رئيس منظمة أقباط أميركا يتحدث عن زيارته لمصر
الإخوان خاضوا الانتخابات البرلمانية بطريقة الأميركيين

زيارتي شخصية ولا أمثل إلا نفسي وأتوقع هجوماً بعدها
ليست لي طموحات بترشيح نفسي في أي انتخابات بمصر
لمست تفهماً كبيراً من المسؤولين الذين التقيت بهم
أتمنى تفعيل الدور السياسي للأقباط في العمل العام

منير في حوار تلفزيوني
حوار نبيل شرف الدين: التقيته للمرة الأولى في مدينة زيورخ السويسرية عام 2004، رغم أننا تعارفنا قبلها بأعوام افتراضياً عبر الإنترنت، ولكن أتاح لنا المؤتمر الأول للأقباط فرصة اللقاء المباشر، وقد بدا أصغر كثيراً مما تخيلته، ومرة أخرى التقيته في المؤتمر الثاني للأقباط في واشنطن مؤخراً، وفي المرتين كان مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة مفعماً بالحماس لقضية يؤكد أنه وهب حياته من أجلها هي quot;المسألة القبطيةquot;، وإن كان يصر دائماً وفي كل حوار أجريته معه، أنه لا يبحث عن حل للقضية على أرضية طائفية، بل في إطار منظومة إصلاح شاملة، سياسية واقتصادية واجتماعية، باعتبار أن المسألة القبطية لا يمكن معالجتها بمعزل عن غيرها من القضايا المتصلة بالإصلاح في مصر .

وربط مراقبون بين زيارة مايكل منير إلى القاهرة والقرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس المصري حسني مبارك بتفويض محافظي الأقاليم سلطة إصدار قرارات هدم وإعادة بناء وترميم الكنائس في مصر، وهو أحد المطالب الرئيسية للأقباط وبقية الطوائف المسيحية في مصر، غير أن منير أبدى تحفظاً على هذا الربط، قائلاً إنه قرار مصري خالص كان سيصدر سواء زار القاهرة أو لم يزرها، مشيراً إلى أنه أبدى تحفظات على ذلك القرار، على النحو الذي سنورده تفصيلياً في الحوار .

ومايكل منير الذي طالما شحذ كل طاقات ضد النظام الحاكم في مصر، متهماً إياه بممارسة كافة أنواع المظالم ضد مسيحيي مصر المشهورين على سبيل الخطأ الشائع بالأقباط، فالأقباط لغة هم المصريون مسلمين كانوا أو مسيحيين، ها هو اليوم في القاهرة، ويلتقي كبار صنّاع القرار في الساحة المصرية بعد أقل من أسبوعين فقط من انعقاد المؤتمر الثاني للأقباط في واشنطن، وهو ما طرح عشرات الأسئلة مثل : كيف حدث هذا التحول ؟، وهل كان مرتباً أو مدبراً من قبل؟، وماذا حدث خلال لقاءاته ؟ وهل تلقى وعوداً منهم بمكاسب للأقباط ؟، وهل يعتزم العودة إلى مصر وممارسة العمل السياسي داخلها ؟، وماذا سيقول لرفاقه وأعضاء منظمته من أقباط المهجر ؟

وكيف سيرد على منتقديه الذين اعتبروا زيارته ولقاءه بالمسؤولين عمالة وخيانة للقضية القبطية ؟، وهل يعتزم تأسيس حزب سياسي أو الانضمام لحزب قائم بالفعل ؟

وما موقفه من جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; وهل سيجري حوارات أو اتصالات مع قادتها ؟، وهل هناك صلة بين زيارته المفاجئة وقرار الرئيس المصري حسني مبارك بشأن القيود المفروضة على بناء وترميم الكنائس، بالنظر إلى أن هذه المسألة كانت ـ ولم تزل ـ أحد أبرز مطالب الأقباط في الداخل والخارج على السواء .

