الهرمونات في الجسم قد تؤدي إلى تناول المزيد من الطعام وتخفيف الحركة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة في الوزن وارتفاع في ضغط الدم ومستوى السكر، والتي جميعها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين أو حتى التعرض للذبحة القلبية.quot;

كما قال: quot;قد تساعد التغييرات الصغيرة بنمط الحياة اليومية في تقليل مخاطر التعرض لمشاكل القلب. وتشكل بعد الأمور البسيطة مثل تناول المزيد من الخضراوات وزيادة الحركة والراحة والتقليل من تناول الكحول والتوقف عن التدخين عوامل أساسية في المحافظة على قلب قوي.quot;

وتشكل الاستشارات المتخصصة عنصراً هاماً في إزالة الأوهام المرتبطة بالأمراض وتشجيع الناس على التفكير بشكل إيجابي. وتعتبر أمراض القلب والشرايين حالات مرضية بمعدلات نجاة عالية، وتكون النتائج إيجابية عادة من خلال المعالجة الصحيحة واتباع الخطوات الدقيقة في معالجة المشكلة.

ويركّز البروفسور لون على أهمية العوامل النفسية للكشف عن أسباب المرض، ما يشكل أحد أبرز أهداف أبحاثه. ومن أهم الأمور التي يركز عليها في أبحاثه هي التأكد من أن المرضى غير خائفين وعلى أهمية معالجة المشكلة بشكل إيجابي. وأشارت إحدى الدراسات التي أجراها فريقه في بوسطن أن المرضى الذين يعانون من القلق قد أظهروا نسبة استجابة أضعف تجاه المعالجة بعد الكشف عن المرض. لذا أحد أبرز أهداف أخصائيي القلب يجب أن تتمحور حول عدم إخافة المرضى، بل وجوب تشجيعهم للاستجابة لعملية الشفاء وتوجيههم بشكل جيد لاتباع العلاجات المحددة.

وإحصائياً، ليس من الصعب تحقيق النتائج الإيجابية وتعتبر مستويات النجاح أعلى في حال اتباع الخطوات الصحيحة. وتقريباً، يموت كل عام شخص من بين كل 100 شخص مصاب بأمراض القلب، ومخاطر التعرض للذبحات القلبية غير المميتة تراوح نسبتها عند حدود الـ3 في المئة فقط.

وأبرز ستة أسباب لأمراض القلب والشرايين هي:مستوى الكولستيرول العالي السكري الضغط النفسي وضغط الدم العالي والتدخين والعوامل الوراثية .ويمكن لأي شخص يهتم بالحالة الصحية لقلبه إجراء فحص كامل للقلب في مركز متخصص. وخلال ساعة من الوقت يمكن التعرف على حالة القلب وإن كان يتمتع بصحة جيدة أو أن هناك أمر يجب التنبه إليه مبكراً خوفاً من أن يتطور ليشكل مشكلة في المستقبل. ويشتمل الكشف المبكر على التعرف إلى المخاطر وإجراء فحص اختبار الجهد وفحص لنظام القلب والشرايين.

وقال الدكتور كالماير ان منع الإصابة بالمرض يعتمد على اتباع بعض التغييرات الصغيرة في نمط الحياة. لكن، قد يكون من الصعب في كثير من الأحيان تغيير عادات الناس وأسلوب حياتهم اليومية وبخاصة أولئك كثيري العمل والإجهاد بحيث يصعب تقليل مستوى الضغوطات التي يعانون منها. وعادة يعاني الناس من التعب والإجهاد دون أن يتنبهوا لذلك والمخاطر التي تشكلها على صحتهم.quot;

يذكر ان rsquo;المركز الألماني للقلبlsquo;،هو أبرز مركز متخصص في هذا المجال بألمانيا، وقد افتتح في مايو 2006 فرعا له في مدينة دبي الطبية، وهو يوفر أعلى مستويات خدمات الرعاية الطبية وأرقى مستويات الاحترافية على أيدي أخصائيي القلب الألمان الذين خضعوا لدورات تدريبية في جامعة هارفرد الأميركية العريقة، ويساعدهم عدد من الموظفين المتخصصين في هذا المجال.