استضافت جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الشهر الماضي المؤتمر الوطني الثاني لاستثمار التكنولوجيا، والذي عقد تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة.

وعقد المؤتمر في حرم الجامعة وبتنظيم مشترك من كل من مركز الملكة رانيا للريادة والجمعية العلمية الملكية والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا. وشمل برنامج المؤتمر على سلسلة من الجلسات الحوارية، والنقاشات المستفيضة التي تمحورت حول أهمية تفعيل حقوق الملكية الفكرية لدى المبدعين والمخترعين الأردنيين وكيفية استثمار أفكارهم تجاريا.

وكان المؤتمر قد نجح في تحقيق أهدافه من خلال إلقاء الضوء على أهمية استثمار التكنولوجيا في تحويل الاختراعات والأعمال الإبداعية إلى مشاريع أعمال ناجحة ومتفوقة. كما نجح المؤتمر في استقطاب اهتمام مختلف الفعاليات الاقتصادية والتعليمية والثقافية في الأردن والعالم. وقد شارك بالمؤتمر وفود كبيرة حضرت من الأردن والخارج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر سوريا، وسلطنة عمان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمير كية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وعقدت خلال المؤتمر جلستي نقاش رئيسيتين ، تركزت إحداهما على تجربة القطاع الخاص متمثلة بمركز الملكة رانيا للريادة في إنشاء شركات فعالة ومزدهرة تساهم في تشجيع المجتمع الأردني على الإبداع والريادة. وفي الجلسة الثانية، ناقش المشاركون دور الحكومة والقطاع العام في تعزيز القوانين والتشريعات الحاكمة لحقوق الملكية الفكرية في الأردن.

وصرح باسل صادق الكيلاني، مدير البرنامج الوطني لاستثمار التكنولوجيا قائلا، quot; تكمن أهمية عقد هذا المؤتمر الوطني في الجهود الحثيثة التي يقوم بها مركز الملكة رانيا للريادة في تعزيز الوعي العام لدى الباحثين والمبدعين بحقوق الملكية الفكرية لديهم. كما يساهم هذا المؤتمر في التركيز على القيمة الاقتصادية للأصول الفكرية لدى المبدعين والمخترعين وكيفية توجيههم نحو استثمار اختراعاتهم بالشكل الصحيحquot;.

وكانت الجلسة الختامية في المؤتمر قد شملت على عدد من التوصيات التي دعت إلى تعزيز توعية الأردنيين بحقوق الملكية الفكرية وخاصة في الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الحكومية والهيئات الرسمية المعنية. ودعا المؤتمر إلى تفعيل هذه التوصية عن طريق مخاطبة كل من المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ووزارة الصناعة والتجارة لإطلاق حملات توعية في الجهات المذكورة أعلاه.

وأقر المشاركون في المؤتمر توصية بإصدار دليل الباحث للملكية الفكرية، بحيث ستشرف على إعداده وإصداره جامعات حكومية وخاصة في المملكة. وسيعمل الدليل على نشر التوعية بين الباحثين والمخترعين الجامعيين لحماية أصولهم الفكرية والمساهمة في خلق مبادىء الريادة وروح المبادرة بينهم.

كما دعا المشاركون إلى إصدار منشورات تعريفية بحقوق الملكية الفكرية، بحيث يتم توزيعها على المعنيين بالأمر، وإطلاعهم على الخطوات الكفيلة بحماية أصولهم الفكرية واستثمارها بالشكل المناسب والتعاون مع وزارة التعليم ليتم إدخال مفهوم الملكية الفكرية في النظام الدراسي. كما سيتم مخاطبة كل من الوزارات والجهات الحكومية المعنية لعمل سياسات خاصة بالملكية الفكرية في كل منها، بحيث ستكون الأساس لحماية حقوق الباحثين والمخترعين في تلك المؤسسات وتشجيعهم على مواصلة الإبداع.

وأعرب المنظمون عن شكرهم وتقديرهم لكافة المشاركين في المؤتمر، وذلك نظير مشاركاتهم الفعالة والمؤثرة في مختلف الجلسات والنقاشات الحوارية، وامتنانهم لجميع المتحدثين وخاصة السيد جابر والجي من المملكة المتحدة، والدكتور رياض سوافطة من الولايات المتحدة الأمير كية، والسيد زياد الزرقا من الإمارات العربية المتحدة. كما شكر المنظمون كل من الصندوق الوطني لدعم المؤسسات (نافس) على دعمه المادي للمؤتمر ومجموعة طلال أبو غزالة على المساعدة في جعل هذا الحدث قصة نجاح وطنية.