زيارة شخصية

من أرشيف إيلاف

رئيس مؤتمر الأقباط يشتبك مع الصحافة المصرية

نفي وجود صفقة بين الأقباط والحكومة

بعد رفضها استقبال وفد لتقصي الحقائق عن أوضاع الأقباط: مصر بين سندان تطلعها لأوروبا ومطرقة المسألة الحقوقية

تماثل للشفاء وطمأن الأقباط والمسلمين ولكن الاطباء الزموه الراحة: البابا شنودة يجتاز أزمتين صحيتين خلال شهرين

هذه الأسئلة وغيرها كانت بيننا في حوار مطول، انفردت به (إيلاف) التي يهمها هنا الوقوف على الحقائق بشكل موضوعي، لا تنحاز فيه لغير الحقيقة فلسنا في موضع المدافع عن مواقف أحد، كما أننا أيضاً لسنا سلطة ادعاء لنمارس مهمة توزيع التهم المجانية، لكن كل ما نفعله هو أننا ـ كما اعتاد منا القارئ ـ نندب أنفسنا نيابة عنه في طرح ما قد يخطر على باله من تساؤلات، وتسجيل ردود الضيف كما قالها، دون تلوين أو تشويه، وهو ما يحكمنا دائماً سواء في هذا الحوار أو غيره من اللقاءات

ـ لماذا أنت هنا في القاهرة بعد أعوام طويلة من غيابك ورغم خصومتك العلنية الشرسة مع النظام الحاكم في مصر ؟
* أنا هنا في زيارة شخصية، حضرت بصفتي الشخصية، ولا أمثل في زيارتي هذه غير نفسي، فلا أعبر بها عن منظمة أقباط الولايات المتحدة التي أتشرف برئاستها، ولا أمثل المؤتمر الدولي للأقباط، ولا أمثل أي جهة من أي نوع، فقط أمثل نفسي، وأؤكد أنها زيارة خاصة، وإن كانت زيارة المرء لوطنه لا تحتاج إلى تبرير .

ـ هناك أنباء متواترة عن لقاءات جمعتك بشخصيات هامة في مصر، فما حقيقة الأمر، وهل تلقيت دعوة لهذه الزيارة ؟
* التقيت أصدقاء كثيرين من إعلاميين وساسة ومعارضين وشخصيات هامة، وهذا أمر طبيعي فأنا في نهاية المطاف مواطن مصري، مهتم منذ سنوات مضت بالشؤون العامة في بلادي، وحين تلقيت دعوات من بعض المسؤولين لبيتها، وبالفعل التقيت عدداً منهم، وتناقشنا في قضايا عديدة ذات صلة بما تشهده مصر من حراك سياسي فضلاً عن قضيتي كناشط مدافع عن حقوق الأقباط، وإن كان ذلك ليس على أرضية طائفية كما قد يتصور البعض، بل لأن هذا الملف يتصدر أجندة الإصلاح السياسي .

ـ قيل إنك التقيت الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات وأنس الفقي وزير الإعلام وشخصيات أخرى هامة، ما مدى صحة ذلك ؟
* التقيت شخصيات هامة كثيرة، وأنا في حلّ من التطرق إلى الأسماء، فليس كل ما يحدث يمكن الخوض فيه إعلامياً الآن على الأقل، ويكفي أن أشير إلى أن من التقيتهم هم شخصيات مرموقة، ولا تهم الأسماء الآن بل الأهم هو القضايا التي طرحت على مائدة الحوار، ويمكنني القول إنني خرجت بانطباعات إيجابية للغاية .

ـ تسوقنا إجابتك إلى أجندة الحوار مع المسؤولين الذين أشرت إليهم، هل يمكن أن تحدثنا عما دار من مناقشات ؟
* كما أوضحت تحدثنا في عدة قضايا مما تهم ملايين المصريين، كالإصلاح السياسي،وتفعيل الديمقراطية في مصر، وتهميش الأقباط سياسياً، وسبل إقناعهم بالانخراط في العمل العام، فضلاً عن القضايا التقليدية والمطالب المزمنة للأقباط، ومنها مسألة الكنائس والتمثيل العادل في المواقع المختلفة والمجالس النيابية، وأستطيع أن أقول أنني لمست تفهماً كاملاً من قبل كل من التقيتهم من المسؤولين، وهذا أمر مشجع، ويبقى المحك الحقيقي في وضع كل هذا موضع التنفيذ .


