يعتبر الكمبيوتر الذي يضعه المستعمل حول معصمه، كما الساعة، آخر صرخة في عالم الإلكترونيات المُصغٌرة. ويقف وراء هذا الابتكار شركة إيطالية ويسمح لنا بإنجاز جميع العمليات التي تتطلب منا عادة التسمر أمام شاشة الكمبيوتر المكتبي أو الشخصي. وأطلق على هذا الكمبيوتر المنمنم(المصغر) اسم quot;زيبادquot; (Zypad)، وتنتجه quot;يوروتيكquot; (Eurotech)، وهي شركة متخصصة في تصميم وإنتاج نُسخ الكمبيوتر المصغرة جداً (Nano PC) عدا عن الكمبيوترات ذات القدرة الحسابية العالية وتتخذ من مدينة quot;أودينيquot; (Udine) شمال شرق ايطاليا مقراً رئيسياً لأعمالها. ويزن الكمبيوتر quot;زيبادquot; 290 غرام وهو ثمرة نتائج البحث المكثف حول التصميم المعلوماتي والمواد التركيبية والاستهلاك الطاقوي. وسيسمح الكمبيوتر quot;زيبادquot; للجميع بالعمل من خلال التواصل اللاسلكي(بالشبكة العنكبوتية مثلاً) من دون التعلق بأماكن العمل الثابتة. بالفعل، هذه الكمبيوترات المصممة للوضع حول معصم اليد ستهدينا أفق حرية جديد في تحركاتنا وتحرر أيدينا ما سيحدث ثورة في عاداتنا اليومية. ويكمن هدف شركة quot;يوروتيكquot; في تسهيل مهمات أولئك المنخرطين في العمل في بيئات quot;صعبةquot;. إذ تضع الشركة الإيطالية تحت تصرفهم جهازاً(زيباد) سهل الاستعمال.

مدماك القوة

على مستوى الجهاز بحد ذاته، أو (Hardware)، يعمل quot;زيبادquot; كأي كمبيوتر تقليدي، ونظراً لافتقاده الى لوحة المفاتيح يتفاعل المستعمل مباشرة مع شاشة تواصل باللمس (Touch-Screen) حجمها 3.5 بوصة وذلك سواء من طريق قلم ضوئي أو عبر لوحة تحكم إلكترونية quot;جويستيكquot;. وهناك تشكيلة من الأوامر الصوتية التي يعطيها المستعمل للكمبيوتر، قيد التطوير. ومن حيث تخفيض الاستهلاك الكهربائي، أجازت شركة quot;يوروتيكquot; حزمة من الحلول التي تجعل الكمبيوتر quot;زيبادquot; يُضاء ذاتياً عندما يُقرٌب المستعمل معصمه(الذي يلتف حوله هذا الكمبيوتر المصغر) الى عينيه. أما نظام التشغيل داخل الكمبيوتر فيمكن أن يكون (Windows CE) أو (Linux)، حسب الطلب، كما يتمتع بذاكرة ومضية (Flash Memory) سعتها 64 ميجابايت. هذا ويكمن مدماك قوة quot;زيبادquot; في التواصل بصورة سلسة مع العالم الخارجي بفضل عدة أنواع من التواصل اللاسلكي التي تستند الى تقنيات quot;بلوتوثquot; و(Wlan) و(GSM) وأنظمة مشاطرة المعطيات (peer to peer).

التطبيقات

إن quot;زيبادquot; هو الكمبيوتر المثالي لتطبيقات متشعبة، منها التجارية والصناعية. وعموماً، سيصبح المساعد الأول لموظفي الدفاع المدني والإسعافات الأولية كونه يستطيع استلام المعطيات وتجهيزها الى الموظفين على الأثر. وفي المستقبل، يمكن تركيبه داخل الروبوتات المشرفة على مهمات استطلاعية. وبفضل أجهزة الاستشعار الخارجية، سيتمكن quot;زيبادquot; من رصد الأخطار غير المرئية، مثل المواد الكيميائية السامة. وبإيطاليا، ستستعمله السلطات الأمنية والشرطة لتبادل تدفق المعلومات المتواصل بين غُرف العمليات ووحدات التدخل الأمنية. ومن المتوقع اعتناق quot;زيبادquot; أيضاً في قطاع الدفاع العسكري الأوروبي. كما يمكن للمتاجر الكبرى الاستفادة منه، بخاصة لناحية تغليف المنتجات وشحنها إضافة الى تسخيره في عمليات جرد السلع. فقدرة quot;زيبادquot; على قراءة ما يسمى رموز المنتجات (Barcodes)، وهي رموز مكونة من مجموعات من الخطوط المتوازية التي تعبر عن اسم وسعر كل منتج والتي تلصق أو تطبع عادة على كل منتج، ستقلص أوقات متابعة مسائل الجرد والأسعار. وينجح quot;زيبادquot; في معالجة جميع هذه المعلومات فوراً من دون الحاجة الى نقلها الى كمبيوترات أخرى.

لمحة عن التطوير المستقبلي

تتجه شركة quot;يوروتيكquot; الإيطالية الى الدخول في أعمال بطاقات الطيران وبطاقات صعود الطائرة (Embarking Cards) التي تتطلب من المسافرين، الى اليوم، الوقوف في صف الquot;تشيك إنquot; في قاعة المغادرة، بالمطار. فبواسطة كمبيوتر المعصم(زيباد) يمكن إلغاء كل هذه الإجراءات واستبدالها بموظفين يتجولون بين المسافرين، في صالات المغادرة، لإصدار بطاقات صعود الطائرة. وسيؤول نجاح هذه المبادرة الى تطبيقها في مجالات أخرى، مثل بيع البطاقات في استادات كرة القدم والمسارح.