صلة وصل بين الزهايمر والسكري
اكتشاف مرض السكري من النوع الثالث

طلال سلامة من روما: هل يمثل مرض الزهايمر النوع الثالث من مرض السكري؟ نظرياً، يشق هذا المبدأ طريقه في صفوف خبراء الصحة الذين باشروا تصنيف مرض التآكل العصبي، أي الزهايمر، كمرض السكري من النوع الثالث. نذكر هنا أن مرض السكري من النوع الأول متعلق بالأنسولين. فيما يصيب النوع الثاني من هذا المرض البالغين. ويبدو أن أعصاب الدماغ، لدى مرضى السكري، تقاوم الأنسولين. لذلك، لا تستطيع امتصاص الغلوكوز، وهي مادة ضرورية لاستمداد طاقتها. ان صلة الوصل بين مرضى السكري والزهايمر تم اكتشافها منذ عشر سنوات تقريباً، عندما رصد الباحثون تجمعات شاذة للأنسولين في دماغ مرضى الزهايمر. علاوة على ذلك، يعرف الأطباء جيداً أن مرضى السكري لديهم خطر أعلى، مقارنة بأولئك غير المصابين بالسكري، بين 2 و5 مرات، في تطوير مرض الزهايمر.

ويتكون الأنسولين في الدماغ بصورة مختلفة عن تلك التي تحصل في مناطق الجسم الأخرى. هكذا، تختلف درجة مقاومة الأنسولين، في كل منطقة من الجسم على حدة. من جانبهم، يؤمن الباحثون في جامعة quot;براون يونيفرسيتيquot; بأن مقاومة الأنسولين مسؤولة عن فقدان الذاكرة وتدمير الأعصاب المحتمل الذي يميز مرض الزهايمر عن غيره.

ويؤازر نظرية الباحثين في جامعة quot;براون يونيفرسيتيquot; دراسة حديثة نفذها الباحثون في جامعة quot;نورث ويستيرن يونيفرسيتيquot; كشف النقاب عن أن البروتين السام المسمى (Addl) يؤذي مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح أعصاب الدماغ محولة هذه الأخيرة، بالتالي، الى أعصاب غير حساسة لمفعول هذا البروتين السام. في حال اللجوء الى جسم مضاد، قادر على شل وظائف هذا البروتين، عندئذ قد ينجح الأطباء في تحريك عملية تآكل الأعصاب الدماغية في الاتجاه المعاكس فضلاً عن استباق خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

على أساس نظرية الباحثين في جامعة quot;براون يونيفرسيتيquot;، تخطط شركات (GlaxoSmithKline) و(Acumen Pharmaceutical) وquot;ميركquot; لاستراتيجيات علاجية نوعية. تحاول شركة quot;غلاكسو سميث كلاينquot; اختبار دواء quot;أفاندياquot; (Avandia)، الذي تم تطويره لمعالجة مرض السكري والذي يُخشى من مفعوله السام على القلب، على مرضى الزهايمر. في حين تحاول الشركتان الأخريان إيجاد جزيئيات قادرة على نقل الأنسولين الى الأعصاب فضلاً عن تطوير أجسام مضادة قادرة على quot;تصفيرquot; المفعول العصبي السام الذي يسببه البروتين (Addl) .