ضغوط وتفاهمات
ـ مارست على مدى سنوات طويلة ضغوطاً هائلة على النظام المصري من خلال تحركك لدى الإدارة والكونغرس الأميركيين، فماذا حدث حتى تأتي وتتفاوض مع النظام الذي طالما هاجمته، فما سر هذا التحول ؟
* مرة أخرى أنا مصري معني بما يجري في مصر من تطورات، والحكم في مصر طرف مهم في المسألة القبطية، وفتح قنوات حوار مع المسؤولين ليس هدفاً في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة نسعى أن يصل من خلالها صوت الأقباط، ومرة أخرى أؤكد أنني أقوم بهذه الزيارة وتلك اللقاءات بشكل شخصي لا أمثل فيها حتى المنظمة التي أتولى رئاستها، وإذا كنا تحدثنا مع الإدارة الأميركية، فما الذي يمنع من الحديث مع الإدارة المصرية، خاصة وأن لدي قناعة راسخة مؤداها أن الحل ينبغي أن يكون مصرياً خالصاً، حتى في ظل وجود ضغوط من المجتمع الدولي، لكن المفاتيح هنا في مصر، وعلينا أن نرى ما إذا كانت الحكومة المصرية مستعدة للتعاطي إيجابياً مع المسألة القبطية، وبشكل جاد وفعّال، فإذا حدث هذا فإننا بلا شك سنرحب به، أما إذا توقف الأمر عند حدود الوعود غير القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فهذا لن يحل المشكلة، بل ربما يفاقمها، إذ أن سلوكاً من هذا النوع من شأنه أن يرسخ شعوراً لدى الأقباط بأن قضيتهم لن تحل بالحوار، وسيدعم الأصوات المتشنجة هنا وهناك .

ـ طالبتم في مؤتمر الأقباط الذي عقد مؤخراً في واشنطن بالتدخل الدولي، كما دعوتم الإدارة الأميركية إلى ممارسة الضغوط على مصر، والآن تتحدث عن حل مصري، كيف يمكن أن يتسق هذا مع ذاك ؟
* نحن لم نطالب الإدارة الأميركية بالضغط، بل باستخدام علاقتها الخاصة مع القاهرة لتشجيعها على اتخاذ خطوات إصلاحية في ملفات الإصلاح السياسي عموماً، ومنها ملف الأقباط، ثم إن مصر في نهاية المطاف جزء من المجتمع الدولي، وعضو في منظمة الأمم المتحدة، ووقعت على كافة مواثيقها، فما الخطأ في مطالبتها باحترام تلك المواثيق، والأهم من هذا كله : هل هناك قضية قبطية أم لا ؟، إذا اعترفنا بالأمر فهذا يعني أننا بدأنا الخطوة الأولى لحل المشكلة، أم إذا تجاهلنا المشكلة واكتفينا بترديد عبارات إنشائية وسيناريو قبلات الشيخ والقس فهذا لن يحل شيئاً، وأخيراً لماذا لا نحل المشكلة ونغلق هذا الملف برمته، ليكون الهم مشتركاً انطلاقاً من مبدأ المواطنة.

ـ انتم أقباط المهجر متهمون داخل مصر بالمبالغة في عرض القضية، وترويج روايات مختلقة، والتحريض ضد مصر، فما ردك ؟
* ليس صحيحاً أننا نبالغ في عرض مشكلة الأقباط، فمن يبالغ هي الصحافة غير الأمينة التي تنسب لنا ما لم نقله ولم نفعله وتتهمنا بالعمالة وغيرها من التهم الرخيصة، فضلاً عن أن إهمال الدولة لهذا الملف طويلاً، وإصرارها على التعامل معه في أطر أمنية رغم كونه مسألة سياسية، من شأنه أن يفاقم المشكلة ويزيدها تعقيداً، ويفتح الباب أمام المبالغات والمزايدات من هنا وهناك

