طلال سلامة من روما: يربط الباحثون في مستشفى ماساشوستس جنرال هوسبيتال (MGH) اليوم التشويه الجيني بشدة بالشعور بالقلق. ورصد الباحثون تشويهاً في جين تم ربطه بالخجل والسلوك المكبوت لدى الأطفال والشخصية المنغلقة لدى البالغين. علاوة على ذلك، نجد تفاعل ملحوظ في مناطق الدماغ المشتركة في معالجة الخوف والقلق. منذ بعض الوقت، يربط الباحثون الميل الى تطوير اضطرابات القلق بعامل وراثي عائلي. بيد أن الطيف الواسع من الأشكال التي يمكن لاضطرابات القلق quot;التنكرquot; بها جعل من تمييز الجينات الضالعة في الإصابة بهذه الاضطرابات، في السابق، مسألة عويصة.

اليوم، تؤكد لنا الدراسة الأميركية وجود جين، على الكروموسوم 1، يشفر للبروتين المسمى (RGS2)، يُعتقد بأنه مرتبط لدى البشر بالشعور بالقلق أو الخوف أو الخجل. في مراحل الدراسة المقبلة، سيتمحور الاهتمام حول إذا كانت مختلف متغيرات هذا البروتين مرتبطة فعلاً بنماذج معينة من اضطرابات القلق، وكيف تتفاعل هذه المتغيرات في ما بينها على المستوى الخلوي.

في أي حال، تعتبر آلية اضطرابات القلق معقدة. على سبيل المثال، يلعب البروتين المسمى (Arc)، ذو المفعول المسكٌن، دور الوسيط بين مستويات القلق المرتفعة والإدمان على الكحول وذلك رداً على إنتاج عامل التغذية العصبية الدماغي (BDNF) الذي ينشط بسبب تعاطي الكحول. ان هذا العامل يلعب دوراً قيادياً في إنتاج الخلايا المتغصنة الرئيسية لإنشاء وصيانة شبكة من الاتصالات بين خلايا الدماغ.

عندما يتراجع مستوى البروتين (Arc) في لوزة الدماغ(أميغدالا) تهوي بالتالي كمية الخلايا المتغصنة. وعندما يستعيد البروتين (Arc) مستواه الطبيعي، عن طريق حقن الأدوية، يتراجع مستوى القلق ويتراجع معه كذلك استهلاك الكحول.