الكنيسة والسياسة
- ما صلتك بالكنيسة ؟، وهل ترى أنها تمثل الأقباط سياسياً ؟، وهل ستلتقون أحداً من قادتها خلال هذه الزيارة ؟
* الكنيسة بيتي وبيت كل قبطي، وهي مظلتنا الروحية، ونكن لها جميعاً كل الاحترام والتقدير، وخلال هذه الزيارة لن أقابل أحداً من رجال الكنيسة لأن زيارتي قصيرة ومزدحمة باللقاءات، أما عن الدور السياسي ففي تقديري أن الكنيسة وجدت نفسها مضطرة للقيام بهذا الدور، لأن الساحة خالية تماماً من النشطاء السياسين العلمانيين خاصة في الوسط القبطي، من هنا كانت الكنيسة مرغمة على الخوض في الشؤون السياسية لتلبي مطالب الشعب وتسعى إلى حل مشكلاتهم، وينبغي تفعيل دور الأقباط سياسياً تشجيعهم للانخراط في العمل العام، وهذا أمر لا يقتصر على الأقباط بل يمتد ليشمل الجميع، فلعل نسبة المشاركة المتواضعة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
تشير إلى ضرورة العمل على إعادة السياسة إلى الشارع المصري، وتهيئة المناخ أمام كافة القوى الشرعية لتعبر عن نفسها، وهذه بتقديري هي الخطوة الأكثر أهمية في طريق الإصلاح السياسي، لأنه من دون مشاركة فلا معنى لأي شئ، وسنظل نسوق وعوداً لا تنفذ حتى تنقض قوى غير شرعية على الجميع.

ـ هل نفهم من هذا الجواب أنك بصدد القيام بدور سياسي ما داخل مصر، وإن كان ذلك صحيحاً فما ملامح هذا الدور ؟
* حتى الآن لم أقرر شخصيا الانخراط في حزب سياسي معين، لكني شأن غيري من المهاجرين المعنيين بالشأن العام في مصر نراقب الأوضاع، وندرس كافة الطروحات السياسية على الساحة، لنقرر بعدها الانضمام إلى حزب قائم بالفعل، أو المساعدة في تأسيس حزب جديد، الأمر مازال مفتوحاً على كافة الاحتمالات، وكل هذا مازال قيد البحث والدراسة .

ـ هل هناك نوايا لتأسيس حزب جديد في مصر ؟
* ولم لا ؟، كل شئ وارد، لكن ما ينبغي التأكيد عليه هنا أن أي نشاط سياسي سننخرط فيه سيكون على أرضية المواطنة، وليس طائفياً، فلست شخصياً ممن يمكن أن تصنفهم طائفيين، أنا مصري مهتم بالشأن المصري عموماً، وأرى أن ما هو جيد للأقباط سيكون جيداً لمصر كلها، وما هو صالح لمصر سيكون كذلك للأقباط، فليست لنا أجندة مغايرة أو خاصة، وإن كانت لنا ـ كأقباط ـ خصوصيتنا كأقلية دينية لها همومها الخاصة، لكن حجم ما يجمعنا أكبر كثيراً مما يفرقنا، ونحن في نهاية المطاف شعب واحد بعضنا يذهب للكنيسة وبعضنا الآخر يذهب إلى المسجد، أو هكذا ينبغي أن تكون عليه الأمور .

ـ خضت تجربة الترشيح عن الحزب الجمهوري بولاية فيرجينيا الأميركية، فهل تخطط لترشيح نفسك ذات يوم في مصر للبرلمان مثلاً ؟
* لا .. ليس في نيتي في المدى المنظور أن أفعل هذا في مصر، لكني شخصياً سأشجع الكثيرين على خوض هذه التجربة في مصر، مرة أخرى أؤكد أن تفعيل الدور السياسي للأقباط مسألة بالغة الأهمية، ولهذا سأوليها أهمية خاصة وبكل الوسائل الممكنة والمشروعة، وأتمنى أن يكون المناخ العام مشجعاً على ذلك .

الإخوان والأقباط
ـ يقودنا اهتمامك بتفيعل دور الأقباط سياسياً إلى زاوية أخرى من المشهد، وهي زاوية quot;الإخوان المسلمينquot;، كيف تلقيتم ما أحرزته الجماعة من نجاحات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ؟
* تلقيت شخصياً هذا بكل أسف، فهذه الجماعة تجني ثمرة تقاعس الكثيرين، وتحصد ثمار إهمال وفساد منتشر هنا وهناك، ومهما بالغ البعض في تصوير حجم هذه الجماعة فإنه لن يتجاوز بضع عشرات الآلاف، وهذا مثلاً لا يشكل نسبة تذكر قياساً بالمصريين عموماً، ولا حتى بأقلية مثل الأقباط، ولك أن تتخيل لو كان للأقباط كيان منظم مثل الإخوان ماذا يمكن أن يحدث لو اجتمعت إراداتهم وراء كتلة من المرشحين، ألن يوفر هذا وجوداً برلمانيا مؤثراً أو على الأقل يوازن الكفة مع هذه الجماعة.

ـ هناك لقاءات تجمع بين بعض الشخصيات القبطية المعروفة وقادة جماعة الإخوان المسلمين، فهل يمكن أن تنخرط في مثل هذه الحوارات مع الإخوان ؟
* لا .. لا يمكن أبداً أن يجمعني سقف واحد مع الإخوان، فخلافنا مع هؤلاء ليس خلافاً في التفاصيل، بل في الأساس، هم يريدون دولة دينية صراحة اسمها quot;الخلافةquot;، ونحن مع دولة علمانية تتسع لكل ألوان الطيف، وهم يرفعون شعاراً دينياً يقول quot;الإسلام هو الحلquot;، وهذا يثير مخاوف معتنقي الأديان الأخرى، بل لعلني لا أبالغ في تقديراتي حين أقول إن هذا الشعار يمنحنا ـ كمسيحيين مثلاً ـ الحق في رفع شعار مضاد هو quot;المسيحية هي الحلquot;، وبالتالي تنقلب الأمور إلى طائفية يتهموننا بها رغم أنهم هم من يفعل ذلك برفع شعارات دينية في معارك وخصومات سياسية، لا ينبغي فيها استخدام سلاح الدين، بل يجب تحييده .

ـ وكيف ترى أسباب النجاح الإخوان في حصول على 88 مقعداً برلمانياً ؟
* كما أوضحت من قبل الإخوان يجنون ثمار فشل الآخرين، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة على السواء، والإخوان يتمددون في المساحات الفارغة التي أهملها المنسحبون من العمل العام، وبالإضافة إلى كل هذا فالإخوان منظمون للغاية، ومن خلال متابعتي لحملاتهم الانتخابيةالأخيرة عرفت أنهم أداروها بطريقة تشبه تلك التي يدير الأميركيون حملاتهم بها، لقد كانت هناك متابعات ميدانية دقيقة من جانب كل مرشحي الإخوان، وكان معاونوهم يتحركون بأجهزة الكمبيوتر النقالة quot;لاب توبquot;، وكانوا على اتصال وثيق بكل مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف، وقاموا بجولات quot;طرق أبوابquot;، على كافة الناخبين، وأجروا تحالفات هنا وهناك، إذن هذا أسلوب أميركي أو لنقل غربياً في إدارة الحملات الانتخابية، ولا ينبغي لنا التهوين من قدرات هؤلاء في الحشد خاصة وأنهم يستخدمون سلاحاً فتاكاً هو الدين .

ـ تحدثت تقارير عن علاقات تربطك بشخصيات إسرائيلية واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، فما حقيقة هذا الأمر ؟
* لا صلة لي بإسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، ولم أزر إسرائيل أبداً، وحتى لا أعرف إسرائيليين، أما إذا كنت تتحدث عن يهود أميركيين فهذا أمر وارد، لأنني مواطن أميركي ويمكنني أن أتعامل مع غيري من المواطنين الأميركيين، وهناك لا أحد يسأل الآخر عن دينه، فمن الوارد أن أتعامل مع شخصيات أميركية تعتنق اليهودية ديناً، ونحن لسنا ضد اليهودية ولا أي ديانة أخرى، ومع ذلك أؤكد أن نشاطنا قبطي مصري خالص سواء على صعيد الحركة أو التمويل أو خلاف ذلك .

-هل تتوقع هجوماً عليك من دوائر أو شخصيات من أقباط المهجر عقب إقدامك على هذه الخطوة بزيارة مصر ولقاء مسؤولين كبار بها ؟
*بالطبع لا أستبعد ذلك، لكني كما أكدت من البداية أنا لا أمثل غير نفسي، ولا أتحدث نيابة عن أحد، ولست مخولاً من قبل أي جهة، لا المنظمة ولا مؤتمر الأقباط في هذه الخطوة، بل أقدمت عليها انطلاقاً من قناعتي الشخصية أنه آن الأوان لنعمل وننشط في الداخل، فمصر تهمنا جميعاً، وهي ليست ملكاً لأحد، ولا حكراً على جهة بعينها بل هي وطن يسكننا كما قال قداسة البابا شنودة الثالث .